عقد أمس الأحد 31.12.2017 مؤتمر "بطيرم" ووزارة الزراعة لتعزيز أمان الأطفال في المجتمع البدوي في النقب وذلك في مستشفى "سوروكا" في بئر السبع بحضور عضو الكنيست يفعات ساسا بيطون رئيسة لجنة حقوق الطفل في الكنيست، وياريف مان مدير قسم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هيئة التخطيط في وزارة الزراعة وتطوير القرى البدوية وبمشاركة نائبة مدير المركز الطبي الجامعي سوروكا ورئيس مؤسسة "بطيرم" عوفر نيئمان.
يأتي عقد هذا المؤتمر السنوي في ظل تكرار حوادث إصابات الأطفال غير المتعمدة في المجتمع البدوي في النقب والتي تجبي سنويا أرواح العديد من الأطفال وتتسبب بإصابات كثيرة لأطفال آخرين. وكانت مؤسسة "بطيرم" لامان الأولاد وبالتعاون مع وزارة الزراعة وسلطة تطوير القرى البدوية قد باشرتا منذ سنوات عديدة بإطلاق مشاريع عدة تهدف لرفع الوعي في منطقة النقب خاصة من أجل الحد من ظاهرة إصابات الأطفال هناك، في ظل استمرار حدوث حالات إصابة عديدة ووفيات في هذه المنطقة مقارنة مع باقي المناطق في البلاد. وكان أهم المشاريع التي بوشر العمل بها مؤخرا ما بين "بطيرم" وسلطة تطوير النقب ووزارة الزراعة ، تطبيق خطة مشتركة لتعزيز أمان الأولاد في 9 مناطق، تهدف لتقليص الإصابات في المنزل ومحيطه وسائر المرافق في المجتمع البدوي في النقب".
افتتحت فعاليات المؤتمر عضو الكنيست يفعات ساسا بيطون رئيسة لجنة حقوق الطفل البرلمانية مشيرة الى ان معظم الأطر التي تحتضن الأطفال والرضع لا تخضع للرقابة اللازمة، مما يتطلب اخضاع هذه الاطر للرقابة للحفاظ على حياة الأولاد، فهم يفقدون حياتهم لأسباب لا يمكن تصورها، فقط اول امس لقي طفل مصرعه جراء تعرضه للدهس اثناء رجوع المركبة التي دهسته الى الوراء وطفلة اخرى توفيت نتيجة اختناقها بسبب كيس نايلون. ان موضوع أمان الاطفال هو احد المواضيع المركزية التي تتصدر جدول اعمال لجنة حقوق الطفل في الكنيست. لقد نجحنا في ادخال الخطة الوطنية لأمان الأولاد لميزانية الدولة مما يشير الى ان الحكومة بدأت تأخذ المسؤولية ازاء هذا الموضوع. لتقليص ظاهرة اصابات الأولاد البدو، يجب العمل المشترك من خلال الحكومة، السلطات المحلية والمجتمع من أجل رفع الوعي وتقديم الارشاد المكثف للأهل".
وتحدث السيد عوفر نيئمان رئيس مؤسسة "بطيرم" أمام الحضور مشيرا إلى أن "عام 2017 كانا عاما صعبا من ناحية إصابات الأولاد في البلاد عامة وفي الوسط البدوي خاصة، حيث لقي 34 طفلا من المجتمع البدوي مصرعهم نتيجة تعرضهم لإصابات غير متعمدة الأمر الذي يتطلب منها عدم المرور على هذه المعطيات مر الكرام. مع هذا نأمل أن يكون عام 2018 أكثر سلامة وأمانا للأولاد إذ نتوقع أن تساهم الخطة الوطنية لامان الأولاد في تعزيز موضوع السلامة والأمان من خلال دفع الموضوع من قبل الوزارات العديدة المشاركة في هذه الخطة لدعم إضافي لأمان الأولاد في الوسط البدوي . إن الحد من ظاهرة إصابات الأولاد هو عمل محبط بكل تأكيد، مع العلم أن العمل لتقليصها قد يكون بسيطا جدا، إما من خلال تركيب جدران واقية (درابزين) على جوانب الدرج أو إقامة جدران تحيط بساحات المنزل وتركيب درابزين حماية لشبابيك المنزل والاهم من هذا كله مراقبة الأولاد مراقبة فعالة. لكن وعلى الرغم من ذلك في الكثير من البيوت لا توجد التوعية اللازمة والإدراك المطلوب ولا حتى القدرة لأهمية إتباع وسائل الأمان المذكورة. أنا آمل أن العمل من أجل دعم وتعزيز أمان وسلامة الأولاد في المجتمع البدوي سيأخذ زخما أكبر مما سيؤدي لرفع مستوى المعرفة والإدراك لدى الأهل وكافة الجهات في المجتمع لهذا الموضوع الهام وبهذا نكون قد أنقذنا العديد من الأرواح".
وشمل المؤتمر فقرات عديدة أهمها حلقة نقاش بمشاركة مختصين بموضوع أمان الأولاد للتشديد على الدور والمسؤولية التي يتوجب على الأهل تحملها للحفاظ على سلامة أطفالهم حيث تم عرض وجهات نظر مختلفة بهذا الموضوع والاستماع لخبرات عديدة تهدف إلى تذويت موضوع أمان الأولاد. وقال ابراهيم الهواشلة رئيس المجلس الاقليمي واحة الصحراء والذي شارك في النقاش ان المجتمع البدوي يمر بتغييرات من حيث نمط الحياة اليومية حيث ان يتوجب تقديم المساعدة والمرافقة بكل ما يتعلق بالإرشاد والتوعية والتثقيف من أجل الحد من ظاهرة اصابات الأطفال. يتوجب على السياسيين التدخل في هذا الموضوع كما يتوجب ايجاد اماكن آمنة للعب الأطفال والتي نفتقدها اليوم. اما الشيخ جمال العبرة مفتش المساجد في لواء الجنوب من مكتب الأديان في وزارة الداخلية فأشار الى انه تقع على عاتق الأئمة مسؤولية كبيرة من أجل دفع عجلة الارشاد والتوعية للأهل في المساجد. هنالك مسؤولية للأهل وللحكومة والسلطات خاصة وانه لا توجد اماكن لعب للأولاد البدو لذا على الحكومة والسلطات المحلية العمل على ذلك.
أما ياريف مان مدير قسم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هيئة التخطيط في وزارة الزراعة وتطوير القرى البدوية فقال في كلمته أمام الحضور في المؤتمر "إننا نثبت للسنة الرابعة على التوالي إننا لسنا غير مبالين إزاء النسب المرتفعة لإصابات الأولاد المرتفعة في المجتمع البدوي. نحن لن يكون بإمكاننا أن ننجح إذا ما عملنا لوحدنا، إذ أن على المجتمع بأكمله أن يتجند لهذا المجهود، إن جزء من هذا العمل ملقى على الحكومة وعلى مؤسسة بطيرم أما الجزء الآخر فهو ملقى على عاتق المجتمع البدوي في النقب".
وتضمن المؤتمر فقرة عرضت خلالها مقاطع فيديو قصيرة لـ 3 أفلام أصدرتها "بطيرم" بالتعاون مع سلطة تطوير القرى البدوية ووزارة الزراعة وجميعها باللغة العربية، تعالج موضوع إصابات الأولاد في البيت ومحيطه. حيث شارك فيها شخصيات مؤثرة في المجتمع البدوي والتي تجندت لرفع الوعي مثل الشيخ جمال العبرة، مفتش المساجد في منطقة النقب، الدكتور نعيم أبو فريحة، رئيس جمعية الأطباء العرب في الجنوب، والسيدة هاجر الأفينش، مفتشة حضانات الأطفال في الجنوب. وعالجت الأفلام ثلاثة محاور تكثر بها الإصابات البيتية في منطقة النقب منها حالات الاختناق ,الحروق والسقوط من علو. كما تعرض الأفلام سيناريوهات شائعة لإصابات الأطفال من خلال هذه المحاور وكيفية منعها لإنقاذ حياه الأولاد.
كما شمل المؤتمر فقرات عديدة تُعنى بأمان وسلامة الأطفال بشتى مجالات الحياة، حيث تطرقت الدكتورة ياسمين أبو فريحة إلى عدد من القضايا الصحية التي يعاني منها المجتمع البدوي في النقب وأهمها قضية الإصابات غير المتعمدة والتطرق لهذه القضايا من خلال التعامل مع الآليات المتاحة لتقليص نسبة الإصابة.
وتم مناقشة الخطة المشتركة لتعزيز أمان الأولاد والتي بوشر العمل بها منذ 4 سنوات حيث تم توسيع دائرة تطبيقها في السنتين الأخيرتين لتشمل 9 مناطق بدوية في النقب بهدف تقليص الإصابات في المنزل ومحيطه وسائر المرافق في المجتمع البدوي في النقب من خلال فعاليات وبرامج توعوية للأهل والبالغين لتحمل المسؤولية فيما يتعلق بهذا الموضوع للحد من الإصابات غير المتعمدة. وكانت وزارة الزراعة وسلطة تطوير القرى البدوية في النقب ومؤسسة "بطيرم" قد عملوا سوية من أجل تطبيق هذه الخطة ورصد الميزانيات اللازمة لتوسيعها لتشمل اكبر شريحة ممكنة من المجتمع البدوي في النقب.
أما المديرة العامة لمؤسسة "بطيرم" أورلي سلفينجر فاختتمت المؤتمر بكلمة تلخيصية أشارت من خلالها إلى أن عام 2017 كان عاما قاتلا من ناحية الأولاد البدو في النقب، حيث فقدت 34 عائلة أعز ما تملك. إن المنزل وساحاته، الشوارع والطرقات وبرك السباحة العامة والعديد من أماكن قضاء أوقات فراغ الأولاد ليست آمنة. نحن لا نتحدث هنا عن قضاء وقدر إذ انه بالإمكان إنقاذ الأولاد من خلال تقديم المعرفة والتوعية اللازمة والإدراك وكيفية إتباع السلوكيات الآمنة . أنا أبارك جهود وزارة الزراعة وسلطة تطوير القرى البدوية لمشاركتهم وتعاونهم معنا وللالتزام الكبير الذي أبدوه من أجل تعزيز ودعم موضوع أمان الأولاد البدو في النقب".
[email protected]