عاداتنا الغذائية السليمة في رمضان
"المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء" ، فالحمية هي النظام الغذائي الصحي المتوازن الذي يقي الإنسان من مختلف المشاكلات الصحية. وطالما أننا في الأيام الأولى من الصيام، فإننا نؤكد أن للحمية المتوازنة السليمة في شهر رمضان دورا مهما في تفادي الكثير من المشكلات الصحية التي قد يتعرض لها الصائمون.
سوف اتطرق في مقالي هذا للسلوكيات الغذائية السليمة في يوم الصائم لكي يفوز بالفوائد الصحية المرجوة من الصوم. . فالصائم لا يحتاج إلى غذاء أكثر في رمضان، بل على العكس تماما فهو يحتاج إلى كميات أقل من الأطعمة وخاصة أطعمة الطاقة كالنشويات والدهون وذلك عائد إلى قلة الحركة والجهد المبذول في هذا الشهر وبالتالي قلة الحاجة إلى السعرات الحرارية.
المائدة الرمضانية
المائدة الرمضانية تعد مائدة متميزة بأصنافها وأكلاتها التقليدية الشهية، ويجب أن تكون متنوعة بحيث تحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية المتمثلة في الكربوهيدرات (الخبز الأرز المعكرونة وغيرها) والبروتينات (اللحوم والأجبان والبقوليات) والفيتامينات والأملاح المعدنية (الخضراوات والفواكه) وكميات معتدلة من الدهون النباتية والسكريات، حيث يحتاج جسم الإنسان سواء في شهر رمضان أو في بقية شهور السنة إلى غذاء صحي متوازن.
كما يجب أن تكون هناك ثلاث وجبات رئيسية في رمضان تعادل الوجبات الرئيسية (الإفطار والغداء والعشاء) على أن تكون هناك فترة زمنية مناسبة بين تلك الوجبات. وبما أن الصائم يقضي ساعات طويلة يمتنع فيها عن الطعام والشراب لذلك يجب ألا يفاجئ معدته أثناء الإفطار بكميات كبيرة من الطعام حتى لا يؤدي ذلك إلى مشكلات الهضم والتلبكات المعدية والمعوية.
* وجبة الإفطار
يفطر الصائم على بضع حبات من الرطب أو تمرات كمصدر سريع للطاقة (و قد ثبتت الفائدة العلمية لهذه الطريقة و خاصة للأشخاص الذين يعانون من الإصابة بالصداع والدوخة و التعب الناتجة عن نقص معدلات السكر لديهم خلال فترة الصوم )ثم يتناول رشفات من الماء لتعويض السوائل، مع عدم الإفراط، ثم يمنح المعدة وقتا للراحة ولتنشيط العصارات الهضمية المعدية والمعوية. بعدها، يمكن تناول وجبة الإفطار المتوازنة التي لا بد أن تحتوي على أي نوع من أنواع السلطات كطبق أساسي والشوربة (شوربة الخضار أو العدس.... إلخ) ونوع من البروتين (اللحم, البقوليات, الأجبان) ونوع من النشويات (كالأرز والمعكرونة والمعجنات) مع عدم الإفراط في الكميات المتناولة من جميع الأصناف. ويجب تجنب المقليات لأن الإفراط في تناولها يؤدي إلى الإصابة بحرقة المعدة وارتجاع المريء (الحموضة) وهذه من أكثر المشاكل الصحية التي يعاني منها الصائمون في هذا الشهر الفضيل.
وجبة خفيفة
وهي تعادل وجبة العشاء في بقية شهور السنة، ويفضل تناولها بعد الإفطار بساعتين أو ثلاث ساعات (أي بعد صلاة التراويح)، حيث يمكن تناول سلطة الفواكه الطازجة أو عصائر الفاكهة الطازجة أو التمر مع القهوة أو تناول بعض الحلويات الرمضانية الشعبية (الكنافة، القطايف، البسبوسة... إلخ) مع الحذر من الإكثار من تناول هذه الحلويات لكونا ليست الخيار الصحي ولتجنب زيادة الوزن.
وجبة السحور – "تسحروا فان في السحور بركة"
وهي تعادل وجبة الإفطار التي نتناولها عادة في الصباح في غير شهر رمضان. لذلك يفضل أن تكون وجبة صحية خفيفة نظرا لتناولها في ساعات متأخرة من الليل. ويمكن تناول ساندوتش من الخبز الأسمر مع البيض المسلوق أو لبن أو الجبنة أو الزبادي بالفواكه, ولمن ينزعج من الاكل مباشرة قبل النوم يمكنه تناول 2-3 حبات من التمر أو بعض الفاكهة الطازجة وخاصة الموز لاحتوائه على عنصر البوتاسيوم مما يقلل من الإحساس بالعطش في فترة النهار، مع الحرص على عدم تناول طعام يحتوي على كميات عالية من الصوديوم (ملح الطعام) لأن ذلك يؤدي إلى الشعور بالعطش أثناء فترة الصيام.
[email protected]