بقلم:د.صالح نجيدات
شهر رمضان من اركان الاسلام الخمسه , نزل به القرآن , وهو شهر التوبة والمغفرة والتسامح , شهر التعاون والعطاء والصدقة , شهر الخير والطاعات , عن أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قَالَ:" مَنْ صَامَ رمضان إيماناً واحْتساباً غُفِرَ لَهُ ما تقدَّم مِن ذنبه ".
في شهر رمضان وفي كل أيام السنه يجب التحلي بحسن الخلق ، خاصة وأن أول ما نفقده في هذا الشهر الفضيل سعة الصدر ، واحتمال الآخرين ، وحسن الخلق!.
يقول أحد الصالحين : حسن الخلق هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى ، وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : حسن الخلق ألا تغضب ولا تحقد ، وقال آخر : والبشاشة مصيدة المودة ، والبر شيء هين : وجه طليق وكلام لين!
فحسن الخلق هو كظم الغيظ لله ، وإظهار الطلاقة والبشر والعفو عن الزالين وكف الأذى عن الآخرين.
وفي الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أكمل المؤمنين إيمانا , أحسنهم خلقا) صحيح الجامع للألباني ، وقال ابن القيم يرحمه الله : (الدين كله خُلق ، فمن زاد عليك في الخُلقِ زاد عليك في الدين).
وقد رغّب الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بالتخلق بالخلق الحسن وذلك بإظهار عظيم أجره وثوابه , فقال عليه الصلاة والسلام : (إن من أحبكم إلى وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة ، أحسنكم أخلاقا) حسنّه الترمذي.
كما أخبر بأنه أكثر ما يدخل الجنة , عندما سئل عن أكثر شيء يدخل الجنة , فقال عليه الصلاة والسلام : (فأكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق) صححه الترمذي -- كما أخبر عليه الصلاة والسلام أنه من أكثر الأعمال تثقيلا للميزان , فقال عليه الصلاة والسلام : (وما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلقٍ حسن). - كما أخبرنا أن العبد ليدرك به درجات العباد المخبتين لربهم فقال عليه الصلاة والسلام : (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجات الصائم القائم) رواه أبو داود.
وأخبر عليه الصلاة والسلام , أن من حسن خلقه , كان من أحب عباد الله لله سبحانه وتعالى , فقد قال الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم , يسألونه : يا رسول الله من أحب عباد الله إلى الله ؟ قال : "أحسنهم خلقا ".
- كما أخبرنا بأنه خير ما اعطي الإنسان , فقد سئل صلى الله عليه وسلم : " ما خير ما أعطي الإنسان ؟ قال : خلق حسن ".حسنا..سيئ الخلق .. كيف يحسن خلقه ؟ أعني هل من طريقة لتحسين الخلق القبيح ؟
يقول العلماء أن هذا لن يتم إلا بإتباع إمام المرسلين محمد لأنه خير من حقق هذا المقام , فقد قال الله عز وجل عنه : " وإنك لعلى خلق عظيم " فهو القدوة في هذا الجانب ، وقال تعالى : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " ، فعلى من يريد أن يحسن خلقه أن يدرس سيرته عليه الصلاة والسلام في كل جوانب حياته ليعلم كيف كان تأدبه مع ربه ومع الناس ومع أهله وأصحابه وغير المسلمين ، ومما يعين على حسن الخلق مجالسة الأتقياء , لأن الإنسان يتأثر بمن يجالسه ويخالطه , ومن حسن الخلق عدم انفلات اللسان أو بما يسمى عنف اللسان , مثل فضول الكلام والخوض في الباطل والفجور في الخصومه والكذب والغيبة والتحريض وإشاعة الفاحشة لان ضرر اللسان عظيم وخطره جسيم , فلسانك لا تذكر به عورة امرئ –فكلك عورات وللناس ألسن .
الشهر الفضيل يقدم فرصة سنوية لتجدد الايمان وتقويم النفس ، والتعامل بصورة مختلفة ، ففي الشهر الفضيل يجب ضبط النفقات ولجم الشهوات ، وتهذيب النفس والجسد على اقل تقدير, فهو شهر الرحمة وعلينا اغتنام فضائله . وأخيرا اللهم نسألك أن تكون السنتنا صادقه وقلوبنا سليمة , وأخلاقنا مستقيمة . فصوما مقبولا وإفطارا شهيا ورمضان كريم .
اعداد الدكتور صالح نجيدات
[email protected]