في نقاشه حول انتشار مرض السكري والسمنة الزائدة في البلاد وبالذات بين صفوف الأطفال واليافعين طلاب المدارس، قال النائب يوسف العطاونة (الجبهة – القائمة المشتركة) أمام لجنة العمل والرفاه والصحة البرلمانية اليوم الثلاثاء، إن الدولة مُقصِّرة جدا في محاربة الازدياد بنسبة الإصابة بهذا المرض الخطير، وليس صدفة أن تشير المعطيات والأرقام الصادرة عن مؤسسة التأمين الوطني ووزارة الصحة إلى ارتفاع بنسبة المصابين بالسكري في البلاد، حيث تصل نسبة الإصابة به في الوسط اليهودي إلى 10%، بينما ترتفع نسبة الإصابة في الوسط العربي إلى 18%، وقد وصل عدد المصابين بالمرض حتى أوائل العام 2016 إلى 600 الف مريض، بحيث أصبح هذا المرض وباءً ينتشر بسرعة، ويختلف كليا عن باقي الأمراض، لأن الإصابة به يُضعِفْ جهاز المناعة وبالتالي إلى مضاعفات صحية قد تسبب الإصابة بأمراض أخرى وتدهور في صحة الانسان.
وأضاف العطاونة، إن هذه النسبة العالية بالسكري في الوسط العربي بشكل عام وفي المجتمع العربي البدوي بشكل خاص ناتجة عن أسباب كثيرة جدا أهمها الأوضاع الاقتصادية الصعبة جدا التي يعاني منها المواطنون العرب، وعندما نتحدث عن الوسط البدوي في الجنوب، فإن هناك عامل الانتقال القسري للمواطنين من الحياة القروية "البدّاوية" التي اعتادوا عليها إلى الحياة المدنية العصرية، مع تغيُّر أنماط المعيشة والطعام وغيره في ظل غياب التوعية والتوجيه من قبل وزارتي الصحة والمعارف لتحصين المواطنين ووقايتهم من هذا المرض، زد إلى ذلك انعدام ثقافة الاعتناء بالجسم وعدم نشر تعليمات عن التغذية السليمة والرياضة الجسمانية المقاومة للمرض، الأمر الذي ينعكس سلبا أيضا على طلاب المدارس وخاصة لعدم وجود مراقبة صحية سليمة في أكشاك المدارس، وبالتالي تبقى شريحة الأطفال واليافعين الأكثر إصابة بالسمنة الزائدة والسكري.
وأكد العطاونة، أن على وزارتي الصحة والمعارف الدور المركزي في تنظيم برامج توعوية في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، ونشر مواد توعية للأهالي أيضا لتقليص نسبة الإصابة بالمرض.
[email protected]