سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا اكاديميا من جامعة تسالونيكي اليونانية : " ان استهداف الحضور المسيحي في مدينتنا المقدسة انما هو استهداف لكل شعبنا الفلسطيني "
القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا اكاديميا من جامعة تسالونيكي في شمال اليونان وقد ضم الوفد 30 استاذا جامعيا من مختلف كليات هذه الجامعة العريقة التي تحمل اسم الفيلسوف اليوناني الكبير ارسطوطاليس .
استقبل سيادة المطران الوفد اولا في كنيسة القيامة ومن ثم في الكاتدرائية حيث كانت لسيادته كلمة ترحيبية امام الوفد الاكاديمي الاتي الينا من مدينة تسالونيكي .
اعرب سيادة المطران عن افتخاره واعتزازه بأنه واحد من خريجي هذه الجامعة العريقة والتي تعرفت فيها على خيرة الاساتذة والمربين والعلماء كما وجه سيادته التحية لادارة هذه الجامعة وللمسؤولين عليها ، هذه الجامعة التي خرجت الكثيرين من ابناء شعبنا الفلسطيني وابناء امتنا العربية والذين يخدمون اوطانهم وبلدانهم .
نود ان نؤكد بأن علاقة الشعب الفلسطيني والشعب اليوناني انما هي علاقة صداقة ومودة واحترام متبادل وقد وقفت الدولة اليونانية دونا الى جانب الشعب الفلسطيني ونتمنى ان يستمر وان يتواصل هذا الموقف المبدئي .
نحن شعب ندافع عن اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث ونسعى دوما من اجل ان يكون لنا اصدقاء في سائر ارجاء العالم ، نريد ان تتسع رقعة اصدقاءنا المتفهمين لعدالة قضيتنا كما اننا نتمنى ان يصل صوتنا وصوت شعبنا الفلسطيني الى سائر ارجاء العالم .
ان القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة فهنالك استهداف غير مسبوق لهذه القضية العادلة وهنالك مؤامرات تحاك من قبل قيادات سياسية في الغرب وفي مقدمتها امريكا بهدف تصفية هذه القضية وانهائها بشكل كلي ، وهنالك معلومات تقول بأن الادارة الامريكية تفكر بنقل سفارتها للقدس وهذا موقف استفزازي يشكل صفعة واهانة لشعبنا ولامتنا العربية ولكافة اصدقاء فلسطين في سائر ارجاء العالم .
ان حل القضية الفلسطينية لا يمكن ان يكون من خلال التآمر عليها بهدف تصفيتها او لنقل السفارة الامريكية للقدس ، ان حل القضية الفلسطينية يحتاج الى تحقيق العدالة في هذه الارض والعدالة في مفهومنا هي اولا ان ينتهي الاحتلال وان ينعم شعبنا بالحرية التي يستحقها والتي في سبيلها قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام .
السلام ثمرة من ثمار العدل وبغياب العدالة لن يكون هنالك سلام والفلسطينيون متمسكون بحقوقهم وثوابتهم وانتماءهم لهذه الارض المقدسة .
لن يتخلى الفلسطينيون عن حقهم المشروع في ان تكون عندهم دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ، لن يتخلى الفلسطينيون عن حق العودة كما انهم لن يتخلوا عن القدس التي يبتلعها الاحتلال ويستهدف مقدساتها واوقافها وابناء شعبها .
لا تطلبوا من الفلسطينيين سلاما لا يعيد اليهم حقوقهم السليبة لان هذا في الواقع ليس سلاما وانما استسلام للاحتلال وقمعه وظلمه وعنصريته ، لا تطلبوا من الفلسطينيين سلاما لا يعيد القدس الى اصحابها ولا يحقق حق العودة الذي لا يسقط بالتقادم ، لا تطلبوا من الفلسطينيين سلاما لا يعيد اليهم حقوقهم كاملة هذه الحقوق التي سيبقى شعبنا متمسكا بها ولن يقبل شعبنا بأي تنازل او مساومة او رضوخ لاي املاءات هدفها هو تصفية قضيتنا الوطنية .
التفتوا الى مدينة القدس وما يحدث فيها فالقدس تضيع من ايدينا يوما بعد يوم ، القدس تتعرض لنكبة ونكسة غير مسبوقة وخاصة خلال السنوات الاخيرة في ظل ما تشهده الساحة العربية من حالة اضطراب وعدم استقرار.
كل شيء فلسطيني مستهدف في مدينتنا المقدسة ولا يستثنى من ذلك احد على الاطلاق ، هنالك استهداف غير مسبوق لاوقافنا المسيحية ونتمنى منكم ان تذهبوا الى باب الخليل لكي تعاينوا الابنية الارثوذكسية العريقة التي بناها اباء قديسون وتسعى السلطات الاحتلالية اليوم عبر سماسرتها وعملائها للاستيلاء على هذه الابنية التاريخية ، ان صفقة باب الخليل المشبوهة انما هي انتكاسة لمدينتنا ولكنيستنا وللحضور المسيحي في هذه المدينة المقدسة ولذلك فإننا نعتقد بأنه من واجبنا جميعا ان نعمل كل من موقعه على ابطال هذه الصفقة التي تداعياتها ستكون كارثية على كنيستنا وعلى مدينتنا المقدسة ، واننا اذ نعلن رفضنا لكافة الصفقات المشبوهة التي ابرمت فإننا نؤكد بأن هذه الاوقاف انما هي موجودة لكي تستثمر في خدمة الكنيسة والرعية والشعب وليس لكي تباع بأبخس الاثمان لاولئك الذين يسعون لابتلاع القدس وتشويه طابعها وتزوير تاريخها .
نتمنى ان يكون هنالك اهتمام في اليونان بما يحدث في مدينتنا وبحق كنيستنا بشكل خاص ، ونتمنى ان يكون هنالك تحرك سريع من قبل اصدقاءنا ومحبي مدينتنا المقدسة بهدف ابطال صفقة باب الخليل المشؤومة ووقف حد لمسلسل التفريط بالعقارات والاوقاف الارثوذكسية وهو امر يسيء الينا والى رسالة كنيستنا والى حضورنا المسيحي الوطني العريق في هذه الارض المقدسة .
نتمنى من اصدقاءنا في اليونان ان يعملوا من اجل مساعدتنا والوقوف الى جانبنا والى جانب مدينتنا المستهدفة والمهددة والتي يراد ابتلاعها بشكل كلي وطمس معالمها والنيل من مقدساتها واوقافها .
الحضور المسيحي الفلسطيني في هذه المدينة المقدسة هو حضور عريق جذوره عميقة في تربة هذه الارض ومن واجبنا جميعا ان نعمل من اجل الحفاظ على هذا الحضور ورفض كافة المؤامرات التي تسعى لتهميش حضورنا المسيحي في هذه الارض المقدسة ونحن نعتقد بأن استهداف الحضور المسيحي انما هو استهداف لكل الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته.
الفلسطينيون شعب واحد يناضل من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق السليبة .
المسيحيون والمسلمون يدافعون سويا عن وطنهم وعن قضيتهم وعن قدسهم ومقدساتهم واوقافهم ونتمنى من كافة احرار العالم ان يكونوا الى جانب شعبنا في آلامه وجراحه ومعاناته وفي تطلعه نحو مستقبل مشرق يعيش فيه شعبنا بحرية وسلام في وطنه مثل باقي شعوب العالم .
قدم سيادته للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية وقال بأننا نتمنى ان يصل هذا الصوت الى كل مكان في هذا العالم كما اننا نتمنى من الكنائس الارثوذكسية في عالمنا ومن كافة الكنائس الاخرى والمرجعيات الروحية المتعددة بأن تلتفت الى فلسطين والى مدينة القدس بنوع خاص ، نتمنى ان يصل ندائنا الى كافة اصحاب الضمائر الحية في عالمنا ونتمنى ان نسمع الصوت المسيحي في عالمنا المنادي بالعدالة والحرية والكرامة لشعبنا .
هذا وقد اجاب سيادة المطران على عدد من الاسئلة والاستفسارات والمداخلات .
أما اعضاء الوفد فقد شكروا سيادة المطران على كلماته الواضحة والصادرة من القلب الى القلب واكدوا تقديرهم لسيادته وهو المدافع الصلب عن عدالة القضية الفلسطينية وعن الحضور المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة ، نحن معكم في آلامكم ومعاناتكم وما تتعرضون له وسنعمل على ايصال صوتكم الى حيثما يجب ان يصل هذا الصوت ، نحن متضامنون مع القدس ومتضامنون مع الشعب الفلسطيني وسنبقى ندافع عن هذه القضية التي نعتبرها قضيتنا جميعا كما انها قضية كافة احرار العالم .
[email protected]