بعنوان “السياسة الخارجية الأميركية لم تعد موجودة في الشرق الأوسط”، نشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية مقالاً للكاتب روبرت فيسك، تناول فيه التطوّرات الأخيرة في المنطقة بعد 4 عقود قضاها فيها،وقال فيسك: “لم يعد الشرق الأوسط يشبه ما كان عليه منذ أن قدمت اليه”، وأوضح أنّه من الرئيس رونالد ريغان، الى آل كلينتون وبوش وأوباما، كان لديهم تأـثير في المنطقة، أمّا الآن فقد تغيّر الوضع”.
وأضاف قائلاً: “الآن فقط علينا أن نلقي نظرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى السوري بشار الأسد و التركي رجب طيب أردوغان والمصري عبدالفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون والإيراني حسن روحاني، فهؤلاء الرؤساء يتصدّرون عناوين الصحف، على الرغم من وجود أخبار عن أنّ “داعش” انتهى أو ضُرب وسوريا نجت وأنّه جرى إنقاذ الرئيس سعد الحريري من احتجازه في السعودية. وقال فيسك: “حتى أن لبنان الفقير يبدو أكثر كطفل تعتريه نوبة غضب، يضع ألعابه حوله ليخيف جيرانه”.
ولفت الى أنّه “الآن، بوتين يستضيف الأسد في سوتشي ويجري محادثات مع رئيسَي إيران وتركيا، وقواته لا تزال في سوريا، وبقي صديقًا جيدًا للسيسي”. كما أنّ ماكرون دعا السيسي الى باريس هذا الشهر، من دون الإشارة الى حقوق الإنسان، وماكرون سحب الحريري من سجنه في الرياض، ولكن على الرغم من الدور الفرنسي، لا يجب أن نعتقد أنّ فرنسا ستكون مرشد الإصلاحات في الشرق الأوسط أكثر من بوتين، برأي فيسك.
وأشار الى أنّ بعد محادثات الأسد مع بوتين والتي أعلن فيها الرئيس السوري أنّه مستعد للحوار “مع أي أحد”، شكر بوتين على “إنقاذ سوريا”. وقال: “حتّى حزب الله الذي أعتقد أنّه القوة المسلّحة والوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها إسم واحد. فبوتين يدعمه لأنّه حليف الأسد”.
وما لم يتغيّر في الشرق الأوسط خلال هذه السنوات هو قلّة العدالة، الإفقار، قلّة التعليم، الخوف، بحسب ما قاله فيسك، الذي ختم قائلاً إنّه لا بدّ من البحث عن سبب صغير لإيجاد تفاؤل في الشرق الأوسط.
وقال: “علينا أن نتذكّر أنّ تنظيم القاعدة نشأ في هذه المنطقة، وبعده أتى داعش الذي لا يزال عناصره في صحارى العراق وسوريا وفي أفريقيا من سيناء الى مالي”. وسأل: “ما هو الآتي المخيف بعدهما؟”.
[email protected]