"شجرة الزيتون لا تبكي ولا تضحك، هي سيدة السّفوح المحتشمة، بظلها تغطي ساقها ، ولا تخلع أوراقها أمام عاصفة" ، هكذا وصف الشاعر الراحل محمود درويش شجرة الزيتون التي شهدت يوم الخميس 23-11-17 احتفاء بها وبزيتها في مدرسة الزهراوي الاعدادية ، وسط أجواء احتفالية لا تخلو من الأهازيج والأغاني الفولكلورية.
توقّفت إعدادية الزهراوي في محطة من أجمل محطات التفاعل التربويّ الاجتماعيّ التراثيّ، الرابط بين الإنسان وأرضه بسلام الزيتون ونور زيته التّوّاق للحرية والحياة لتعدّ برنامجا خاصا إحياءً للتراث العربي الأصيل وتخليداً ليوم الزيت والزيتون، حيث تخلّل هذا اليوم برنامج حافل ومميز: ففي قسمه الأول، تميّز الطلاب بتقديم فقرات في ساحة المدرسة من إبداعاتهم كما وقاموا بتطيير بالونات - بألوان حبات الزيتون- كما وطيّروا الحمام - رمز السلام ، انتقالاً إلى قسمه الثاني الذي اشتمل على العديد من المحطات المعلوماتية والترفيهية والأدبية والعلمية لتجسيد وتعزيز مكانة هذه الشجرة وعلاقة الإنسان بها على مرّ العصور، ابتداءً من محطة صنع الصابون، الطابون ، الكريمات - بإشراف السيدة هيام دراوشة - الحلويات، الخبيز ، معرض ملابس تراثية، معرض رسومات ، مجسّمات، أعمال فنيّة وصور ، معرض منتجات، العاب السلالم، معرض أشغال يدوية، العاب تربوية، تركيبية، أحاجٍ، رسم، تلوين، ملاءمة أقوال وأمثال، شرائح، دبكة شعبية ، حكواتي وغيرها ... كما وحصل كل طالب على وجبة إفطار من الأطعمة التراثية التي تعتمد على زيت الزيتون مقدمة من السيد عفو دراوشة والسيد مصطفى دراوشة .
وفي قسمه الثالث حل الفنان والشاعر نعمان الجلماوي ، ضيفا على أبناء الزهراوي والذي بدوره نجح بايصال معاني عميقة كالتسامح والتمسّك بالتراث على أنغام أغانيه الشعبية التراثية التي أشعلت الحماس لدى الطلاب، هذا وقد حضر اليوم لفيف من الضيوف منهم الأهالي، ووفد من طلاب المدارس الابتدائية ، ووفد من المجلس المحلي : على رأسهم رئيس المجلس السيد عبد السلام دراوشة ، والذين عبّروا عن إعجابهم وسرورهم بكل ما يخص هذا اليوم من مضامين متنوعة وصور مبهجة.
من الجدير بالذكر أن هذا اليوم تميّز بالروح التعاونية والمشاركة التامة بين الأقطاب جميعا إدارة، طاقمًا، أهلًا وطلابًا لترتسم نتائجها على مباسم أبنائنا وتخطّ بحبر النجاح والتميّز بصمة جديدة للزهراوي الاعدادية . وفي تعقيبه أكّد السيد أحمد يحيى أن مدرسة الزهراوي تعتبر من المدارس المتميزة في مشاريعها المميزة والتي تأتي لخلق جو ايجابي داعم للسيرورة التعليمية وأّكد أن ما شاهده الوفد اليوم كان ملفتا للنظر على كافة الأصعدة.
وفي كلمته أكّد مدير مدرسة الزهراوي المربي سعيد دراوشة على أن مواسم الزهراوي تعود في كل عام بحلّة جديدة ورونق أجمل فمن عادة أسرة الزهراوي نقل كل ما هو جوهري وحضاري لأبنائها بشتى السُبل، لإنشاء جيل واعٍ يتطلع إلى بناء وتحقيق أهدافه بفكر مستنير وهمّة كبيرة .وموسم الزيتون هو من تراثنا الذي يعكس ثقافتنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وتطلعاتنا وأحلامنا. وبتذويت أهمية هذه الشجرة إنما نقوم بترسيخ قيم ومعانٍ تربوية في نفوس الطلاب كالأصالة والانتماء والتعاون وحب الأرض بالإضافة إلى أنها شجرة مباركة ذُكرَت في آيات الذّكر الحكيم. وفي الختام قدّم شكره الجزيل لطاقم الهيئة التدريسية فرداً فرداً وجميع المشاركين والداعمين على تعاونهم المميز وعملهم الجدي والمسؤول، من اجل إحياء أجواء موسم الزيتون التي تعبق بأريج الماضي العريق والأصالة الراسخة.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]