سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من الرعية الارثوذكسية الانطاكية في الارجنتين : " كفانا حروبا وقتلا وعنفا وذبحا وامتهانا للكرامة الانسانية"
القدس – وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد من ابناء الرعية الارثوذكسية الانطاكية في الارجنتين والذين وصلوا الى الاراضي الفلسطينية في زيارة حج للاماكن المقدسة وقد استهل الوفد زيارته بلقاء سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي استقبل الوفد اولا في كنيسة القيامة ومن ثم في الكاتدرائية حيث كانت لسيادته كلمة ترحيبية امام الوفد الارثوذكسي الاتي الينا من الارجنتين .
رحب سيادة المطران في كلمته بزيارة الوفد الاتي الينا من الكنيسة الانطاكية الشقيقة والتي تربطنا واياها اواصر الايمان الواحد ، نرحب بكم في مدينة القدس باسم كنيستنا وشعبنا وبإسم كافة ابناء كنيستنا ونعتبر بأن هذه الزيارات انما تندرج في اطار تعلقنا وتسمكنا بالقدس التي تحتضن اهم مقدساتنا والتي من واجبنا جميعا ان ندافع عنها وان نتصدى لسياسات استهدافها وطمس معالمها وتزوير تاريخها والنيل من مقدساتها واوقافها .
كنيستا القدس وانطاكية كنيستان مشرقيتان ترتبطان بعراقة الحضور المسيحي في هذا المشرق ، ولقاء القدس وانطاكية في مدينة القدس انما هو لقاء الاخوة ولقاء اللحمة والمحبة والتلاقي في الدفاع عن حضورنا وانتماءنا ورسالتنا التي ستبقى دوما رسالة محبة واخوة وسلام في هذه البقعة المقدسة من العالم .
اتيتم الى فلسطين الارض المقدسة التي ما زال شعبها يعاني من الظلم والاضطهاد والقمع ، شعبنا شعب رازح في ظل سياسات الاحتلال العنصرية التي تستهدفنا جميعا ولا تستثني احدا على الاطلاق ، الفلسطينيون هم دعاة سلام وحق وعدل وهم متمسكون بعدالة قضيتهم ولن يتمكن احد من تصفية قضيتنا الوطنية التي هي قضية الشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين كما انها قضية كافة احرار العالم ، انها قضية من واجبنا جميعا ان ندافع عنها ، والدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية هو انحياز للحق والقيم والمبادىء الانسانية السامية ، عندما تدافعون عن الشعب الفلسطيني المظلوم انما تدافعون عن مهد المسيحية ففلسطين هي الارض التي منها انطلقت البشارة الانجيلية الى مشارق الارض ومغاربها ، انها بقعة مقدسة من العالم اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر .
الفلسطينيون يفتخرون بانتماءهم لفلسطين ولن يتخلوا عن هويتهم الوطنية رغما عن كل الضغوطات والابتزازات الممارسة بحقهم ، هنالك من يخططون لتصفية القضية الفلسطينية ويريدوننا ان نشطب فلسطين من قاموسنا ، هنالك من يريدنا ان نتنازل عن حق العودة وان ننسى القدس وهذا كله ليس موجودا في قاموسنا ، لن يتخلى الفلسطينيون عن القدس ولن يتخلوا عن حق العودة ولن يتخلوا عن حقهم في ان يعيشوا احرارا في وطنهم بعيدا عن الظلم والاضطهاد .
المسيحيون الفلسطينيون يفتخرون بانتماءهم للكنيسة الاولى التي شيدت في هذه الارض المقدسة وهم امتداد للحضور المسيحي العريق الذي لم ينقطع لاكثر من الفي عام ، نفتخر بانتماءنا لكنيستنا ولتراثنا الروحي العريق ، نفتخر بانتماءنا للكنيسة الام كما اننا نتفخر بانتماءنا للامة العربية وللشعب الفلسطيني المقاوم والمناضل من اجل الحرية .
من رحاب مدينتنا المقدسة نعبر عن تضامننا مع الكنيسة الانطاكية الشقيقة ومع سوريا الجريحة ونسأل الله بأن يعود السلام الى سوريا والى كافة ارجاء مشرقنا العربي ، نسأل الله بأن يعود اخوتنا المطارنة المخطوفين وكافة المخطوفين الى اسرهم والى عوائلهم وبيوتهم ، من رحاب مدينتنا المقدسة نعبر عن تضامننا مع كل انسان مكلوم ومظلوم ومعذب ونطلقها صرخة من رحاب اقدس بقعة في عالمنا قائلين : فلتتوقف الحروب التي يدفع فاتورتها الفقراء ، فلتتوقف ثقافة العنف والارهاب التي خلفت الكثير من المآسي الانسانية ، كفانا قتلا وعنفا وذبحا وامتهانا للكرامة الانسانية ، كفانا حروبا ودمارا وخرابا ، ويحق لشعوب منطقتنا ان تعيش بأمن وسلام كما يحق لشعبنا الفلسطيني ان يعيش في وطنه وفي ارضه المقدسة بحرية وكرامة مثل باقي شعوب العالم .
سنبقى ندافع عن الكرامة الانسانية وسيبقى انحيازنا للحق والعدالة ونصرة للمظلومين والمعذبين والمضطهدين والمتألمين ، سيبقى انحيازنا لشعبنا الفلسطيني ولمشرقنا العربي ، فسلام فلسطين هو سلام لهذا المشرق العربي وسلام المشرق العربي هو سلام لعالمنا .
لن نتخلى عن انتماءنا لهذا المشرق العربي رغما عن كل الامنا وجراحنا ومعاناتنا ، وسيبقى الحضور المسيحي حضورا فاعلا في هذه المنطقة التي ننتمي اليها وجذورنا عميقة في تربتها ولن يتمكن احد من اقتلاعنا لاننا ملتصقون التصاقا بهذه الارض التي ترابها مجبول بدماء قديسينا وشهدائنا ومعلمينا .
نحيي اخوتنا الانطاكيين في الارجنتين وفي غيرها من الاقطار العالمية ، ونعرب عن سعادتنا بوجودكم في مدينة القدس مدينة السلام والمحبة والاخوة مدينة القيامة والفداء والنور ، مدينة الالام والصليب والانتصار على الموت .
اذكروا شعبنا الفلسطيني في صلواتكم واذكروا كنيستنا التي يتآمر عليها الكثيرون ويسعون لتدميرها والنيل من مكانتها وسرقة اوقافها وتهميش حضورها ، صلوا من اجل هذا المشرق العربي ومن اجل سلامه واستقراره وتذكروا دوما مدينة القدس التي تحتضن اهم مقدساتنا وهي قبلتنا الاولى والوحيدة والمركز الروحي الاول والاقدم والاعرق للمسيحية في عالمنا .
قدم سيادته للوفد تقريرا تفصيليا عن مدينة القدس وما تتعرض له في ظل سياسات الاحتلال الغاشمة كما قدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن اهدافها ورسالتها ومضامينها كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .
اما اعضاء الوفد المكون من 50 شخصا فقد شكروا سيادة المطران على كلماته واستقباله ودفاعه عن الحضور المسيحي العريق في هذا المشرق العربي كما ودفاعه عن القضية الفلسطينية التي هي قضيتنا جميعا ، نتضامن معكم ومع شعبكم ومع ابناء القدس ومقدساتها ونسأل الله بأن يتحقق السلام في هذا المشرق وفي هذه البقعة المقدسة من العالم وان ينعم الفلسطينيون بحقوقهم وحريتهم وان يعيشوا في وطنهم بأمن وسلام .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]