سيادة المطران عطا الله حنا : " نسكن القدس بأجسادنا ولكن القدس ساكنة في قلوبنا وعقولنا وضمائرنا "
القدس ، فيينا – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأننا نحيي اصدقاءنا المنتشرين في سائر ارجاء العالم وهم ينتمون الى كافة الديانات والخلفيات العرقية والاثنية والثقافية والذين يقفون الى جانب فلسطين وشعبها المظلوم المناضل من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق السليبة ، هذا الشعب الذي يحق له ان يعيش بحرية وسلام في وطنه مثل باقي شعوب العالم .
اننا نحيي اصدقاء فلسطين الذين يعبرون دوما عن انسانيتهم وشيمهم واخلاقهم السامية من خلال وقوفهم الى جانب شعبنا الذي تعتبر قضيته اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث واننا نعتبر التضامن مع فلسطين وشعبها المظلوم بأنه تضامن مع الحق والعدالة ونصرة للمظلومين والمتألمين والمنكوبين .
اننا نوجه التحية لكم ونشكر بإسم شعبنا كافة اولئك الذين يجتمعون ويلتقون في كافة المدن والعواصم العالمية وشعارهم الحرية لفلسطين .
من رحاب مدينة القدس نخاطبكم ونقول لكل واحد منكم بان فلسطين ستبقى وفية لاصدقائها ، ولن ننسى اولئك الذين قالوا كلمة حق بحق شعبنا في هذا العالم الذي نتمنى ان تصله رسالتنا ورسالة شعبنا الفلسطيني الذي لن يتنازل عن حقوقه وثوابته وسيبقى يدافع عن وطنه وقدسه ومقدساته حتى تتحقق العدالة في هذه الارض ويسود السلام المنشود .
هنالك من يخططون في عالمنا لتصفية القضية الفلسطينية وهنالك من يسعون لابتلاع القدس وطمس معالمها وتحويلنا كفلسطينيين الى اقلية مهمشة في مدينتنا المقدسة ، القضية الفلسطينية هي قضية شعب يعشق الحرية وهذا الشعب لن يتراجع الى الوراء قيد انملة وسيبقى ثابتا في مواقفه ومبادئه ومناداته بالحرية وانهاء الاحتلال وعودة الحقوق السليبة الى اصحابها .
القدس مدينة جريحة تحمل صليبها كسيدها وتسير في طريق آلامها وجلجلتها على رجاء الوصول الى يوم يعود فيه للقدس بهائها وسلامها ومجدها وتزول ايضا المظالم والسياسات العنصرية التي تستهدف شعبنا ولا يستثنى من ذلك احد على الاطلاق .
مقدساتنا واوقافنا الاسلامية مستهدفة وكذلك الاوقاف المسيحية تستهدف بوسائل متنوعة ومختلفة ولكن وبالرغم من كل ذلك فإن المقدسيين متمسكين بمدينتهم وهم يقفون في الخطوط الامامية دفاعا عن مقدساتهم واوقافهم المستباحة ، ولن تكون القدس لقمة سائغة لاولئك الذين يسعون لسرقة اوقافها والنيل من مقدساتها وتزوير تاريخها وطمس معالمها وتشويه صورتها .
القدس لنا وستبقى لنا ونحن نسكن القدس بأجسادنا ولكن القدس ساكنة في قلوبنا وفي عقولنا وفي ضمائرنا ، الفلسطينيون لن يتخلوا عن عاصمتهم الروحية والوطنية مهما اشتدت حدة المؤامرات والضغوطات والابتزازات التي تمارس على شعبنا .
لن يتمكن اعداءنا من تصفية قضيتنا الفلسطينية لانها قضية شعب رازح تحت الاحتلال ويحق لهذا الشعب ان ينال حريته مهما طال الزمان .
بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا نقول لكافة شعوب الارض بأن التضامن مع فلسطين وشعبها المظلوم انما هو واجب اخلاقي وواجب انساني ، التضامن مع شعبنا هو انحياز للعدالة والحق وللقيم الانسانية السامية .
كما تحدث سيادة المطران في كلمته عن اوضاع مدينة القدس وما تتعرض له اوقافنا المسيحية مؤكدا ضرورة تظافر الجهود بهدف افشال المؤامرات التي تتعرض لها مدينة القدس والتي يراد سلخها عن الجسد الفلسطيني ، القدس بالنسبة الينا كفلسطينيين هي كالقلب ولا يمكننا ان نعيش بدون القدس فقلوبنا وافئدتنا تخفق عشقا وانتماء لهذه المدينة المقدسة ونحن متعلقون بها وبمقدساتها وتاريخها وتراثها ولن نستسلم لاولئك المتآمرين عليها المخططين لابتلاعها واقتلاعنا من هويتنا وانتماءنا الوطني .
وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه لدى مشاركته من القدس عبر وسيلة الفيديو كونفرنس في ندوة حول القضية الفلسطينية في العاصمة النمساوية فيينا وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بمشاركة نخبة من المثقفين والاكاديميين والاعلاميين النمساويين وكذلك عدد من ابناء الجالية الفلسطينية والعربية .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]