سيادة المطران عطا الله حنا : " لن نستسلم للمؤامرات التي تستهدفنا وسنبقى ندافع عن كنيستنا وعن اوقافنا الارثوذكسية المستباحة والمستهدفة"
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم بأننا نستنكر وبشدة ما اقدمت عليه السلطات الاحتلالية في مدينة القدس عصر يوم امس والتي منعتنا من اقامة ندوة حول الاوقاف والعقارات المسربة في فندق سان جورج في مدينة القدس حيث طوقت الشرطة المكان ومنعتنا من الدخول الى الفندق للاشتراك في هذه الندوة التي كان من المفترض ان يتحدث فيها عدد من ذوي الاختصاص بهذا الموضوع الهام .
ان منع اقامة ندوة عن الاوقاف المسربة في مدينة القدس انما يعتبر تطورا خطيرا يدل على خطورة المؤامرة التي تستهدف اوقافنا وحضورنا وتاريخنا وتراثنا في هذه المدينة المقدسة .
انهم يسرقون اوقافنا ويبتلعونها وفي نفس الوقت يمنعوننا من اقامة الندوات الهادفة للتعريف بخطورة هذه السياسة وهذه الممارسات .
ان ما حدث يوم امس هو تطور خطير يدل على عمق وخطورة المؤامرة التي تتعرض لها اوقافنا في المدينة المقدسة كما وفي غيرها من الاماكن وانني ادعو ابناءنا في سائر ارجاء هذه الارض المقدسة الى اقامة ندوات تعريفية من هذا النوع لكي يرى الناس بأم العين خطورة ما يحدث وما يحدث لا يمكن وصفه بالكلمات .
ادعو الى اقامة ندوات كتلك التي منعت في مدينة القدس في كافة المدن والبلدات الفلسطينية لاننا نريد لابناء شعبنا ان يتعرفوا على خطورة ما يحدث في المدينة المقدسة من سلب لاوقافنا بواسطة سماسرة وعملاء وادوات معروفة بالنسبة الينا .
علينا ان نتوقع خلال الايام القادمة حملة تحريض وتشويه على الحراك الارثوذكسي الوطني وقد تم تكليف مكتب علاقات عامة اسرائيلي لكي يقوم بهذه المهمة القذرة بهدف تضليل الراي العام وبهدف عرقلة مسيرة الاصلاح والتغيير نحو الافضل وكذلك بهدف التشهير والاساءة بعدد من رموز هذا الحراك الوطني .
هنالك مكتب علاقات عامة اسرائيلي يقوم بهذه المهمة ويؤسفنا ويحزننا ان هنالك بعضا من الشباب العرب الذين يعملون مع هذا المكتب ويتلقون الرواتب وتدفع لهم الاموال بهدف القيام بهذه المهام القذرة التي يندى لها الجبين وان اسماء بعض هؤلاء العملاء معروفة لدينا .
علينا ان نتوقع خلال الايام القادمة حربا شرسة علينا وعلى الحراك الارثوذكسي الوطني الذي بدأت تتسع رقعته في كل مكان حيث اصبحت الصورة واضحة وضوح الشمس لمن لم يفقدوا البصر والبصيرة ، ابناء رعيتنا وابناء شعبنا اصبحوا مدركين لخطورة ما يحدث بحق اوقافنا ، اصبح العالم بأسره مدركا لخطورة المؤامرة التي تستهدف الحضور المسيحي الفلسطيني في هذه الارض المقدسة ومهما كثر المتآمرون والمتخاذلون والمتواطئون فلن ينجحوا في تمرير ما يمليه عليهم اسيادهم ، نحن سائرون الى الامام والله معنا وشعبنا معنا لاننا اصحاب قضية عادلة ونحن صادقون في دفاعنا عن المبادىء التي ننادي بها وفي رفضنا لمحاولة اضعاف وتهميش حضورنا المسيحي الوطني في هذه الديار وابتلاع اوقافنا وعقاراتنا الارثوذكسية التي هي جزء من تاريخنا وتراثنا وهويتنا .
نحن نعيش حالة صحوة غير مسبوقة في صفوف ابناء رعيتنا وشعبنا ، فما لم يكن واضحا لدى الكثيرين قبل سنوات اصبح اليوم واضحا وضوح الشمس والحقيقة اصبحت معروفة لدى الجميع ، اصبحنا نعرف من هو العميل ومن هو الصادق ومن هو الكاذب واصبحنا نعرف من هم المرتزقة والسماسرة وكذلك الادوات المستخدمة في تمرير هذا المشروع الاستعماري الاحتلالي الذي يستهدفنا ، انه يستهدف كنيستنا واوقافنا ويستهدف الحضور المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة ، واستهداف هذا الحضور هو استهداف لكل الشعب الفلسطيني ، كلنا مستهدفون وان تعددت الوسائل والادوات التي يستعملها الاعداء لتمرير مشاريعهم المشبوهة والاقصائية بحق شعبنا الفلسطيني .
ما اود ان اقوله لكم بأن سياسات التشهير والاساءة والتطاول لن تؤثر علينا اطلاقا بل لن تزيدنا الا اصرارا على متابعة مسيرتنا ودفاعنا عن كنيستنا وتاريخها وتراثها واوقافها التي تباع بأبخس الاثمان من قبل اولئك الذين فقدوا ضميرهم وفقدوا انسانيتهم واصبحوا يعبدون المال بدل من ان يعبدوا الهنا الحقيقي الذي افتقدنا برحمته ومحبته ورأفته .
لا تظنوا ان عبادة الاوثان زالت من عالمنا فهنالك من يقولون بأنهم يعبدون الاله الحقيقي ولكن من حيث الممارسة الههم هو الدولار والمال وارصدتهم البنكية ، لا يفكرون بالكنيسة ولا يفكرون بالرعية ولا يفكرون بالحضور المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة بل هاجسهم وهدفهم الاساسي هو ان تتكدس اموالهم في ارصدتهم البنكية الموجودة في اكثر من عاصمة عالمية .
ماذا سيفيدكم المال وقد خسرتم الرسالة والقيم والمبادىء التي كان من المفترض ان تنادوا بها وان تحافظوا عليها ، ماذا سيفيدكم المال وقد تخليتم عن رسالتكم الروحية في خدمة الكنيسة وشعبها وفي الدفاع عن الحضور المسيحي المستهدف والمستباح في هذه الارض المقدسة ، لن تهنئوا بأموالكم الممزوجة بالخيانة والعمالة ، المال الذي تملكونه سيصبح بالنسبة اليكم في وقت قريب مصدر لعنة وليس مصدر بركة واذكركم بالقول المأثول " مال الوقف بهد السقف " اود ان اقول لاولئك الذين يتآمرون علينا ويسعون لتشويه صورتنا وسمعتنا والتشهير بنا بأن ما تقومون به لن يخيفنا، نحن لا نخاف منكم لاننا نعرفكم جيدا ونعرف من الذي يوجهكم ونعرف من الذي يغدق عليكم الاموال لكي تقوموا بهذه الافعال القذرة التي يندى لها الجبين .
اود ان اقول بأن الحراك الارثوذكسي الوطني مستمر في نشاطه ونحن نقف الى جانب هذا الحراك لا بل نحن جزء من هذا الحراك شاء من شاء وابى م ابى ، ونحن مع الاصلاح ولا يجوز لنا ان نقبل بهذا الواقع الذي نحن فيه اليوم ، لا يجوز القبول بحالة الترهل والخلل القائمة لأن استمرارية وجودها ستؤدي الى انتكاسة والى كارثة ستكون تداعياتها خطيرة على كنيستنا وعلى رعيتنا وعلى مدينتنا المقدسة .
لم احرض في يوم من الايام على احد ولم اشهر واسيء بأحد ولكن ما اود ان اقوله بأنه لا يمكن القبول بالاخطاء والتجاوزات الخطيرة التي نلحظها امامنا وخاصة ما يتعلق بأوقافنا وعقاراتنا التي تُنهب منا والتي يتم الاستيلاء عليها وسرقتها بطرق ملتوية غير قانونية وغير شرعية .
الاوقاف ليست سلعة معروضة للبيع ولا يوجد هنالك من هو مخول او مكلف لبيع هذه الاوقاف والتفريط بها ، الاوقاف موجودة لكي تُستثمر في خدمة رعيتنا وشعبنا وليس لكي تباع بأبخس الاثمان وتذهب الاموال الى بعض العواصم الاوروبية خدمة لمصالح شخصية لا علاقة لها بمصلحة الكنيسة والرعية وهذه الارض المقدسة .
لسنا من اولئك الذين يحرضون ويسيئون للاشخاص ولكن هذا لا يعني على الاطلاق اننا يجب ان نكون صامتين امام هذه الاخطاء التي ترقى الى مستوى ان تكون خيانة بحق الكنيسة ومقدساتها واوقافها وبحق هذه الارض المقدسة وشعبها .
نحن نعلم ان هنالك من يضمرون لنا الشر ونعلم ان هنالك من يتآمرون علينا ويخططون لاستهدافنا وعندنا معلومات موثقة حول هذا الموضوع وقد تلقينا خلال الايام الماضية اتصالات هاتفية ملغومة تدل على خطورة المؤامرة التي اتعرض لها انا شخصيا والتي يتعرض لها الحراك الارثوذكسي بشكل عام ، ولكن وفي المقابل اقول لهؤلاء الذين يخططون لاستهدافنا وبوسائلهم الخبيثة المعهودة والغير المعهودة بأننا نقف لكم بالمرصاد ونحن نعرفكم جيدا ونعرف اين تعقدون اجتماعاتكم ونعرف من الذي يمولكم ويوجهككم فأنتم معروفون ومفضوحون واصبح الكثيرون من ابناءنا يعرفون حقيقة ما تقومون به .
ليس من عادتي ان ادعو على احد بالشر فأنا مؤمن برسالة الكنيسة وخادم لكنيسة القدس وقلبي مليء بالمحبة لكل الناس بما في ذلك المخطئين الذين من واجبنا ان نصلي من اجلهم وان ندعو لهم بأن يعودوا الى رشدهم .
اسال الله بأن يعود هؤلاء الى رشدهم وان يتوبوا وان يعودوا الى ربهم لكي يكتشفوا بأنه لا قيمة للمال عندما يكون ثمنا للخيانة .
ان يهوذا الاسخريوطي عندما اكتشف خيانته ذهب وشنق نفسه ، ورسالتنا اليكم هي اننا نريدكم ان تتوبوا وان تعودوا الى رشدكم والى احضان كنيستكم كونوا جزءا من مسيرة الاصلاح والخير في الكنيسة ولا تكونوا جزءا من المؤامرة التي تستهدف كنيستنا وحضورها وتاريخها واوقافها .
اود ان اؤكد لكم ولابناء القدس ولكافة ابناء شعبنا بأننا نتوقع خلال الايام القادمة حربا ضروسا ضد الحراك الوطني الارثوذكسي ومكتب العلاقات العامة الاسرائيلي الذي تولى هذه المهمة تغدق عليه الاموال بغزارة بهدف القيام بمهامه القذرة .
لن يمر هذا المشروع المشبوه ولن يتوقف الحراك الارثوذكسي الوطني ولن يتمكن احد من ايقافنا عن تأدية رسالتنا في خدمة كنيستنا ورعيتنا وشعبنا ووطننا .
المرحلة خطيرة جدا والمتآمرون كثيرون ولكننا كأصحاب قضية عادلة نحن اقوى منهم لان الحق اقوي من الباطل والصدق والاستقامة هي اقوى من النفاق والكذب والخيانة ، نحن اقوياء بالحق الذي ننادي به ولن نخاف اي تهديد او وعيد ، مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات نحن مستمرون في تأدية رسالتنا في خدمة قضية شعبنا وفي الدفاع عن قدسنا ومقدساتنا واوقافنا وخاصة اوقافنا الارثوذكسية التي يسعون لتسريبها وسرقتها .
وقد جاءت كلمات سيادة المطران عطا الله حنا هذه صباح اليوم لدى لقاءه عددا من وجهاء وشخصيات مدينة القدس .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]