سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من مدينة الناصرة : " لن نسمح بأن تمر صفقة باب الخليل المشؤومة التي تعتبر انتكاسة حقيقية بكافة المقاييس "
القدس – وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد من مدينة الناصرة في الجليل ضم عددا من الشخصيات الاسلامية والمسيحية والذين وصلوا في زيارة هادفة لتفقد احوال مدينة القدس وما تتعرض له من استهداف وكذلك للاطلاع بشكل خاص على مسألة الاوقاف الارثوذكسية المسربة لجهات اسرائيلية متطرفة .
استهل الوفد المكون من 20 شخصا زيارتهم للقدس بلقاء اخوي مع سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي رحب بزيارة الوفد الى المدينة المقدسة .
اعضاء الوفد اعربوا عن سعادتهم بلقاء سيادة المطران عطا الله حنا واكدوا وقوفهم الى جانب الحراك الارثوذكسي الوطني الهادف الى الحفاظ على الاوقاف الارثوذكسية ومنع تسريبها واجراء الاصلاحات الضرورية داخل المؤسسة الكنسية حفاظا عليها من الانهيار ولكي تتمكن من تأدية رسالتها كما يجب .
اعرب اعضاء الوفد عن تضامنهم مع سيادة المطران عطا الله حنا الذي يتعرض للاستهداف والاضطهاد والتهميش بسبب مواقفه وحضوره ورسالته ودفاعه عن القدس ومقدساتها واوقافها وانحيازه لقضية الشعب الفلسطيني العادلة .
اننا نطالب برفع الظلم عن سيادة المطران الذي نعتبره علما من اعلام فلسطين والامة العربية وهو داعية السلام والحوار والتلاقي بين الاديان والشعوب .
ليس من المنطق والعدل ان يكون المطران الفلسطيني الوحيد في البطريركية خارج المجمع المقدس وليس من العدل ان يكون بلا كنيسة او ابرشية او رعية، وليس من العدل ان يكون بلا صلاحيات او مكتب او راتب منذ سنوات ، وكل هذا يحدث مع سيادة المطران لانه فلسطيني ولان مواقفه لا تعجب البعض ويبدو ان هذه الاجراءات التعسفية الظالمة بحق سيادة المطران تتم بضغوطات واملاءات اسرائيلية لا يعجبها ان يكون هنالك مطران فلسطيني وطني في البطريركية الارثوذكسية في القدس ولا يعجيها ان يكون هنالك صوت مسيحي فلسطيني مناد بالعدالة والحرية للشعب الفلسطيني ومدافع عن القدس ومقدساتها واوقافها وابناء شعبها .
ان مدينة الناصرة بمسيحييها ومسلميها تقف الى جانب هذا الحراك الارثوذكسي الوطني ونحن هنا لكي نؤكد وقوفنا الى جانب سيادة المطران الذي مهما حاول البعض من صغار النفوس الاساءة اليه فهو سيبقى علما من اعلام بلادنا ورمزا من رموز ارضنا المقدسة .
اما سيادة المطران فقد اعرب عن تأثره وسعادته بلقاء هذا الوفد الاتي الينا من مدينة البشارة والذي يجسد الوحدة الوطنية في هذه المدينة المقدسة ، لقد تميزت مدينة الناصرة دوما بوحدة ابنائها وقد فشلت فشلا ذريعا كافة المحاولات التي هدفت الى اثارة الفتن في هذه المدينة العزيزة على قلوبنا وان الاصوات النشاز التي نسمعها بين الفينة والاخرى انما لا تمثل ثقافة ابناء الناصرة وهي غريبة عن ثقافة شعبنا الفلسطيني .
ان الحراك الارثوذكسي الوطني مستمر ومتواصل ونحن نعلم ان هنالك من يتآمرون على هذا الحراك ويخططون لايقافه واضعافه ولكنهم سيكتشفون قريبا انهم لن يتمكنوا من تمرير برامجهم ومشاريعهم المشبوهة التي تندرج في اطار ما يتعرض له الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة من استهداف .
الغالبية الساحقة من ابناء كنيستنا يقفون مع هذا الحراك كما ان ابناء شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية يقفون ايضا الى جانب هذا الحراك فقد اصبحت الازمة الارثوذكسية الراهنة قضية رأي عام يتداولها كافة ابناء شعبنا نظرا لخطورتها وفداحة الاخطاء التي ارتكبت بحق هذه الكنيسة العريقة التي وجودها لم ينقطع في هذه الارض المقدسة لاكثر من الفي عام .
من كان من المفترض ان يكون امينا على رسالة الكنيسة وحضورها واوقافها اصبح اداة يستعملها ويستغلها اعداء شعبنا بهدف ضرب هذه الكنيسة وتهميشها واضعافها والاستيلاء على ما تبقى من اوقاف ارثوذكسية في هذه الارض المقدسة .
هنالك تضليل اعلامي غير مسبوق حول هذه المسألة وهنالك اموال تغدق بغزارة من اجل هذا التضليل وهنالك اشخاص باعوا ضميرهم بحفنة من الدولارات واصبحوا جزءا من آلة التضليل هذه الهادفة الى تزوير الوقائع والحقائق .
انني اقف مع هذا الحراك لانني اعتقد بأن كنيستنا بحاجة الى خطوات اصلاحية جذرية وسريعة وحاسمة لوقف هذه الانتكاسة التي نعيشها ونراها بأم العين ، وعندما نكون مع الحراك نحن نكون مع انفسنا وليس مع فلان او فلان من الناس ، الحراك الارثوذكسي هو نحن وكلنا ننتمي الى هذا الحراك وجميع الذين يؤمنون بضرورة الاصلاح والتغيير نحو الافضل ينتمون الى هذا الحراك الذي نرى انه اصبح ضرورة ملحة من اجل النهوض بكنيستنا ومن اجل افشال كافة المؤامرات التي تستهدف الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة .
لا يجوز اختزال الحراك بشخص او بجهة معينة او محددة فالمنتمين الى هذا الحراك هم دعاة الاصلاح وهم موجودون في كل مكان وهم اناس يحبون كنيستهم وينتمون اليها بكل جوارحهم وما يقومون به انما هو انطلاقا من حرصهم على مصلحة هذه الكنيسة وهذا الحضور المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة .
ما اود ان اقوله لاخوتنا في الناصرة ولابناء شعبنا في كل مكان بأننا لا نخاف من احد ونرفض ان نتلقى اوامر من اي جهة سياسية ، نحن لا نعمل على الرموت كونترول من اي جهة في هذه المنطقة ، نحن نتحرك بناء على ايماننا وقيمنا واخلاقنا وانتماءنا الوطني الاصيل لهذه الارض المقدسة ، لسنا مرتبطين بأية اجندة حزبية او سياسية ، نحن ننتمي الى فلسطين وندافع عن قضيتها العادلة ولكننا لا ننتمي الى اي حزب ولا نريد ان ننتمي الى اي حزب بل نريد ان نبقى احرارا ، سنبقى ندافع عن شعبنا الفلسطيني المظلوم الذي قضيته هي قضيتنا وسنبقى ندافع عن القدس المستهدفة في مقدساتها واوقافها وابناء شعبها وسنبقى ندافع عن اوقافنا الارثوذكسية المستهدفة ولن نسمح بأن تمر صفقة باب الخليل المشؤومة التي تعتبر انتكاسة حقيقية بكافة المقاييس لحضورنا المسيحي في هذه الارض المقدسة وفي مدينة القدس بشكل خاص .
نحن نتوقع بأننا سنشهد خلال الايام القادمة حملة تضليل اعلامي غير مسبوقة ومحاولات للتشهير والاساءة بشخصيات ناشطة في هذا الحراك .
نحن نعتقد بأننا قادمون على مرحلة نحتاج فيها الى تظافر الجهود والى مزيد من الاخوة والتلاقي والتعاون فيما بيننا .
نعيش في مرحلة يعتقد فيها البعض بأن الخيانة هي وجهة نظر ، أما الاكاذيب والافتراءات وتزييف الوقائع والحقائق فهي منتشرة في كل مكان وهنالك ابواق اعلامية مسخرة في خدمة هذا التضليل والمال السياسي يغدق بغزارة على هذا المشروع المشبوه .
مهما زيفوا الحقائق والوقائع ومهما سعوا لتضليل الرأي العام ، فالحقيقة واضحة وضوح الشمس ولكن رؤيتها تحتاج الى ان تزول الغشاوة عن الابصار وان تصحو بعض الضمائر من كبوتها .
ان كنيستنا تمر بظروف هي الاسوء في تاريخها ولكننا على يقين بأن الرب لن يترك كنيسته ولكننا نحن جميعا مطالبون بأن نرتقي الى مستوى هذا الحدث وان يتحمل كل واحد منا مسؤوليته ، فاستهداف الكنيسة الارثوذكسية هو استهداف لكافة المسيحيين وهو استهداف لكافة ابناء شعبنا .
بالوعي والحكمة والرصانة والصدق نواجه سياسة التضليل والتزييف والكذب والافتراء التي نلحظ وجودها بكثافة في هذه الايام بهدف التغطية على التجاوزات والاخطاء الخطيرة التي ارتكبت بحق كنيستنا .
انني اقف الى جانب الحراك واعلم بأنني قد اعاقب على هذا الموقف وانني مستعد لاي عقاب مهما كان قاسيا ولكنني لست مستعدا للتراجع عن مبادئي ورسالتي وحقي في ان ادافع عن كنيستي وشعبي وان ارفض سياسة التفريط بالعقارات والاوقاف التي يتم سلبها وسرقتها بأبخس الاثمان من قبل اولئك الذين لا يحق لهم بأن يقوموا بذلك ، لان الاوقاف ليست سلعة معروضة للبيع بل هي اوقاف من المفترض أن تُستعمل وان تُستثمر من اجل تدعيم الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة وخدمة شعبنا الفلسطيني .
ان من يبيعون اوقافنا وعقاراتنا يبدو ان مسألة الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة ليست موجودة على اجندتهم وهدفهم هو ان تكون ارصدتهم بالملايين حتى وان كان هذا على حساب كنيستنا ورعيتنا وحضورنا المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة .
كما وضع سيادته الوفد في صورة الحراك الارثوذكسي والواقع الارثوذكسي المأساوي الذي نمر به في ظل الازمة الراهنة .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]