سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في مدينة بيت لحم : " لن نقبل بأي انشقاق او انقسام في كنيستنا وهدفنا هو الاصلاح ومعالجة التجاوزات والاخطاء التي ارتكبت "
القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في مدينة بيت لحم والذين وصلوا خصيصا الى المدينة المقدسة للتشاور مع سيادته حول الاوضاع في كنيستنا والتطورات المتسارعة المتعلقة بأوقافنا وعقاراتنا المستهدفة وقد رحب سيادة المطران بزيارة وفد ابناء رعيتنا الاتين من مدينة الميلاد مؤكدا اهمية التواصل والتشاور خاصة في هذه الظروف التي نمر بها وذلك بهدف تبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف واتخاذ الاجراءات والقرارات الضرورية بهدف معالجة هذه الحالة المأسوية التي وصلنا اليها جميعا .
ان حضور كنيستنا الارثوذكسية في هذه الديار في خطر شديد وهنالك استهداف لاوقافنا واستهداف اوقافنا هو استهداف لكل واحد منا لاننا نحن اصحاب الارض ونحن ابناء هذا الوطن ونحن ننتمي الى الشعب الفلسطيني الذي يشكل المسيحيون مكون اساسي من مكوناته .
لقد اعلنا مرارا وتكرارا رفضنا لسياسات التفريط بالعقارات وتسريبها وبيعها وما نشهده في الاونة الاخيرة انما هو تسريع في وتيرة التفريط بهذه العقارات وبأبخس الاثمان دون الاخذ بعين الاعتبار عراقة الحضور المسيحي في هذه الديار ودون الاخذ بعين الاعتبار ما يعنيه هذا التفريط بالعقارات من مساس بقدسنا ناهيك عن ان التفريط بعقاراتنا واوقافنا يندرج في اطار استهداف الحضور المسيحي العريق والاصيل في هذه الارض المقدسة من العالم .
لم يعد كافيا الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار ونحن نرى امامنا هذه المجزرة الروحية والحضارية والوطنية التي ترتكب امامنا وفي وضح النهار ، لا يمكننا ان نكون صامتين مكتوفي الايدي امام هذا الاستهداف لاوقافنا وعقاراتنا وهنالك اطراف متعددة متورطة في هذا الاستهداف وقد اصبحت الصورة واضحة بالنسبة الينا ، فما لم يكن واضحا امام البعض قبل سنوات اصبح اليوم واضحا وضوح الشمس .
ما نحتاجه في هذه الظروف هو ان نكون متعلقين اولا وقبل كل شيء بكنيستنا فكنيستنا تعاني من حالة مرضية تحتاج الى معالجة والمعالجة لا يمكن ان تكون من خلال ان نترك هذه الكنيسة وان نتخلى عن انتماءنا اليها ، حافظوا على انتماءكم لكنيستكم الام ولا تتركوا كنيستكم في هذه الظروف ، و لا تستسلموا لهذه الاخطاء والتجاوزات البشرية التي تحتاج الى معالجة سريعة وحاسمة والمعالجة تحتاج اولا الى وحدة ابناء رعيتنا وان يكون هدفنا هو اصلاح الواقع المرير في كنيستنا فكل واحد منكم يجب ان يكون له دور في مسيرة الاصلاح نحو ما هو افضل لكنيستنا ولرعيتنا ولشعبنا ، نحن نراهن عليكم وعلى وعيكم وحكمتكم ووحدتكم فأنتم صانعوا نهضة الكنيسة والكنيسة هي انتم وهي جماعة المؤمنين ، ولا يجوز لاحد ان يتنصل من مسؤوليته ويقول بأن الامر لا يعنيه ، عندما تستهدف كنيستنا كلنا مستهدفون والامر يعنينا جميعا ولا يستثنى من ذلك احد على الاطلاق ، ان الازمة التي تمر بها كنيستنا هي ناتجة عن تراكمات لاخطاء وتجاوزات ارتكبت في الماضي ولم تعالج وها نحن اليوم ندفع فاتورة هذه التراكمات من خلال هذه الانتكاسة والظروف الصعبة التي نمر بها .
لن نقبل بأن تمر صفقة باب الخليل مهما كان الثمن ولا يمكننا ان نتصور الابنية العريقة في باب الخليل وقد اصبحت بأيدي المستوطنين فهذه انتكاسة لكنيستنا ولشعبنا ولقدسنا وبكافة المقاييس .
ان الازمة الارثوذكسية التي نمر بها تضعنا جميعا امام مسؤولياتنا الجسام الملقاه على عاتقنا ، فكل واحد منكم يجب ان تكون له مساهمته في معالجة هذه الازمة وهذا الواقع المأساوي الذي وصلنا اليه .
نريد ان تبقى كنيستنا واحدة ولسنا دعاة انشقاق وانقسام في الكنيسة ولكن الابقاء على التجاوزات والاخطاء دون معالجة انما يزيد من تفاقمها ومن تداعياتها ومن اخطارها المحدقة بنا جميعا ، ان الازمة الارثوذكسية الحالية هي امر يعني كافة المسيحيين في هذه الديار ونحن نتمنى من اشقاءنا في كافة الكنائس المسيحية الاخرى بان يكونوا الى جانب الكنيسة الام وهي تتعرض للمؤامرات والطعنات ولهذا الاستهداف من اعدائها المنظورين والغير المنظورين ، كما ونتمنى من شعبنا الفلسطيني الذي ننتمي اليه ان يكون الى جانبنا في محنتنا لان وحدتنا هي قوة لنا لكي نعمل على افشال كافة المؤامرات التي تستهدفنا ، واستهداف الحضور المسيحي هو استهداف لكل الشعب الفلسطيني واستهداف لمدينة القدس بشكل خاص.
قدم سيادة المطران بعض الاقتراحات والافكار العملية للخروج من الازمة الراهنة .
أما اعضاء الوفد فقد عبروا عن ثقتهم المطلقة بأنه سيتم تجاوز هذه الازمة بسلام والازمة الارثوذكسية في طريقها الى الحل وستفشل كافة المحاولات الهادفة لمأسسة هذه الازمة وجعلها حالة مزمنة في كنيستنا .
لن يكون هنالك حل للازمة بدون اقتلاع الفاسدين من مواقعهم فبقاء الفاسدين يبقى حالة الفساد ولا يمكن معالجة الفساد مع ابقاء الفاسدين في مواقعهم .
اننا نعرب عن تضامننا مع سيادة المطران الذي يتعرض للمضايقات بسبب مواقفه ونتمنى من ابناء رعيتنا ومسيحيينا وابناء شعبنا بشكل عام بأن يكونوا موحدين وان يكونوا على قدر كبير من الحكمة والمسؤولية والتضامن لكي نتمكن معا وسويا من الحفاظ على مقدساتنا واوقافنا ومدينتنا وحضورنا التاريخي العريق المستباح في هذه الارض المقدسة.
كما اكد الوفد لسيادة المطران بأن الازمة الارثوذكسية الراهنة انتقلت من كونها حالة ارثوذكسية خاصة الى قضية رأي عام حيث ان هنالك تفاعلا فلسطينيا وعربيا وعالميا غير مسبوق مع هذه الازمة التي نمر بها .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]