اختتم نهاية الاسبوع في مركز اتحاد مدن جودة البيئة لحوض البطوف في مدينة سخنين مشروع " اصدقاء المناخ في منطقة الجليل" وهو برنامج لبناء شبكة قيادة جليلية لتعزيز حلول لمكافحة تغير المناخ بمشاركة العشرات من ممثلي السلطات المحلية والمؤسسات الفاعلة العربية واليهودية في الشمال وبحضور مازن غنايم رئيس بلدية سخنين، ونائبيه محمد إعمر زبيدات، ومنيب طربيه، د. حسين طربيه رئيس اتحاد مدن جودة البيئة لحوض البطوف، وفيكتور فايس الرئيس التنفيذي لجمعية مركز هيشل للاستدامة ، وممثلين عن السفارة الأمريكية في البلاد والتي ترعى المشروع.
التعاون بين اتحاد مدن جودة البيئة لحوض البطوف ومركز هيشل للاستدامة، برعاية السفارة الأمريكية يأتي استمرارا لأكثر من 20 عاما من التعاون المثمر في مجالات البيئة والمناخ وتعزيز الاستدامة، وقد شكل المركزين العديد من أوجه التعاون والمشاريع والبرامج المختلفة مثل الدورات التدريبية والحلقات الدراسية، والتنمية البيئية والقيادة البيئية، وتعزيز التواصل بين الشباب وتعزيز حركة المناخ التعليمية وإقامة مشاريع تعليمية في المدارس الخضراء في الجليل.
وتنطلق الرؤيا لدى المركزين في سبيل ايجاد شراكة حقيقية بحيث تلتزم هيشل واتحاد جودة البيئة بالبطوف جنبا إلى جنب في سبل التعاون لتوسيع مدى تأثير التصدي لتغير المناخ وإنشاء شراكة مناخية في الجليل بمشاركة جميع الأطراف.
وفي حديث مع د. حسين طربيه مدير اتحاد مدن جودة البيئة لحوض البطوف قال: "أصدقاء المناخ في الجليل" هو برنامج قيادي لعدة سنوات، ويتطرق إلى التحدي المشترك المتمثل في تغير المناخ وكعامل محفز للتعاون بين العرب واليهود في الجليل، من أجل تشجيع الابتكار الاقتصادي والمسؤولية الإجتماعية والبيئية في المنطقة، ويهدف البرنامج الى بناء مجموعة قابلة للازدياد من الأصدقاء في الجليل التي تعمل على خلق مكانا صالحا للعيش فيه، من خلال بناء وتطوير مشاريع بيئية واقتصادية كان مردودها ايجابي على المنطقة، والبرنامج عبارة عن مبادرة جديدة، والتي انبثقت عن شراكة طويلة الأمد بين مركز هيشل للاستدامة واتحاد مدن جودة البيئة حوض البطوف".
هنادي هجرس مركزة البرنامج من اتحاد مدن جودة البيئة قالت: " البرنامج استمر مدة عام واعتمد على قيادة جليلية من عدة بلاد وسلطات محلية ومن مجالات مختلفة، وحاولنا ان نجند مجموعة من اطر مختلفة لنفكر سويا كيف يمكننا ان نحافظ على جليلنا، وأن يكون المناخ هو الأهم، خاصة وان هذا المجال مغيب عن ذهن وفكر الكثيرين، ونحن نلمس ان هناك تغييرات في المناخ، وهذا يشكل مشكلة تواجه البشرية، ونحاول أن نثقف أهلنا وطلابنا للتعرف على مخاطر تلوث وتغير المناخ، وعلينا ان نطور اقتصاد اخضر يعود بالفائدة علينا وعلى مجتمعنا العربي، وهو موضوع مركزي وعالمي، وهناك أبحاث عديدة تجرى للتعرف على أبعاد المناخ في الجليل، وعلينا ان نبني خطط ومشاريع تعود بالمنفعة على المجتمع، ومن خلالها يمكننا ان نستفيد اقتصاديا، وتساهم بالمحافظة على المناخ النقي، ولا يخفى على احد اننا استبدلنا البيت العربي الصحي وموفر الطاقة بمنازل متطورة وحديثة بعيدة عن هويتنا وطابعنا العربي".
وأضافت هجرس:" يعتقد البعض أن البيئة هي فقط ان نزرع شجرة وان نزيل النفايات، ولكنني أقول أن البيئة هو نهج حياة، وبإمكاننا ان نغير الكثير من المفاهيم والأمور، وعلينا ان نعمل على تغيير نهج الحياة بالانفتاح والتعايش مع البيئة ومع افراد مجتمعنا، علينا ان نستمع الى بعض، ونبني اطر تثقيفية وتربوية ونستمع للآخر، وان نبحث عن جودة حياة، ومهم جدا ان نفكر الى اين نحن سائرون، ولا يجوز ان نلقي بهمومنا ومشاكلنا على شماعات طالما سئمنا منها، ونريد لكل فرد منا بأن يمتلك المعرفة، وأن ينافس بالتخطيط والتنفيذ، والى جانب بناء المؤسسات علينا ان نستثمر بالإنسان، وبجيل الشبيبة، ونعمل على تقوية الشريحة الوسطى من مجتمعنا، وتنمية قدراتهم لأنهم الشريحة الأكبر بالمجتمع".
هذا وفي حفل اختتام البرنامج وتوزيع شهادات الإنهاء في قاعة المؤتمرات، بارك مازن غنايم رئيس بلدية سخنين هذا البرنامج وتحدث عن أهمية ترجمة هذه المشاريع والبرامج البيئية على أرض الواقع وأن تكون في حيز الوجود، وأن يكون متابعة لكل هذه الأبحاث والتي تعود بالمنفعة على مجتمعنا البيئي والاقتصادي في منطقة الجليل، وشكر طاقم المبادرين والمنفذين والمشتركين في هذا البرنامج.
فيما رحب د. حسين طربيه بالمشاركين بحفل اختتام البرنامج وتحدث عن أسباب انطلاقته، مستذكرا أن الجليل من أجمل مناطق البلاد، ويزوره بشكل يومي عشرات الالاف من المركز والنقب، وهذا يجعل منه محط أنظار الجميع، ويستمتع به الجميع بالوديان، والأنهر والبحيرة، والمناظر الخلابة، ومن المهم ان نعمل جاهدين ان نعزز عند طلابنا وشبابنا تنظيم الرحلات المحلية في البلاد للتعرف على البلاد قبل ان نتعرف على الخارج، ويهمنا عربا ويهودا ان يكون الجليل كما هو ملفت للإنظار ومحط ترحالهم، وتقوية أواصر الاحترام المتبادل، والتعرف على الآخر، ونحن في مركز اتحاد مدن جودة البيئة لحوض البطوف تمكنا خلال ال 20 سنة الماضية لتغيير مفهوم الشراكة الحقيقية، وعلينا أن نستثمر وجودنا بهذا الحيز وأن نخلق ونبدع بأن نعيش بجودة حياة، أفضل لنا وأجيالنا القادمة، وعلينا أن نتواصل مع المستثمرين الذين يهمهم ان يستمروا بمشاريع اقتصادية وبيئية، ومن المهم أن يكون طلاب هذا البرنامج سفراء وأصدقاء لمنطقة الجليل.
وتحدث فيكتور فايس الرئيس التنفيذي لجمعية مركز هيشل للاستدامة عن المشاريع المشتركة بين الطرفين لإنشاء مجتمعات محلية وبرنامج لبعثات المناخ كجزء من بدء حركة تعمل على حماية المناخ وتعزيز الاستدامة في البلاد، وهذه أول بادرة للتطوير المشترك لمجموعة واسعة من المجالات التي تحتاج إلى المنظمات وللمساهمة في المشاريع المشتركة، وإنشاء مركز للدراسات وايام دراسية تباعا لدعم هذه الفكرة.
هذا وتخلل الحفل عدد من المداخلات والتكريم، وفقرة موسيقية هادفة.
[email protected]