تزامنًا مع قرب افتتاح السنة الدراسية الجديدة، نشرت صحيفة "دي ماركر" الاقتصادية تقريرًا موسعًا عن توزيعة الميزانيات في جهاز التعليم، بحيث كشف التقرير عن استمرار وضعية التمييز بين المدارس العربية والمدارس اليهودية، وعن اتساع الفوارق في الميزانيات المخصصة للتعليم الثانوي، وذلك لصالح المدارس اليهودية المتدينة (التعليم الرسمي الديني).
وكانت لجنة التربية البرلمانية قد عقدت يوم امس جلسة خاصة من أجل بحث الاستعدادات والتحضيرات للسنة الدراسية القريبة، بمشاركة وزير المعارف، نفتالي بينط، ومدير عام الوزارة، بالإضافة إلى نواب المشتركة د. يوسف جبارين، مسعود غنايم، د. احمد طيبي، عبد الحكيم حاج يحيى وسعيد الخرومي. وقد طرح النواب العرب قضايا التعليم العربي والتمييز الذي تعانيه المدارس العربية من ناحية الميزانيات والموارد المادية ومضامين التعليم.
واتّضح من تقرير "ذي ماركر" أنه بين الاعوام 2012 و 2016 ارتفعت الميزانية المخصصة من قبل وزارة المعارف للمدارس الثانوية الدينية اليهودية مقارنةً بباقي الأجهزة التربوية، حيث بلغت الميزانية في العام الأخير 33 الف شاقل للطالب سنويًا، وبذلك فهي اعلى من الميزانية التي يحصل عليها الطلاب في المدارس الرسمية العبرية ب 22%، واعلى من تلك التي يحصل الطالب العربي بحوالي 67%.
وقد أشار التقرير إلى أن معدل الميزانية المخصصة للطالب في المدارس الثانوية الرسمية في المجتمع اليهودي ارتفع ب 19% عن الفترة التي سبقتها، حيث بلغ 27 الف شيكل للطالب سنويًا، في حين أن الميزانية المخصصة للطالب العربي في المرحلة الثانوية ارتفعت ب 20.5% ووصلت إلى 20 ألف شيكل للطالب بالسنة.
كما وأشار التقرير إلى أن 40% من اجمالي الطلاب الثانويين اليهود يأتون من خلفية اقتصادية- اجتماعية متينة في حين أن 1% من الطلاب العرب يأتون من خلفية مشابهة، في حين أن 65% منهم يتواجدون في ادنى درجات السلم الاقتصادي-الاجتماعي. وهكذا فان الطالب العربي الذي يقع في ادنى درجات السلم الاقتصادي- الاجتماعي يحصل على حوالي 21 الف شيكل سنويا مقابل 35 الف شيكل سنويا للطالب اليهودي الذي يقع في نفس درجات السلم.
وقال النائب جبارين بعد جلسة لجنة التربية وفي تعقيبه على معطيات التمييز: "تأتي السنة الدراسية الجديدة في ظل استمرار التمييز الواضح بالميزانيات بين العرب واليهود، كما بين تقرير ذي ماركر، بالإضافة إلى وجود اكثر من خمسة آلاف طالب عربي باجيال ٣ الى ٥ سنوات بدون اطار تعليمي في النقب، وآلاف الغرف التعليمية الناقصة في بلداتنا، بالاضافة الى حقيقة ان اكثر من 12 الف معلم عربي بدون وظيفة رسمية بجهاز التعليم. هذا بالاضافة إلى استمرار سياسات تشويه الهوية في المناهج التعليمية وغياب مجلس تربوي عربي يدير التعليم العربي".
وأضاف جبارين: "طالبتُ بجلسة اللجنة البرلمانية بوضع خطة شاملة للتمويل التفاضلي في الثانويات بحيث يحصل كل طالب على ميزانية متساوية تتلاءم ووضعيته الاجتماعية-الاقتصادية، وقد أجاب ممثل الوزارة ان الموضوع قيد البحث بين وزارة المعارف والمالية. كما كنا في القائمة المشتركة قد طرحنا هذا الموضوع على المدير العام للوزارة في جلستنا معه الشهر الأخير وسنتابع طبعًا ذلك، الى جانب القضايا التربوية الأخرى الهامة لطلابنا وأهلنا".
[email protected]