لا زالت غالبية الإسرائيليين ترى في حل الدولتين حلا مهما على المدى البعيد بشرط أن يؤيد رئيس الوزراء الاسرائيلي هذا الحل ويقف خلفه لكن غالبية الإسرائيليين لا تثق بنوايا نتنياهو المتعلقة بدفع فكرة حل الدولتين إلى الإمام
ويرى ربع الإسرائيليون في حل الدولة الواحدة التي لا يتمتع فيها الفلسطينيين بالحقوق أي دولة الفصل العنصري "ابرتهايد" الحل المفضل، فيما قال 40% من الإسرائيليين بانهم لم يزوروا يوما أي مستوطنة وذلك وفقا لنتائج استطلاع خاص جرى تنظيمه بمناسبة انعقاد مؤتمر "هأرتس للسلام" ونشرته الصحيفة اليوم الاثنين.
ونفذ الاستطلاع من قبل شركة "ديلوغ" تحت إشراف البروفيسور "كاميل فوكس" من جامعة تل أبيب وشمل الاستطلاع عينة من 504 مستطلعا مقسمين وفقا لمجتمعاتهم وأعمارهم وجنسهم ووفقا لطبيعة تصويتهم في الانتخابات الماضي مع نسبة خطأ 4:4% وتم الاستطلاع في الفترة الزمنية الواقعة بين 11-19 حزيران الماضي.
اذا توصل رئيس الوزراء إلى اتفقا تقام بموجبه دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل هل تؤيد وتدعم مثل هذا الاتفاق؟ كان السؤال الأول في الاستطلاع حيث أجاب 60% من المستطلعة أرائهم بـ "نعم"، 32% قالوا بانهم لن يؤيدوا مثل هذا الاتفاق و7% قالوا بانهم لا يعرفون.
وتعتبر هذه النتيجة تراجعا في تأيد الإسرائيليين لفكرة دعم مثل هذا الاتفاق حيث أجاب 68% من الإسرائيليين الذي شملهم استطلاع مركز "داحف" بإشراف "مينى تسيمح" الذي جرى تنظيمه في ديسمبر 2012 بالإيجاب.
وأظهرت نتناج الاستطلاع علاماتي سؤال هامتين الأولى تتمثل بعدم معرفة غالبية الإسرائيليين للواقع السياسي حيث تنخفض نسبة تأيد الاتفاق إذا قيل للمستطلعة أرائهم بان ثمن الاتفاق يعني الانسحاب إلى حدود 67 وتقسيم القدس وضم غالبية المستوطنات إلى إسرائيل واللاجئين الفلسطينيين لن يعودوا إلى داخل إسرائيل وتصبح 35% فقط مقابل 585 رفضوا هذا الثمن وهذه الفكرة خاصة في ظل إزالة عبارة "رئيس الحكومة" من صيغة السؤال وعدم القول بان رئيس الحكومة هو من سيتوصل إلى الاتفاق وذلك في إشارة للمسؤولية وتحمل المسؤولية التي يواجهها نتنياهو.
والتساؤل او التحفظ الثاني يتمثل بان غالبية الجمهور الذي يؤيد الاتفاق في حال حققه رئيس الوزراء لا تثق برئيس الوزراء ونيته في التوصل أصلا لمثل هذا الاتفاق، حيث أجاب 54% بأنهم لا يثقون بنية نتنياهو المتعلقة بالتوصل إلى اتفاق مقابل 37% قالوا بأنهم يثقون به.
وطرح الاستطلاع سؤالا يتعلق بما يجب على إسرائيل وحكومتها القيام به ردا على حكومة الوحدة الفلسطينية وتضمن السؤال عدة خيارات منها عملية من طرف واحد لضم المناطق، مقاطعة الفلسطينيين، بذل جهود للاستئناف المفاوضات، انسحاب من طرف واحد، تجميد الاستيطان أو الاكتفاء بالصمت وعدم القيام بشيء وهنا نال خيار بذل الجهود لاستئناف المفاوضات بموافقة الغالبية بواقع 60% من المستطلعة أرائهم، قالوا بأنهم يوافقون ويوافقون جدا على هذا الخيار فيما لم يحظى خيار القيام بعملية من طرف واحد بغالبية وايد 37% فكرة ضم المناطق من طرف واحد مقابل 56% فضوا الفكرة، فيما ايد فكرة الانسحاب من طرف واحد 25% مقابل معارضة 70%.
وأيد 28% فكرة تقسيم "البلاد" على المدى البعيد فيما حاز خياران على نفس نسبة التأيد هما خيار استمرار الوضع القائم وخيار دولة الفصل العنصري خياران أيدهما 25% وفقط 10% اختاروا فكرة دولة واحدة لكل مواطنيها المتساوون بالحقوق والواجبات.
وفيما يتعلق بتأيد الجمهور الإسرائيلي لخطة وزير الاقتصاد "نفتالي بينت" القائلة بضم غالبية المستوطنين وحوالي 100 ألف فلسطيني، أعرب 27% من المستطلعة أرائهم عن تأيدهم لهذه الخطة مقابل 26% عارضوها ورفضوها.
وبشكل عام يخشى المجتمع الإسرائيلي من فكرة منح الفلسطينيين حقوق كاملة اكثر مما يخشون من فكرة الانسحاب من المناطق الفلسطينية حيث عارض 56% من المستطلعة أرائهم فكرة ضم المناطق ومنح الفلسطينيين حقوق كاملة.
وقرر منظمو الاستطلاع دراسة أي الخيارات ترعب الإسرائيليين أكثر من غيرها خيار دولة ثنائية القومية أو المقاطعة واندلاع موجة عنف قاسية وجد الاستطلاع صعوبة في الإشارة إلى نتائج قاطعة لكن ظهر أن خيار الدولة ثنائية القومية وموجة العنف هو ما يثير رعب الإسرائيليين بواقع 50-51 % قالوا بأنهم يخافون هذه السيناريوهات بالتساوي مقابل 34% قالوا بأنهم يخشون المقاطعة الدولية فقط مقابل 62% قالوا بأنهم لا يخافون المقاطعة.
وفيما يتعلق بالمستوطنات اظهر الإسرائيليون برودة كبيرة اتجاهها حيث أجاب حوالي 40% من المستطلعة أرائهم بأنهم لم يزوروا يوما أي مستوطنة و25% قالوا بأنهم لم يتواجدوا في أي مستوطنة خلال عام على الأقل وفي المقابل قال 42% من بأنهم لم يلتقوا مطلقا بأي فلسطيني "باستثناء سكان القدس الشرقية".
40% أعربوا عن رأيهم بأن المستوطنات تحصل على موارد مالية واقتصادية تفوق تلك التي تحصل عليها ضواحي المدن والأماكن لمهمشة مقابل 16% قالوا بان المستوطنات تحصل على موارد اقل من الضواحي.
وردا على سؤال ماذا تفضل اتفاق سلام يقضي بإخلاء المستوطنات او استمرار الاستيطان والمستوطنات دون اتفاق سلام قال 45% بانهم يؤيدون اتفاق سلام مقابل 43 % قالوا بانهم يفضلون المستوطنات على اتفاق سلام.
وفيما يتعلق بأسلوب إخلاء المستوطنات، قال 12% فقط بان عملية الاخلاء ستمر بسلام مقابل 57% قالوا بان الإخلاء سيكلف جهودا كبيرة وستقع إصابات و23% قالوا بان الحكومة لن تنجح نهائيا بإخلاء المستوطنات.
[email protected]