بقلم: الاستاذ وليد عيساوي
نشر بـ 04/07/2014 09:13
ملاحظة: يعتمد هذا المقال على أحد المحاور الرئيسة للبحث العلمي الذي أجريته تحت عنوان "تحديات مديري المدارس الجدد في جهاز التعليم في لواء الشمال" والذي شمل عشرين من المديرين والمديرات حديثي الأقدمية. وهدفه وضع الأصبع على ألم المجتمع العربي بدافع الإصلاح، وليس من أجل الإساءة لأحد على خلفية وصوله لمنصب بطريقة غير شرعية.
بقلم: الاستاذ وليد عيساوي
بقلب يعتصره الألم نستشف من واقع المجتمع العربي أن نسبة لا بأس بها من إداريي المؤسسات التربوية يفتقرون إلى الحد الأدنى من المهنية والكفاءة على خلفية اختيارهم غير النزيه. وكما قيل قديما "فاقد الشىء لا يعطيه"، أو بكلمات اخرى بالعامية "إدارة كشك سجائر كثير عَليهِّـنْ". كما ويقول سيدنا محمد (ص) "إذا أُسند الأمر إلى غير أهله فإنتظر الساعة".
إِن إدارة المؤسسات التربوية ليست منصباً أو مخترة بحسب ما يظنه البعض، وإنما وُضع على كاهل المدير ضرورة تمتعه برؤية شمولية في صقل وإعداد جيل المستقبل من المواطنين الصالحين الذين عليهم التعامل مع مشاكل العولمة ومشاكل الثورة التكنولوجية، فالعالم في تسارع دائم، ولا يزال مجتمعنا الحبيب في بحث مميت عن مناصب زائفة كتركيز، نيابة، إدارة الخ.. وهذا على حساب ضياع أجيال تلو الأُخرى.
ففي المقابلات التي تمت مع بعض المدراء، والذين أدلوا إمتعاضهم الشديد ابان الاختيارات التي تكون غالباً غير موفقة. والعنصر الوحيد الموفق لديهم تمتعهم بڤيتامين W (واسطة). فمثلاً؛ نرى من خلال المناقصات الحاصلة أن من يتمتع بالقدرة العالية على تفعيل الضغط الكبير على المسؤولين المشاركين في المناقصة هو من سيفوز في المناقصة (كلام خطير ولكنه واقع مرير).
نتيجة للفساد القائم، والمعادلة الحاصلة في المجتمع العربي التي لا تعتمد على اساس مهني. فقد قامت وزارة المعارف متمثلة بالمديرة العامة السيدة داليت شطاوبر في تاريخ 29/7/2013 (موثق في موقع بانيت تحت عنوان المعارف:مشاركة مديري الألوية بمناقصات المدراء العرب) بسابقة تُنذر بخطورة الوضع السائد وهي ِإصدار تعليمات إلى مديري الألوية في الوزارة تلزمهم بالتدخل الجاد في المقابلات جميعها التي ستُجرى لاختيار مرشحي إدارة المدارس، وإحالة موضوع إعداد وتأهيل المديرين الى معهد "أَڤني روشيه" لضمان اختيار المرشحين الأكثر مهنية ولكبح الفساد والمحسوبيات.
بالرغم من الواقع المرير والذي يعاني منه المجتمع العربي. الا ان هناك بعض النصائح والتي يمكنها اخراجنا كمجتمع عربي من الچوشبانكا التي رسمت على جباهنا.
إليكم أعزائي القراء جملة من النصائح، والتي اتضرع الى الله عز وجل أن تكون بوصلة نجاح تصب في الطريق السليم.
- وضع رقابة خارجية في المناقصات العامة وإشراك أكاديميين محليين بهدف ضمان اختيار المرشح المناسب.
- إختيار المرشح يكون عن طريق مركز تقييم مهني لفحص قدرات ومؤهلات المرشح القيادية والإدارية، وليس عن طريق مقابلة عابرة لا تتعدى خمسة عشرة دقيقة.
- تنمية الروح القيادية للمرأة في المجتمع العربي الذي طالما اجحف بحقها، بهدف رفع نسبة النساء الشاغلات للمناصب الإدارية عن طريق وضع خطة مدروسة.
وهنا اريد التنويه الى العمل الجبار الذي يضاف الى رصيد المجلس المحلي في الفترة ما بين 1993-2000 حين بدأ في تنمية القيادة النسوية في المدارس والروضات وتوقف فجأة لأسباب لا نعلمها.
أخيرا ومن باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولتعم الفائدة، اسأل الله عز وجل أن تكون النزاهة من يحرك سفينة إختيار المرشحين وخاصة للمناصب الهامة، وعدم الإتجار بالصفقات الفاسدة الخاسرة البعيدة عن قيمّنا، لانها كفيلة بتدمير أجيال كامله والعياذ بالله.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]