أنا مندهش.. ليش؟
أفادت مواقع الكترونية وبناء على مصادر فلسطينية "ان السلطات الإسرائيلية سمحت بنقل قطة، من قطاع غزة الى داخل إسرائيل للعلاج بعد تعرضها لكسر في الفك". وقال رئيس لجنة زراعية بغزة بأن طبيبة أوكرانية تقيم في غزة تقدمت بطلب لجمعية الرفق بالحيوان في إسرائيل لعلاج قطتها بسبب تعرضها لكسر في الفك. وأن الجمعية وافقت على نقل القطة عبر حاجز بيت حانون – ايرز، مشيرا إلى أن القطة تم نقلها عبر سيارة اسعاف خاصة.
ها هي اسرائيل في قمة انسانيتها تدهشني وتثير اعجابي، هذه الدولة التي تتهم ليلا نهارا من قبل الفلسطينيين وبعض أعدائها من الداخل، أنها دولة احتلال وتنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني هي ذاتها تعمل على انقاذ قطة من الموت، وتقديم العلاج لها في أحد المستشفيات لأنه يصعب علاجها في غزة. ولماذا يصعب علاجها هناك؟ لأن غزة تحتاج الى الكهرباء، والكهرباء لا تصلها إلا لساعتين أو ثلاث في النهار، فتتعطل الأجهزة هناك والأدوية يصيبها العطب، ومن الذي يمنع الكهرباء عن غزة، هل هي اسرائيل؟ لا ليست هي، انها السلطة الفلسطينية ونزاعها المفتوح مع حماس ااتي تسيطر على القطاع، ومصر التي تغلق الحدود، أما اسرائيل فهي تفتح الحدود أمام قطة وتسمح بنقلها لتلقي العلاج، أتوجد انسانية أكثر من ذلك؟ حقيقة أمر يدعو للدهشة والعجب.
أنا أفتخر.. ليش؟
أعلنت الشرطة الاسرائيلية الأسبوع الماضي، أن نسبة الجريمة ارتفعت في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري قياسا لنفس الفترة من العام الماضي، وهذه المعطيات ليست مفاجئة وليست غريبة، فها هو لبنان البلد الجار من الشمال يسجل نسبة أكبر وعددا أكبر في جرائم القتل الناتجة بالأخص عن السلاح المنفلت. وأضافت الشرطة الاسرائيلية أن 55 جريمة قتل وقعت في المدة المذكورة وهذا لا يرعبنا أيضا، لكن ما يثير اعجابنا ويدعونا للأسى والخزي والعار أن نصف تلك الجرائم حصلت في مجتمعنا العربي، حيث سقطت 27 ضحية عربية خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام أي نصف العدد الاجمالي للضحايا، واذا استذكرنا أن نسبتنا العامة من السكان تصل الى 21% ندرك هول ما ننجزه على صعيد العنف والاجرام، كما سبق وتفوقنا في نسبة حوادث الطرق والتسرب من المدارس وعدم الحصول على شهادة البجروت، يعني نحن دائما في الأعلى سلبا واجراما وتخلفا، وهذا ما يعزينا على الأقل أننا ننجح في الوصول الى المراتب العليا!!
أنا زعلان.. ليش؟
أنا زعلان بصراحة.. زعلان وغضبان كمان.. لماذا لم يخلقنا الله بدل أولادنا، لماذا لم يخلقنا في زمن الفيسبوك والواتس أب وأخواتهما. الأهالي فرحين بنجاح أبنائهم وينشرون شهاداتهم وعلاماتهم بكل فخر واعتزاز على صفحات التواصل الاجتماعي..
رحم الله أيام كنا فيها طلابا نحضر فيها الشهادة للأهل كي يوقع عليها ولي الأمر (الأب غالبا)، ونمررها بين أفراد العائلة، ونأخذ بالمقارنة والتنافس من علاماته أفضل، ثم بين أصدقائنا وزملائنا في المدرسة، كانت فرحتنا حقيقية صادقة، لكن اليوم الفرحة هي فرحة الأهل يسرقونها من أبنائهم ويقومون بنشرها على الفيسبوك، ليس ليفرح الأبناء بل ليتفاخر الأهل علنا وعلى رؤوس الأشهاد أن هذا تم بفضل تربيتهم واهتمامهم طبعا، أي أن الفضل يعود الى الأهل وليس للأبناء واجتهادهم، ويقدمون على سرقة الأبناء فرحتهم دون مساءلة، ويمنحون أنفسهم الحق بنشر علامات ليست لهم دون أن يعودوا لأبنائهم الأطفال غالبا، فبأي حق يفعلون ذلك ويعتدون على حقوق أبنائهم؟
ان ما نراه من أعاجيب في صفحات الفيسبوك يجعلنا نترحم على أيام مضت، كان الأهل والجيران والأقارب يتحلقون حول ابريق القهوة ويتبادلون الأحاديث والأخبار، سقى الله أيام أجدادنا وأنقذنا من أيام فيسبوكاتنا!!
[email protected]