تكرّم مديرها بعد أعوامٍ حافلةٍ بالعطاء المتواصل، تودع كوكبًا من كواكب المدرسة المضيئة في سماء التعليم، وقد وهبها سنين عمره وعصارة جهوده، ووهب طلابها ومعلّميها محبّته وتوجيهه السّديد.
اجتمع موكب المحتفلين بالتكريم في ساحة المدرسة، تم استقبالهم على أنغامٍ "فيروزية" وكلمات "جبرانية"، ليتحد النغم الرقراق مع الكلمة العذبة في انسياب سماوي، يلوّن الروح بمعاني الوفاء، ويهدي المحبة لكل مّن يحمل قلبًا صافيًا محبًّا.
" أعطني النّاي وغنِّ فالغنا سرّ الوجود"....
وسرّ الوجود يكمن في العمل الدّؤوب والعطاء المميز، في التفاني لخدمة الأجيال، وبث روح الحماسة والمثابرة على العمل والمنافسة نحو الأفضل.
تولت عرافة الاحتفال المربية عفاف نصار، فرحبت بالحضور ، وقدّمت للحفل باستعراض لأهم المحطات والصفات لدى المحتفى به، ودوره الفاعل في بث الشعور بالرقابة الذاتية بين الزملاء والطلاب، لتترسخ في الجميع روح المواطنة والانتماء الصّادق لأداء الرّسالة، بضمير حي.
تلتها كلمات لرؤساء المجلس السابقين، السيد أحمد صالح جربوني، حيث كان الأستاذ سعيد قد تولّى إدارة المدرسة في فترة رئاسته، كما أنه استعرض بعضًا من تاريخ التعليم في عرابة، وتناوُب مديري المدارس السابقين على إدارة المدرسة الأم في عرابة، وأشار إلى دور المحتفى به في الرفع من مستوى التعليم في المدرسة والاهتمام البارز في إعلاء شأن لغة الأم.
ثم كلمة رئيس المجلس السابق الأستاذ عمر واكد نصار، حيث تحدث عن المدير الأستاذ الذي كان قد تتلمذ على يديه، في صغره، وعلى دوره كولي أمر ، وكرئيس مجلس، ليشارك المدرسة في كثير من النشاطات والفعاليات.
شارك في التكريم مفتش المدرسة السّابق، الدكتور خالد عزايزة، حيث استعاد ذكريات الشّباب حيث جالسه على مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية، وأبدى صدق تلك العلاقة بما تحمله من طفولةٍ متواضعة للطالب القروي البسيط الذي يلجأ إلى المدينة لينهل العلم ويرتقي سلم التعليم، فتثير تلك الذكريات في الجميع تسارع خطى الزمن ، الذي ينقلنا على أجنحته عبر محطات مختلفة...
شاركنا في الاحتفال معلمون متقاعدون من أجيال متفاوتة، وناب عنهم في التكريم الأستاذ محمود صح، فنثر كلمات تفيض بالمشاعر وتعبق بالحنين، لتملأ المكان شجنًا وشوقًا لأيّامٍ خلت.
تلاه الزميل المتقاعد الأستاذ فضل دراوشة، ليصبغ تلك الأمسية بالشعر الزجلي الطرب، بصوت شجيّ أدخل فيه الفرح والصدق إلى القلوب. شاركه في رسم البسمة على الشّفاه الزميل المتقاعد الأستاذ سليم نمارنة، بما يملك من خفة الظل وبما يتميز من روح النكتة وأسلوب السرد المميز.
وكان للجنة أولياء الأمور كلمتها التي عبرت فيها عن محبتها للمدرسة ومديرها، وأثنى السيد محمد دراوشة على دور المدير في رفع مستوى التعليم في المدرسة ودور الهيئة التدريسية وأبدى الاستعداد التام للتعاون والمشاركة مستقبلا.
كما كان لطلاب المحتفى به كلمات نابعة من القلب تحمل أسمى معاني التقدير والاحترام والمحبة لمدير أخلص في نصائحه لطلابه، وأصغى إلى تساؤلاتهم واستجاب لها.
كرّمت الهيئة التدريسية مديرها بكلمة من ممثل الهيئة التدريسية الأستاذ علي نصّار حيث عبر عن التعاون والمحبة التي كانت البوصلة نحو عملٍ خالصٍ ، لتكون المدرسة سباقة في كثير من الفعاليات، ومتفوقة في الكثير من المجالات التعليمية على المستوى المحلي والقطري، وقدّم له درع التكريم باسم أعضاء الهيئة التدريسية.
انتهى الاحتفال بكلمة المحتفى به الأستاذ سعيد نصار، معبّرًا عن شرف الانتماء إلى المدرسة الأم التي خرجت الأجيال تلو الأجيال، وأشار إلى علاقته المتسامحة وروح المحبة التي تعامل بها مع زملائه، والمردود التحصيلي البارز في المدرسة الذي يدل على تضافر الجهود بين جميع الأطراف: الإدارة والهيئة التدريسية ولجان أولياء الأمور، شاكرًا وممتنًّا لكل من ساهم في هذا التكريم ولكلّ من شارك في الحضور.
لينتهي ذلك المساء طاويًا حقبة من الزّمن، مفعمة بالذّكريات، محمّلة بالشوق والحنين، معطّرة بشذا الانتماء، يلوّنها الأمل باللقاء دومًا...
[email protected]