موقع الحمرا الخميس 22/05/2025 15:54
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. الثلاثية الكاملة - مكتبة المنارة العالمية للشاعر الأديب: وهيب نديم وهبة /

الثلاثية الكاملة - مكتبة المنارة العالمية للشاعر الأديب: وهيب نديم وهبة

vera
نشر بـ 25/05/2017 12:14

حين يسمو الإبداعُ، يتجلّى في أبهى صورِهِ. يتجدّدُ في كلّ طَبعةٍ وطبعة، فكيفَ حين يَرتقي إلى مَصافِّ الحَداثةِ ما بينَ التّقنيّاتِ العصريةِ والتّحديثِ، واستخدامِ التكنولوجيا لتقريبِ مضامين النّصوصِ؟

الآن، تحتفلُ مكتبةُ المنارةِ العالميّةِ باختتامِ تسجيلِ الثُلاثيةِ بشقّيها العربيّ والعبريّ، ضِمنَ مشروعِها الإبداعيّ الحضاريّ، في تَقدُّمِ أدبِ البالغين والناشئين وأدبِ الأطفال.

تحتوى هذه الثلاثيةُ على القصصِ التاليةِ للفتيانِ والفتياتِ: عُلبةٌ من ذَهب، وَطنُ العصافيرِ، المطرُ. بصوتِ الرائعةِ عبير شاهين خطيب، التي نهيمُ معها في عوالِمِ الخيالِ.. تجذبُنا بسحر وعذوبةِ صوتِها، القادِرِ على تقمّصِ جميعِ شُخوصِ القصّةِ.

كنت قد نشرت سابقا، حين تمَّ تسجيلُ "عُلبة من ذَهب" و "وطن العصافير"، مقالًا بخصوصِ القصّتينِ والمَكتبةِ، والقارئةِ المتألّقةِ عبير شاهين خطيب. وهنا أقدّمُ المقالَ الخِتاميّ الأخيرَ لهذه الثّلاثيّةِ – قصةِ المطرِ بالعربيةِ.

أَلْمَطَرُ:

قِصَّةٌ لِلشَّبِيبَةِ، تُغَامِرُ هَذِهِ المُحَاوَلَةُ فِي التَّحْلِيقِ الخَيَالِيِّ "بَيْنَ الصُّحُونِ الطَّائِرَةِ - وَرَجُلِ الفَضَاءِ القَادِمِ إِلَينَا". الوَاقِعُ وَالخَيَالُ فِي حِكَايَاتِ الصُّحُونِ الطَّائِرَةِ، الَّتِي تطلُّ عَلَينَا وَتَخْتَفِي، مَا بَيْنَ الأُسطورَةِ وَالانجَازِ العِلْمِيَّ.

المَحَطَّةُ المِحْوَرِيَّةُ الأَكْثَرُ إِيثَارًا بِالنِّسْبَةِ لَنَا هُنَا كَمَجْمُوعَةٍ، "المُتَرْجِمَة والرَّسَّامَة وَأَنَا"، مِن أَجَلِ إِخرَاجِ عَمَلٍ إبداعيٍّ رَاقٍ، يَفْوقُ التَّخَيُّلَ وَالخَيَالَ. حَلّقْنَا عَالِيًا فِي طَبَقَاتِ السَّمَاءِ وَرِحَابِ أَرْجَاءِ العَالِمِ، وَجمْعَنَا لِلأرْضِ مَا يَمْنَعُ عَنَّا الحَرْبَ العَالَمِيَّةَ القَادِمَةَ.

كُلَّ مَا جَمَعْنَاهُ منْ مَحَطَّاتِ سفَرنَا الْمُتَخَيَّلِ يَنْكَشِفُ أَمَامَكُمْ، مَا بَيْنَ النَّصِّ وَالرُّسُومَاتِ الَّتِي تَتَشَكَّلُ لِأُوِّلِ مَرَّةٍ، مَا بَيْنَ اللَّوْنِ وَالرَّصَّاصِ، "قَلمِ الرَّصَاصِ"، وَبِالْمَجَازِ ابْتَعَدْنَا كُلِّيًّا عَنِ الرَّصَاصِ وَالْحَرِبِ وَالْإِرْهَابِ، وَوَحَّدْنَا الْعَالَمَ: تِلْكَ هِي الْمُفَاجَأَةُ!!

نَذْكُرُ هُنَا أَيْضًا أَنَّ بَطَلَةَ الْقِصَّةِ سَارة. هَذِهِ الصَّبِيَّةُ هِي مُنْقِذَةُ الْعَالِمِ..

التّرْجَمَةُ لِلْعِبْرِيَّةِ وَالتَّدْقِيقُ اللُّغَوِيُّ: بروريا هورفيتس. الرُّسُومَاتُ لِلطَّبْعَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَالْعِبْرِيَّةِ: سهاد عنتير طربيه. إِصْدَارُ دَارِ الْهُدى، كفر قرع، 2015. وَبِدَعْمٍ مِنْ  مُؤَسَّسَةِ "أَكوم".

مقتطفات مما كتب سهيل إبراهيم عيساوي: قراءة في قصة "المطر"

رسالةُ الكاتب: أراد الكاتبُ وهيب نديم وهبة إيصالَ حزمةٍ من الرسائلِ الهامةِ للمجتمع وللأطفالِ وللبشريةِ:

  • الدعوةُ للسلامِ، أفضلُ الطّرقِ وأقصرُها، من أجل وقفِ حمّاماتِ الدّمِ والكراهيةِ.

  • الحلمُ ببناءِ عالمٍ جديدٍ، يقومُ على أساسِ العدلِ، السّلامِ، الحُرّيةِ، المحبّةِ، للأطفالِ دورٌ كبيرٌ. هم جيلُ المستقبلِ، حملةُ شُعلةِ الخيرِ، "هم أشجارُ المحبّةِ، الذين يبنونَ العالمَ الجديدَ" ص 42. "هم الصغارُ الذين يبنونَ العالمَ الجديدَ، بالنسلِ الجديدِ. النسلِ الجديدِ الذي يبني الحضارة، ويأتي بالحبِ والإنسانيةِ، بالعدلِ والسلام والحرية. النفوسُ الآن اعتادت على البغضاءِ والحقدِ، العالمُ بحاجةٍ ماسّةٍ، إلى زراعةِ الثقافةِ الجديدةِ بزهرةِ الحبِّ والقلبِ، وبعدَها السّفرُ إلى منطقةِ أشجارِ المحبةِ" ص 32.

  • الدعوةُ للمحافظةِ على كوكبِ الأرضِ من التّلوثِ البيئيِّ، تلويثِ المصانعِ الذي يفتكُ بالبشرِ والشجرِ.

  • تشجيعُ القراءةِ والتمسّكِ بمُتعةِ مُلامَسةِ الكتابِ، وقد وردَ ذِكرُ المطالعةِ وأهميةِ المكتبةِ مرتين في القصةِ، فوالدُ سارة طبيبٌ مثقفٌ يملكُ مكتبةً بيتيةً غنيّةً، فيها الكتبُ النادرةُ والحديثةُ، وسارة تحبُّ القراءةَ.

  • دعوةٌ مفتوحةٌ للعطاءِ من أجلِ الإنسانِ الساكنِ فينا. الطبيبُ الذي قامَ بالمخاطرةِ بحياتِهِ وحياةِ ابنتِهِ من أجلِ إنقاذِ إنسانٍ لا يعرفهُ، "أن تأخذَ دونَ أن تعطيَ، جريمةٌ، كأنك نصفُ إنسانٍ" ص 38. هنا يذمُّ الكاتبُ الإنسانَ الأنانيّ الذي لا يمدُّ يدَ العونِ لأخيهِ الإنسان.

  • ضرورةُ تنشئةِ الأطفالِ وتربيتِهم وسطَ بيئةٍ سليمةٍ، تلك مسئوليةٌ يتقاسمُها الأبُ والأمُ.

  • يخرجُ الكاتبُ ضدَّ استغلالِ الشعوبِ، من قِبلِ دولٍ مهيمنةٍ، تقومُ بسلبِ ثرواتِ وخيراتِ الأممِ، فهنالك ضرورةٌ لإرساءِ الحقِّ والعدلِ وإذابةِ الغبنِ الحاصلِ.

  • ضرورةُ تقبّلِ الآخرِ، وسماعِ المُختلفِ عنّا واحترامِهِ، لأنّ احترامَ الآخرِ يقرّبُ السلامَ بيننا، ويدحرُ الشرَّ.

  • الانسانُ تركَ الجَمالَ والفكرَ والحبَّ والرومانسيةَ، وأخذَ يلهثُ خلفَ المادّةِ التي تجرُّهُ نحوَ الهاويةِ.

  • انتقادٌ لاذعٌ لسباقِ التسلّحِ بينَ الدّولِ والجماعاتِ. هذه الأسلحةُ تفتكُ بالبشريّةِ وتدمُّرُ الكونَ، بيدِ الإنسانِ.

  • تأثيرُ الإشعاعاتِ القويّةِ، وقواعدِ الاتصالِ على البشرِ، فهي أحدُ أسبابِ انتشارِ الأوبئةِ والأمراضِ الفتاّكةِ، أمامَ عجْزِ الطبِّ عن مواجهةِ ضحايا التكنولوجيا.

  • دعوةُ للكتّابِ إلى انتهاجِ طُرُقِ بابِ الخيالِ العِلمي، لأهميةِ الموضوعِ في جذبِ الطّفلِ إلى عالمِ الأدبِ والقصّةِ، وتوسيعِ أفاقِهِ وفكرِهِ، كذلك هنالك علاقةٌ وطيدةٌ بين العلمِ والتكنولوجيا وعالمِ الاختراعاتِ، وأدبِ الخيالِ العِلمي، فكثيرُ من المخترعين والباحثين، يستلهمون أفكارَهم من قصصِ الخيالِ العِلمي، وما كان أسطورةً قبلَ مئاتِ السنين أصبحَ حقيقةً لا تقبلُ الشّكَ.

  • الاهتمامُ برعايةِ الطّفلِ اليتيمِ، الطفلةُ سارة ابنةُ العاشرة، يتيمةُ الأمِّ، والأبُ يرعاها برفقٍ وحنيّةٍ، ويسهرُ على احتياجاتِها.

  • قدسيّةُ مهنةِ الطبِّ، يشيرُ الكاتبُ إلى أهميةِ هذه المهنةِ، وخاصةً في ظلِّ انتشارِ الحروبِ والمعاركِ في أجزاءَ كثيرةٍ من المعمورةِ، وانتشارِ الأمراضِ الفتّاكةِ.

  • يؤمنُ الكاتبُ بإمكانيةِ التعايُشِ بينَ الشّعوبِ، كما سمحَ هو لأكثرِ من لغةٍ في العيشِ بحريّةٍ على صفحاتِ كتابِهِ المطر. لكنّه يقرِنُ الإيمانَ بالعملِ "الحياةُ لا تتوقفُ عندَ حدودِ التفاؤلِ، بل عندَ الرغبةِ المُطلقةِ في العملِ" ص33.

  • دعوةٌ لوقفِ القتلِ والحروبِ، جوٌ من اللامبالاةِ من قِبلِ البشرِ والساسةِ، كأننا في مسرحيةٍ وتمثيليةٍ، "أني أشاهد على مرمى بصري، عشراتِ القتلى والدمارَ  وهدمَ المنازلَ. والطائراتُ تقصفُ بلا رحمةٍ، وتحرقُ الأرضَ، كأنّما نعيشُ في عالمٍ من كرتون وليس من إنسان" ص37.

  • ضرورةُ احترامِ حقوقِ الأطفالِ، وِفقَ العقودِ والمواثيقِ الدوليةِ.

مكانُ القصّة: الكاتبُ لا يشيرُ إلى مكانِ وقوعِ أحداثِ القصّةِ على الأرض، لكنّهُ في موضوعِ واحدٍ، بإشارةٍ ذكيّةٍ، يذكُرُ "كي يهبطَ السّلامُ من السّماءِ في بلادِ الأنبياءِ" ص 34، هي إشارةٌ إلى بلادِنا.

لغةُ القصّةِ: الكاتبُ وهيب نديم وهبة، بارعٌ في تطويعِ اللغةِ، لتصبحَ مثلَ قطعةِ حلوى لذيذةٍ على كلِّ لسانٍ يتذوقُ أدبَه، يوظّفُ اللغةَ الشِّعريّةَ إلى أقصى الحدودِ، من تشبيهٍ واستعارةٍ، وبناءِ جُملٍ جديدةٍ بكريّةٍ مُبتكرةٍ، لا تخلو صفحةٌ من الكتابِ، من جملٍ منسوجةٍ بذكاءٍ وتمرّسٍ، مجبولةٍ بأصابعِ الإبداعِ والذوقِ الرّفيعِ. وهيب وهبة، رائدٌ في تقديمِ لغةٍ جميلةٍ لأطفالِنا، يخدُمُ اللغةَ العربيةَ، ويُثري قاموسَ القارئ.

مقتطفاتٌ مما كتبت شهربان معدي: قراءةٌ في كتابِ "المطر"

هذه الرائعةُ الأدبيةُ ذكّرتني بقصةِ سندريلاّ وكسّارةِ البُندُقِ مِن روائعِ القصصِ العالميّةِ، ولكنّ الفرقَ هنا، رغمَ أنّ سارة يتيمةٌ، كسندريلا ولكنها لم تحظَ، بعربةٍ ولا بيقطينةٍ تتحولُ إلى عربةٍ، ولا بأميرٍ ينتظرُها في القصرِ الكبيرِ، ولم تحظَ بكسّارةِ بُندقٍ، كبطلةِ قصّةِ كسّارةِ البُندقِ، والتي تلقّتها، مِن خالِها، كهديةٍ على شكلِ كسّارةِ بُندقٍ، تحّولَت فيما بعد إلى فتىً وسيمٍ، تقعُ في حبّهِ، ويساعدُها على محاربةِ الشرِّ، ليحظى الاثنان بمدينةِ الحلوى العجيبةِ.

سارة، سيّدةُ الأجيالِ القادمةِ، التي تقول:  ص 38 "أن تأخذَ دونَ أن تعطيَ، جريمةٌ، كأنّكَ نصفُ إنسانٍ"، تعدّى حلمُها، أميرٌ وسيمٌ، يأتيها على حصانٍ أبيض! وبالمُقابلِ حظيَت برجلٍ حديديٍّ عملاقٍ، وهو يطيرُ ويملكُ قوةً خارقةً، تجعلُهُ يجتازُ كلَّ الصعوباتِ والمشاكلِ المستعصيةِ، في سبيلِ إنقاذِ كوكبِنا الغالي، كوكبِ الأرضِ! ويطلب مساعدةَ سارة لأنّها في نظرِهِ: سيّدةُ الأجيالِ القادمةِ التي ستزرعُ زهرةَ المحبّةِ وتحوّلِها لملايينِ الأزهارِ، وتجعلُ كلَّ أطفالِ العالمِ سُعداء.

سارةُ هي طفلةٌ تغفو في كلِّ فردٍ منّا، ويأتي الرجُلُ الحديدي، والذي هو ضميرُ الإنسانِ المُبصِرِ الحيِّ، يوقظُها من سباتِها ويحملُها بينَ ذراعَيهِ، كفراشَةٍ، ويحلّقُ معها بعيدًا، لترى عن كَثبٍ المَخاطرَ والكوارثَ التي ألمّت ببني الإنسانِ، فتُبصرُ الدخانَ المتصاعِدَ مِن مصانعِ الأسلحةِ والتي دمّرَت خُمسَ مساحاتِ العالمِ مِن الغاباتِ وتُبصرُ الصواريخَ الموجّهةَ للقارّاتِ، والأقمارَ الصناعيةَ للتجسّسِ، وتُبصرُ الإنسانَ وقد تحوّلَ لحيوانٍ من حيواناتِ الغابةِ، الكلُّ يأكلُ الآخرَ! والكلُّ يتحدثُ عن السّلامِ.

 سارة الفتاةُ الراقيةُ، تتحدى كلَّ الصِّعابِ بمساعدةِ الرجلِ الحديديّ الطائرِ، وتحصُلُ على "عُلبةِ المطرِ" من كوكبِ "المطرِ" وباقةٍ من الضّياءِ والحرارةِ من "كوكبِ الشّمسِ"، وزهرةِ المحبّةِ من "غابةِ المحبّةِ"، وتعودُ لكوكبِها الغالي الأرضِ، الذي يدمّرهُ الإنسانُ بأنانيّتِهِ وجَهلِهِ وتَجاهلِهِ لهذهِ النّعمةِ الإلهيّةِ التي خَصّ اللهُ عزَّ وَجلَّ بها الإنسانَ وشملَت كلَّ الكائناتِ الحيّةِ على وجهِ البسيطةِ.

سارة رمزُ الأجيالِ القادمةِ، ستعودُ يومًا، بفضلِ التربيةِ الصالحةِ، الأبوةِ الكريمةِ، والأمومةِ الطاهرةِ الواعيةِ، وبفضلِ المؤسساتِ العلميةِ والتربويّةِ والثقافيّةِ الهادفَةِ والراقيةِ، التي تهتمُّ بالإنسانِ لا البنيانِ!  بالروحِ لا المادةِ! ومعها ملايينُ الأطفالِ، "يحملون تاجَ الشّمسِ ومنارةَ المستقبلِ وأغصانَ السلامِ وراياتِ الفرحِ"...

 كتابُ المطرِ، رسالةٌ إنسانيةٌ، تشقُّ فضاءَ الكونِ باعتراضٍ واضحٍ، على كلِّ الأخطاءِ التي حدثَت وتحدثُ بالكونِ، كُتِبَ بلغةٍ فنيّةٍ رائعةٍ، عميقةٍ ممزوجةٍ بالخيالِ العلميّ، تحيطُ الزمانَ والمكانَ بهالةٍ قدسيةٍ، تزيّنُها الحكمةُ والموعظةُ وخطابُ الضميرِ، لتتحوّلَ إلى لغةٍ عالميّةٍ، تُمطرُ، قِيمًا وحبًّا وسلاما، تنقذ كوكبَنا الغالي مِن قطعانِ الظّلامِ والدّمارِ والخراب.

كلمةٌ ختاميّةٌ للرسّامةِ سهاد عنتير- طربيه التي حلّقت في فضاءِ الخيالِ المجنّحِ وسافرَت على أجنحةِ الغمامِ مع الشاعرِ الأديبِ وهيب نديم وهبة، في رائعتِه المطر. وقدّمت لنا أجملَ اللوحاتِ التي تبهرُ القلبَ والبصرَ.

مقتطفات مما كتب نايف خوري: المطر

إنّ من يطالعُ قصةَ المطرِ يظنّ لأولِ وهلةٍ أنّه يقرأُ قصةً للأطفال أو الأولادِ، ولكنّ هذا الشعورَ سرعانَ ما يتبدّدُ حينما يتعمّقُ أكثر في المعاني التي ترمِي إليها القصّة. تمامًا كما أصابَني حينَ قرأتُ قصةَ "الأميرِ الصغيرِ" التي تبدو كقصّةِ أطفالٍ، ولكنّها قصةٌ في الأدبِ العالمي للكاتِبِ الفرنسي المُبدعِ أنطوان دي سانت أكسوبيري. وكانَ الكاتبُ اللبناني المعروفُ يوسف غصوب قد ترجَمَها إلى العربيّةِ عن الفرنسيّةِ، إضافةً إلى ترجماتٍ أخرى ظهرت فيها.

ولا بُدّ من مقارنةٍ بين الأميرِ الصّغيرِ والمَطرِ خاصةً أنّ الشّخصيّاتِ الرئيسيّةِ مُتماثِلةٌ في تفكيرِها، ومُتشابهةٌ في حَرَكتِها وأهدافِها. فإلى أيّ مدىً تمكّنَ الكاتِبُ وهيب وهبة من مُخاطبةِ الأولادِ والشّبيبةِ والبالغين، تمامًا كما خاطبَ كِبارُ الأدباءِ جماهيرَهم؟

عندما تُطالع المَطرَ تظنّ نفسَكَ واقفًا أمامَ مشهدٍ سمَاويٍّ، تحيطُ بكَ هالةٌ من النورِ والبَهاءِ والغموضِ، وتعتقدُ في قرارةِ نفسِكَ أنّك قرأتَ كتابًا يتضمّنُ قصّةً عاديّةً مِن قصَصِ الأطفالِ، وتخالُ ذاتَك سابحًا مع الكاتِبِ وشخصِيّاتِهِ، مِن إنسٍ ونباتٍ وحيوانٍ وأرواحٍ، وأنّكَ أدركتَ أبعادَهُ ومَضامينَه. ولكن تشعُرُ في ذاتِكَ ما يَدفعُكَ إلى القراءَةِ مرّةً ثانِيةً وحتى ثالثَةً، دونَ أن تمَلَّ أو تضَعَ الكتابَ جانبًا. فإنّهُ يشدّكَ ويَجذِبُكَ معه من الغلافِ إلى الغلافِ، تتنفّسُ معه وتَشعُرُ بشعورِهِ وتكتَشِفُ في كلّ صفحةٍ أنّكَ ترى نورًا آخرَ، ومفهومًا آخرَ، ومعنًى آخرَ لكلِّ صفحةٍ وسَطرٍ وجُملةٍ وكَلمِةٍ.

إنّ هذا الانسيابَ مع القارئِ في إبداعيّةِ المَطرِ سرعانَ ما يحملُكَ على عربتِهِ المُطهّمَةِ، ويسيرُ بك في الغاباتِ، فوقَ السّهوبِ، ويبلغُ بكَ أعلى القممِ ثمّ ينحدرُ معكَ ساقطًا كالمَطرِ على أرضٍ عطشى إلى السّلامِ وإلى الأمنِ والاستقرارِ وهدوءِ الكونِ.

إنّها سارةُ ذاتُ الاسمِ على المسمى، التي تبعثُ السرورَ والفرحَ والابتهاجَ في القلوبِ، والتي تكتشفُ وجهَهَا النّازلَ من السّماءِ نزولَ الوَحيِ على الأنبياءِ. إنّ سارةَ التي تحاولُ إنقاذَ الإنسانِ، كلِّ إنسانٍ، من الشّرورِ والحروبِ والوَيلاتِ والجوعِ والعَطشِ والدّمارِ، تجدُ الكوارثَ تحيطُ بالإنسانِ وهو لا يفعلُ شيئًا لإنقاذِ نفسِهِ، ولا لإنقاذِ دُنياهُ ولا حتى مُستقبلِهِ المتمثلِ بمستقبلِ البشريّةِ. إلى أين نحنُ سائرونَ، أإلى الهاويةِ التي لا قرارَ لها؟ أم إلى جحيمِ الفناءِ وغياهِبِ النّسيانِ؟

إنّ الرجلَ الطّائرَ هو الرّوحُ الهائِمَةُ التي تقفُ بالمرصادِ لضمائِرِ البشرِ، إنّهُ الضّميرُ المُتحرّكُ الذي يدعو إلى الإخلاصِ والصّدقِ ويحثّ إلى العملِ والجهدِ وعدمِ الخمولِ والكسلِ. إنّه لا يحقِدُ ولا يَكرَهُ بل هو رسولُ سلامٍ ووئامٍ، مبعوثُ ودٍّ وصداقةٍ، مندوبُ تقارُبٍ وحسنِ جوارٍ.

  • الْمَطَرُ – إصدارُ دارِ الْهدى كفر قرع – 2015- وَبِدعم  مَنْ  مُؤَسَّسَة "أكوم".
    التّرجمةُ للْعبريّةِ والتّدقيقُ اللّغويّ: بروريا هورفيتس - الرّسوماتُ للطّبعةِ الْعربيّةِ والْعبريّةِ: سهاد عنتير - طربية

  • ضمنَ مشروعِ أدبِ الصّغارِ والشّبيبةِ، صدرَ للْمبدعِ وهيب وهبة الْكتبُ الْآتيةُ:  الطّبعاتُ الأولى: أميرةُ الفراشاتِ- 1996- كتابُ الْأبوابِ- 2002 – علبةٌ منْ ذهبٍ– 2009 – علبةٌ منْ ذهبٍ - بالْعبريّةِ - 2012- وطنُ الْعصافيرِ - 2014 - بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْعِبْرِيَّةِ -  الْمَطَرُ – إصدارُ دارِ الْهدى كفر قرع – 2015 - بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْعِبْرِيَّةِ.

  • وعشراتُ المْؤلّفاتِ الشّعريّةِ والمْسرحيّةِ للْكبارِ بالْعربيّةِ والتّرجماتِ الْعالميّةِ.

 



 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


تجربتي في تعليم اللغة الإنجليزية كتب:د غزال أبو ريا

تجربتي في تعليم اللغة الإنجليزية كتب:د غزال أبو ريا

الثلاثاء 20/05/2025 11:14

عملت معلماً للغة الإنجليزية في مدرسة الحكمة الثانوية -سخنين -واللغة الإنجليزية جواز سفرنا للعالم وللأكاديميا ولكل من يريد أن يندمج في الأبحاث في مجالا...

ترامب في المنطقة... صفقات ضخمة وخلافات محسوبة بقلم: هاني المصري

ترامب في المنطقة... صفقات ضخمة وخلافات محسوبة بقلم: هاني المصري

الأحد 18/05/2025 20:14

تكتسب زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المنطقة العربية أهمية كبيرة، لأنها أوّل زيارة خارجية له بعد إعادة انتخابه، ولطبيعة الملفّات التي ستُبحث خلا...

أمن إسرائيل لا يضمنه إلا السلام العادل - بقلم: فهيم أبو ركن

أمن إسرائيل لا يضمنه إلا السلام العادل - بقلم: فهيم أبو ركن

الأثنين 12/05/2025 19:07

يمر رئيس وزراء حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة بنيامين نتنياهو في أصعب مراحل حكمه، إذ خاض ويخوض حروبا ومواجهات في عدة جبهات منها الجبهة الحمساوية في غ...

الدكتور غزال سيرة ومسيرة حياة  مشرفة. بقلم: المربي شفيق كيال.

الدكتور غزال سيرة ومسيرة حياة مشرفة. بقلم: المربي شفيق كيال.

الأحد 11/05/2025 20:56

كلمتي هذه ، تحمل من المعاني ما يفوق الكلمات، لنكرّم إنسانًا أعطى من وقته وجهده وفكره الكثير، وترك بصمة لا تُنسى في كل موقعٍ خدم فيه، فكان المعلم، والم...

ألف باقة ورد” – لمسة وفاء في يوم الممرض العالمي

ألف باقة ورد” – لمسة وفاء في يوم الممرض العالمي

السبت 10/05/2025 19:56

في مبادرة إنسانية، إجتماعية قيمية وتربوية مميزة، نظّمت جمعية “المبادر ”  فعالية احتفالية ليوم الاثنين الموافق 12/5/2025 بمناسبة يوم الممرض العالمي

ماذا وراء تسريب التسجيل الصوتي للرئيس عبد الناصر في هذا الوقت ومن المستفيد؟ زياد شليوط

ماذا وراء تسريب التسجيل الصوتي للرئيس عبد الناصر في هذا الوقت ومن المستفيد؟ زياد شليوط

الخميس 01/05/2025 20:21

ضجت العديد من وسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية وانشغلت بشكل يدعو للدهشة بتسجيل صوتي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أثن...

عاش الرئيس ممسكًا بكل مفاتيح السلطة - بقلم: هاني المصري

عاش الرئيس ممسكًا بكل مفاتيح السلطة - بقلم: هاني المصري

الخميس 01/05/2025 19:57

انفض اجتماع المجلس المركزي وخرج ليوحي للوهلة الأولى، بما كان متوقعًا ومطلوبًا منه، وهو استحداث منصب نائب الرئيس

مصطلح التفكير خارج الصندوق كتب:غزال أبو ريا

مصطلح التفكير خارج الصندوق كتب:غزال أبو ريا

الثلاثاء 15/04/2025 15:10

في  محطاتي المهنية قدمت وأقدم ورشات لمجموعات عمل  وطواقم مختلفة في موضوع "التفكير خارج الصندوق".

استمرار الإبادة أو التهدئة؟ والوحدة الفلسطينية ونائب الرئيس بقلم: هاني المصري

استمرار الإبادة أو التهدئة؟ والوحدة الفلسطينية ونائب الرئيس بقلم: هاني المصري

الأثنين 14/04/2025 17:49

بعد أن حصلت حكومة بنيامين نتنياهو على فرصة ذهبية مكّنتها من استئناف جريمة الإبادة الجماعية بدءًا بفرض الحصار الخانق على قطاع غزة،

التفكير الإبداعي في التنظيم ...كتب:غزال أبو ريا.

التفكير الإبداعي في التنظيم ...كتب:غزال أبو ريا.

الأثنين 14/04/2025 16:53

كيف يمكن تطوير التفكير الإبداعي في المؤسسة،التنظيم ،التفكير خارج الصندوق؟.

الأكثر قراءة

المشهد: تشييع جثمان الشابة جنان سليمان يوم غد الجمعة بعد مصرعها بحادث تلفريك في إيطاليا

الخميس 24/04/2025 21:35

المشهد: تشييع جثمان الشابة جنان سليمان ي...
محمود عباس يهاجم حماس ويطالبها بتسليم السلاح والرهائن

الأربعاء 23/04/2025 21:55

محمود عباس يهاجم حماس ويطالبها بتسليم ال...
الحكومة تصادق على  تعيين المحامي فراس فرّاج مفوضًا للمساواة في فرص العمل في وزارة الاقتصاد والصناعة

الأثنين 05/05/2025 14:46

الحكومة تصادق على تعيين المحامي فراس فر...
بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

السبت 03/05/2025 12:44

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس...
فاجعة في دير الأسد: اقرار وفاة الطفلة راحل أسدي بعد مصرع والدتها وشقيقها بالحريق

السبت 17/05/2025 07:52

فاجعة في دير الأسد: اقرار وفاة الطفلة را...

كلمات مفتاحية

كنوز الجده كنعان عرابه جميله العمر المناسب للسماح للطفل استخدام مواقع التواصل الإجتماعي دانون سفير الامم المتحدة اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه وسام فيتسو غاده كمال اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه خط صفد اخبار عالميه اخبار عالمية عالميات انتخابات تركيا اعتقال ارهاب تفجير انتحاري برج البراجنة مرضى السكري اكثر عرضة للاكتئاب غنايم : التمييز ضد العرب حتى في تقديم مخصصات التأمين الوطني سلطة رمان جرجير مقادير
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development