يحتفل العالم العربي والإسلامي هذه الأيام بحلول شهر رمضان المبارك، وتتميز ايام الشهر الفضيل بالعديد من الفعاليات والنشاطات خاصة خلال فترة ساعات الافطار وما بعدها، ناهيك عن مرحلة إعداد الوجبات الرمضانية في البيت لإستقبال العائلة والاصدقاء. ولكن كثيرا ما تتحوّل فرحة هذا الشهر لمأساة لبعض العائلات وذلك بسبب استعمال أطفالهم للمفرقعات النارية، مسدسات الخرز البلاستيكي والممنوعة قانونيا، وإصابات عديدة اخرى في البيت وساحة نتيجة السقوط او الحروق.
وكانت مؤسسة "بطيرم" قد قامت مؤخرا برصد إصابات الأولاد خلال شهر رمضان بين السنوات 2008 وحتى عام 2016، وذلك من خلال معطيات تم جمعها بما يسمى "مجمع معلومات الخدمة الشخصية لأمان الأولاد" والذي يستند لمعطيات تم جمعها من حوالي 12 مستشفى تم فيها استقبال عدد من الأولاد المصابين خلال قترة رمضان والذين وصل عددهم الى حوالي 658 ولدا.
وقد اعتبر "السقوط من ارتفاع" عامل اساسي لإصابات الأولاد خلال شهر رمضان بنسبة 36%، كما وان إصابات الأولاد نتيجة ركوب الدراجة الهوائية كانت اعلى في رمضان (9%) مقارنة بباقي ايام السنة (7%).
كما وتشير المعطيات ان غالبية الأطفال اللذين تلقوا العلاج في المستشفيات خلال شهر رمضان كانت نتيجة الاصابة في البيت وساحة البيت بنسبة (70%) وعلى الطرقات بنسبة (19%). ويستدل من ذلك أن احتمال تلقي طفل عربي العلاج بسبب إصابته خلال شهر رمضان أعلى بحوالي 10% من باقي أيام السنة.
وبحسب معطيات جمعتها مؤسسة "بطيرم" من خلال الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع فانه ما بين الأعوام 2008 حتى شهر أيلول 2016 تم رصد 273 حالة إصابة لأولاد وشبيبة خلال شهر رمضان من بينهم 35 حالة وفاة. وفي تحليل آخر للمعطيات يستدل ان نسبة إصابات الأولاد العرب جراء حوادث الطرق خلال شهر رمضان والتي تم نشرها في الإعلام أعلى بنسبة 46% مقارنة بباقي ايام السنة (33%). وأن 13% من الاولاد العرب اصيبوا في رمضان نتيجة المفرقعات والالعاب النارية وغيرها. وان حوالي 29% من الاولاد العرب اصيبوا في البيت وساحة البيت خلال شهر رمضان مقارنة بباقي ايام السنة (20%).
ومن معطيات بطيرم يستدل ايضا ان الإصابة من المفرقعات والألعاب النارية تعتبر الابرز من بين الإصابات الاخرى والتي تحدث نتيجة عدم وجود رقابة بالغ او احد الاهل.
من هنا تحذر مؤسسة "بطيرم" وتطالب الاهل بضرورة مراقبة الأولاد وعدم شراء او استعمال المفرقعات، فاستعمالها يسبب ضررا صحيا لهم كبتر الأصابع وحروق في الوجه واليدين. كما تحذر اصحاب الحوانيت والباعة المتجولين في البلدات العربية من بيع المفرقعات ومسدسات الخرز للأطفال، فإن بيعها ما زال منتشرا بلا رقيب، رغم كون ذلك مخالفة قانونية وجنائية يعاقب عليها القانون.
[email protected]