استضافت الكلية الأكاديمية تال حاي نهاية الأسبوع المئات من الطلاب العرب واليهود في البلاد في اليوم المفتوح الثاني منذ بداية السنة أمام الجمهور للتعرف على التخصصات العلمية والاجتماعية التي تتميز بها الكلية والواقعة على رابية من أجمل المواقع في شمال البلاد وعلى مطلة من جبل الشيخ وهضبة الجولان، ووفرة من الخضرة تحيط بها وعلى امتداد الشوارع المؤدية لها.
الكلية الاكاديمية والتي تحتضن اليوم المئات من الطلاب الوسطين العربي والدرزي، فقد تخرج منها الالاف أيضا في تخصصات عديدة ومهمة كونها الأكثر تفهما للطالب العربي ولاحتياجات المجتمع العربي والدرزي، من التخصصات العلمية والاجتماعية المختلفة، والابحاث والمسارات، ويلمس الطالب العربي الاهتمام الكبير من القائمين على الكلية من إدارة ومن رؤساء أقسام والمحاضرين ومركز السلام والديمقراطية الذي يسعى الى تقديم كل المساعدات لهم.
ايلي كوهين مدير عام الكلية الاكاديمية تل حاي والذي التقيناه يتجول بين الطلاب الزائرين في جنبات واقسام الكلية قال: "نرحب بكم في اليوم المفتوح للمرة الثانية خلال هذه السنة والذي تنظمه الكلية الأكاديمية تل حاي والتي تعتبر من أقدم الكليات المستقلة في البلاد، وواحدة من أكبر وأفضل كليات البلاد".
والاكاديمية في تال حاي توفر للطالب مسارات وتخصصات اجتماعية، وتخصصات علمية، ويضم قسم العلوم عدداً كبيراً من الاختصاصات بالإضافة الى مراكز أبحاث عملية ونظرية، وهو تنوع غير موجود في الكليات الأكاديمية بشكل عام وما يميز هذه الكلية مستواها التعليمي العالي، والعمل بمساواة تامة بين طلابها العرب واليهود، وهذه السنة تم فتح مجال مسارات اخرى ومنها مسار جديد بالاتفاق مع مركز السلطات المحلية في البلاد، وبدعم من وزارة الداخلية وذلك للانخراط في اعمال السلطات المحلية والالتزام للطالب بعد الانتهاء من الدراسة العمل بأحد السلطات المحلية 4 سنوات مع شروط عمل ممتازة، ويمكن بالموازاة مع ذلك دراسة علم الاقتصاد ومسار المجالات المتعددة ".
وأضاف ايلي كوهين: "يهمنا جداً أن تكون الأجواء مريحة للطلاب في الكلية، بغض النظر عن انتمائهم أو المكان الذي يأتون منه، فنحن نؤمن بالتنوع والفسيفساء الذي يتكون منه المجتمع ككل، ونبذل جهوداً كبيرة للوصول الى الطلاب في الوسط العربي، ونشجعهم أن يأتوا إلينا، ويشاهدوا بأم أعينهم، وأن يسمعوا من الطلاب العرب عن الدراسة بالكلية والاجواء التي يعيشونها، ونحن نلمس في السنوات الأخيرة اقبالا كبيرا من الوسط العربي والدرزي على الكلية، وذلك بسبب الأجواء التي يعيشها الطلاب معا في رحابها ونحن سعداء بذلك".
وأشار كوهين: "استطعنا قبل سنتين ان نقنع وزارة المواصلات بتسيير خطوط حافلات من ثلاث مسارات من مدينة عكا والعفولة والناصرة لنقل الطلاب الراغبين بالذهاب والاياب بنفس اليوم لمنازلهم دون حاجة لتغيير مكان سكناهم، وننصح كل طالب عربي يتسجل للكلية بأن يقوم بالتسجيل أيضا لسكن الطلاب لضمان مكانه بالسكن".
شعاع يعقوب طالبة من قرية الجش سنة ثانية تدرس موضوع قوى بشرية وعلم القيادة ومجالات متعددة تتحدث عن مستوى التعليم العالي والمعاملة الراقية التي يتلقاها الطالب العربي وخاصة من الادارة والسكرتاريا وطاقم المحاضرين، وتضيف: "نحن نشعر أننا نعيش بأجواء رائعة وبدون تفرقة وتم تذليل جميع الصعوبات التي تواجه الطالب العربي والمجالات العلمية واسعة وهناك مركز للدعم والمرافقة خلال سنوات الدراسة".
سليمان خطيب محاضر منذ 2001 في تل حاي يحمل لقب الدكتوراه في الكيمياء العضوية ويعمل في الكلية قال: "فتحنا مسار جديد بيو تكنولوجيا "الكيمياء الطبية" واعتقد ان الكيمياء مهمة جدا والابحاث المرافقة لها، أيضاً مهمة لطلابنا ان يكتسبوا ذلك، وموضوع البيو تكنولوجيا عندنا هناك عدة مسارات، مما يساهم بالتعمق بالكيمياء وتزويد الطلاب معلومات الكيمياء العضوية والغير عضوية والتحليلية، والبيو خيميا ويتم استخدام مختبرات الابحاث في مجالات الكيمياء العضوية والتحليلية، وايضا لدينا مسارات بيو تكنولوجيا الزراعية، وخلال السنوات الاخيرة نشعر بارتفاع ملحوظ باهتمام طلابنا العرب في مجالات العلوم ولدينا اكثر من 20% من الطلاب هم من بلداتنا العربية، واكثر ما يواجه الطالب العربي صعوبة هي اللغة العبرية، وأشعر أن الكلية توفر كل امكانياتها لتقليص الفجوة والتغلب على هذه المشكلة".
ألين ونى طالبة سنة ثالثة اقتصاد وادارة قوى بشرية: "أشعر أنه خلال السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة لتوجه الطلاب العرب للمواضيع المختلفة بالكلية، وأشعر أن ادارة الكلية تعمل على زيادة العدد من طلابنا العرب وأنا أشجعهم الانخراط والتسجيل فيها، وأن الجميع سواسية بين جدران الكلية ويتوفر سكن للطلاب والطالبات، والسفريات من والى الكلية متوفر، والاجواء هنا مريحة وايضا هناك مركز للسلام والديموقراطية الذي يساعد الطلاب العرب، وبإمكان طلابنا التأقلم بالجو التعليمي، وضمن الكلية هناك قسم خاص يتابع شؤون الخريجين وبالذات العرب ويساعد في دمجهم لأماكن العمل، وهو امر لا يمكن أن نجده في كليات او جامعات اخرى بالبلاد".
امير ادري مدير التسويق في الكلية قال: "أنا سعيد جدا بأني أرى الطلاب من الوسط العربي والدرزي بيننا ونؤكد بأن الكلية تعيش اجواء اخوية رائعة، وكلية تال حاي هي احدى الكليات الكبرى في البلاد وهي كلية مدعومة والاقساط الجامعية مشابهة لأقساط الجامعات تتضمن مسارات في اللقب الأول وللقب الثاني، وتتضمن مركز ابحاث من اكبر مراكز الابحاث العلمية في البلاد، وهناك مسار جديد يتعلق بتأهيل طواقم العمل في السلطات المحلية، وهو برنامج رائع ويمكن الطالب دراسة المواضيع بشكل مجاني، ويتلقى الطالب منحة شهرية بقيمة 2000 شاقل، واتفاقية للعمل 4 سنوات في أحدى السلطات المحلية عند الانتهاء من الدراسة، وهو برنامج خاص للكلية الاكاديمية بتال حاي".
الأستاذ عبد الحليم زعبي المستشار للكلية قال:" الكلية تبذل كل جهد مستطاع لتسهيل امور الطلاب من مجتمعنا، من خدمات عامة وسفريات ومنح دراسية وسكن الطلبة، والكلية تحاول استقطاب الطلاب في تخصصات علمية لكي تضمن لهم فرص عمل بعد التخرج، وفي الكلية مركز التوجيه المهني حيث يساهم في مساعدة الطلاب في المواضيع العلمية المناسبة، وبالإضافة للتخصصات والمسارات العلمية والاجتماعية في الكلية الا انه اضيف هذه السنة تخصصات جديدة ومن اهم تلك المسارات ما يتعلق بمسار تأهيل طواقم للعمل في السلطات المحلية في البلاد، ويهدف الى تأهيل شبان يعملون في ادارة السلطات المحلية ذوي كفاءة وخبرة عالية، والكلية الاكاديمية تال حاي هي الكلية الوحيدة الحاصلة على هذا البرنامج بدعم وزارة الداخلية، وتسعى الكلية بأن تكون متجددة واضافة برامج ومسارات جديدة، والكلية بازدهار مستمر والاجواء مريحة والمساعدات والمنح المادية التي يتلقاها الطلاب متميزة وتهدف الى دمج الطالب العربي بالأجواء الدراسية وتكريس اوقاته للدراسة".
البروفيسور حسن عزايزة المحاضر بقسم علوم البيئة في الكلية، قال: "أعمل محاضراً في علوم البيئة والتكنولوجيا، وهذه المواضيع علمية ومهمة، والكلية تمنح ألقابا عالية (BEC) في المجالين، واذا اخذنا العلوم البيئية فبالإمكان العمل في عدة مجالات ومنها قسم المياه العادمة وقسم النفايات الصلبة، واستخلاص المنتجات المختلفة، والمنتجات العضوية يمكن استخلاص الطاقة منها، وبالإمكان تحويل المياه العادمة الى مياه صالحة، ونحن من البلدان المتقدمة في معالجة المياه العادمة واعادة استعمالها، اما موضوع البيو تكنولوجيا، فإننا نتواجد في المختبر ونعالج الطحالب، كما ويهتم موضوع البيو تكنولوجيا باستخلاص أدوية معينة والطالب بإمكانه العمل بهذه المجالات وإمكانية العمل بشكل عام موجودة في الأبحاث والمصانع التي تتعامل مع مواضيع بيئية مختلفة، وأنا أنصح بدراسة موضوع البيئة التكنولوجية ".
وأضاف عزايزة: "كلية تل حاي من الكليات المهمة في البلاد وتعاملها مع الطلاب تعامل حسن ونسبة الطلاب العرب فيها اليوم تزيد عن 20% ويدرسون مواضيع مختلفة، نتفهم طلابنا من أي بيئة قادمون الينا ونوجههم بشكل علمي الى اهمية الموضوع والمحفزات للطالب العربي، فالبيئة التعليمية حسنة وممتازة وهناك مساعدة للطلاب من السنة الأولى حتى الأخيرة وإمكانية تحصيل المنح هو أمر وارد ومتوفر، والطالب الذي نشعر بأنه يعاني من اللغة نساعده بمشاركة اخصائيين الذين يساعدونه بشكل يومي، وكل مشكلة تواجه الطالب يمكننا معالجتها ونشرح للطالب الامكانيات ومستقبل الموضوع الذي سيتخصص به".
الدكتور جمال محاجنه المحاضر في قسم علم التغذية في تل حاي قال:" علم التغذية يهتم بالتغذية السليمة والطلاب المنتسبين للقسم بعد 3 سنوات ينهون الشهادة الاولى ويقدمون على الستاج ويكون بعدها اخصائي تغذية وبإمكانه ان يعمل في المستشفيات، وصناديق المرضى او عيادة خاصة ومن المهم ان المنتسب لموضوع التغذية ان يكون دارس لمواضيع الرياضيات او موضوع علمي كيمياء او بيولوجيا وهناك زيادة ملحوظة لتوجه الطلاب العرب للموضوع، ونحن نعمل على زيادة العدد من طلابنا العرب بهدف ان نزيد التوعية في التغذية السليمة ونشجع لهذا الفرع ليكون مجتمعنا صحي ومتطور، والجميع سواسية والاجواء هنا مريحة وبإمكان طلابنا التأقلم بها، بل هناك دفعة قوية للطالب العربي ومساعدات في التعليم واللغة والقضايا الاجتماعية والاقتصادية، وهناك قسم خاص يتابع شؤون الخريجين وبالذات العرب ويساعد في دمجهم لأماكن العمل، وهو امر لا يمكن أن نجده في كليات او جامعات اخرى بالبلاد".
[email protected]