يعاني عدد كبير من الناس من اضطرابات في النوم لأسباب تراوح بين العادات السيئة التي تودي إلى الأرق، إلى المشكلات الطبية التي تعطل دورة النوم بالكامل. وإذا كنت لا تشعر بالراحة في الصباح، فعليك مراجعة الطبيب، لأنّ عدم الحصول على قسط كاف من النوم يهدّد صحتك وسلامة جسدك، وفق ما ذكر موقع " webmd".
تؤثّر قلة النوم على كلّ جزء من حياة الإنسان، وتسبّب مخاطر عدة منها حوادث السيارات ومشاكل في العلاقة الاجتماعية وضعف في الأداء الوظيفي والذاكرة واضطرابات في المزاج. كما تشير دراسات متنوعة إلى أنّ اضطرابات النوم تسبّب أمراض القلب والسمنة ومرض السكري.
ومن أبرز أعراض اضطرابات النوم:
- الشعور بالنعاس الشديد خلال النهار
- صعوبة في النوم وفي الاستيقاظ
- الشخير
- التوقف عن التنفس لفترة وجيزة وغالباً أثناء النوم
- الشعور بعدم الارتياح وبخاصة في الساقين، وهو اضطراب في الجهاز العصبي يؤثر في الساقين، ويعرف بمتلازمة تململ الساقين.
تنقسم دورة النوم إلى مرحلتين: مرحلة حركة العين السريعة وهي مرحلة الحلم ومرحلة حركة العين غير السريعة وهي فترة النوم العادية. وتشكّل المرحلة الأولى 25% من فترة النوم وتمتد غالباً إلى وقت أطول في الصباح. أمّا الـ75% المتبقية فهي فترة النوم العادية الهادئة بعيداً من الحلم. وتصيب اضطرابات النوم هذه الفترة بشكل مباشر.
وبجسب ما ذكر الموقع، تختلف الحاجة لعدد ساعات النوم بين شخص وآخر، إلّا أنّ المعدّل العام هو كالتالي:
- 12-15 ساعة للرضع
- 11-14 ساعة للأطفال بين 1- 3 سنة
- 10-13 ساعة للأطفال بين 3 -5 سنة
- 9 -11 ساعة لتلاميذ المدارس بين 6 -13 سنة
- 8- 10 ساعات للمراهقين بين 14 -17 سنة
- 7 -8 ساعات للبالغين
وقد يشعر البعض بصعوبة في النوم لليلة واحدة أو ليلتين، لكن عندما تمتد المشكلة لوقت أطول، يكون ذلك دليلاً على الأرق. ويعتبر ذلك اضطراباً للنوم الأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة الأميركية ويوثّر في ثلث البالغين. ففي كثير من الحالات، يرتبط الأرق بالعادات السيئة قبل النوم كاحتساء القهوة مساء أو التدخين أو تناول الأطعمة الثقيلة وغيرها من العادات. كما تؤدي مشكلات الصحة النفسية كالاكتئاب والقلق والتوتر إلى الأرق. ولسوء الحظ، تسبب بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج هذه الحالات مشكلات في النوم. أمّا العوارض الصحية التي ترتبط بمشكلة النوم، فهي: التهاب المفاصل وحرقة في المعدة وآلام مزمنة والربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن وفشل القلب ومشاكل الغدة الدراقية والاضطرابات العصبية مثل السكتة الدماغية والألزهايمر والباركنسون. ومن أسباب الأرق أيضاً، الحمل وانقطاع الطمث.
ومن أعراض اضطرابات النوم التي ذكرت سابقاً، سلّط الموقع الضوء على متلازمة انقطاع التنفس النومي التي تتمثّل بانقطاع التنفس مراراً وتكراراً أثناء النوم، فتؤدي إلى الانتقال من مرحلة النوم العميق إلى مرحلة النوم الخفيف. ومن أعراض هذه المشكلة، الشعور بالنعاس الشديد خلال النهار، والهلوسة أثناء النوم، كما قد يشعر الشخص بصعوبة في التحرك خصوصاً عند الاستيقاظ.
بعد كلّ هذه المعلومات التي عرضت سابقاً، إذا كنت تعتقد أنّ لديك اضطراباً في النوم، فأخبر طبيبك عن الأمر للتأكّد. قد يطلب الطبيب أن تكتب تفاصيل عن العادات اليومية لمدة أسبوع واثنين، تتضمّن:
- ساعة الدخول للنوم والاستيقاظ من السرير
- فترة النوم وفترة البقاء مستيقظاً داخل السرير
- ماذا أكلت وشربت وفي أي وقت
- مستوى الانفعال والإجهاد
- قائمة الأدوية التي تتناولها
عندما يتأكّد الطبيب من التفاصيل التي سجّلتها، قد يحيلك على عيادة النوم للخضوع لاختبار البوليسومنوغرام الذي تسجّل خلاله نشاط الدماغ وحركات العين والتنفس. أمّا بالنسبة إلى انقطاع التنفس أثناء النوم، فيعالج بواسطة آلة الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP) التي تبقي الشعب الهوائية مفتوحة، فيساعد ذلك في النوم براحة وهدوء. أمّا إذا كانت المشكلة نفسية كالأرق والتوتر والاكتئاب فتعالج من خلال التدريب على الاسترخاء وتهدئة التنفس ومعدلات ضربات القلب وتحسين المزاج، وغالباً ما يكون ذلك عبر ممارسة التمارين الرياضية واليوغا أو الخروج مع صديق والتحدث براحة. وفي ما يتعلّق بممارسة التمارين الرياضية، فيفضّل أن تكون في فترة بعد الظهر وليس قبل النوم لأنّ ذلك قد يكون له تأثير معاكس ويبقيك مستيقظاً.
ومن العادات السيئة التي ذكرت، ويجب تجنبها: تناول الأطعمة الدسمة قبل النوم، لأنّها تسبّب الكوابيس والأرق. لذا قبل 4 إلى 6 ساعات من النوم، تجنّب تناول الكافيين، بما ذلك القهوة والشاي والصودا، والأطعمة الثقيلة أو الكثيرة التوابل والكحول. ويمكنك استبدال هذه الأطعمة بأخرى مفيدة كتناول وجبة خفيفة غنية بالكربوهيدرات أو شرب الحليب الدافئ أو البابونج اللذين يرفعان حرارة الجسم ويشعرانك بالنعاس.
لذا للتمتع بليلة نوم هادئة، خذ حماماً دافئاً، اشرب كوباً من الحليب الدافئ، تمدّد في السرير واسترخِ.
[email protected]