في اعقاب الارتفاع الحاد في ظاهرة انتشار اطلاق النار والمفرقعات على انواعها في كل مناسبة او حتى دونها في كل قرية ومدينة عربية وفي اعقاب ما تسببت به هذه الظاهرة من نتائج مؤلمة ومؤسفة تصل احيانًا حد المس بحياة الآخرين توجهنا الى الشرطة للتعقيب على ذلك وطرحنا عدة اسئلة اهمها مدى المسؤولية والأهمية التي تعطيها الشرطة لهذه الظاهرة وما اذا كانت تتخذ اجراءات بحق من يتجاولها ويطلقها خاصة في ضوء الأخطار التي تتسبب بها ..وجاء في تعقيب المتحدثه باسم الشرطة للإعلام العربي لوبا السمري :"ان ظاهرة إطلاق المفرقعات ورشق الألعاب النارية في الحفلات والاحتفالات المختلفة في الأعراس وليالي رمضان والأعياد المختلفة ، هي ظاهره بحد ذاتها وهي لا تقل خطورة عن اطلاق الرصاص الحي وان كانت قد استبدلت بشكل جزئي ظاهرة إطلاق العيارات النارية الحية والرصاص في المناسبات المختلفة.وفي هذا الصدد اود ان اوضح ، أنه ليست هنالك معطيات رسمية دقيقة لدى السلطات المعنية والجهات المختصة حول حجم هذه الظاهرة ومدى انتشارها، إلا أن الناظر إلى مجتمعنا العربي من الخارج يكاد يجزم أنه ليس هنالك حفل واحتفال ومناسبة وعرس واحدة تخلو من هذه الظاهرة المقلقة" .
وتابعت السمري :" انه في نفس السياق ، واضح ان استخدام المفرقعات محظور حيث يمنع القانون الإسرائيلي استخدام أو حيازة هذه المفرقعات والالعاب الناريه – على اختلاف أنواعها – إلا لمن كان مؤهلا للتعامل معها، كما يمنع استخدام الوسائل التي يصدر عنها أي صوت يشبه أصوات الانفجار، بسبب ما يمكن أن يسببه من إزعاج وخوف لدى المواطنين".
واشارت السمري الى :"ان هنالك مرسومًا صادرًا عن وزاة الصناعة والتجارة لعام 1987 ، ينص على منع إنتاج، استيراد، تسويق، وحيازة الألعاب الخطيرة. وينص بند خاص في هذا المرسوم على حظر التعامل مع الألعاب الشبيهة بالأسلحة الحقيقية كالبنادق والمسدسات، بالإضافة لمنع حيازة المفرقعات والكرات المتفجرة والمساحيق القابلة للانفجار وغيرها. وبغية تطبيق هذا القانون تم تشكيل لجنة تابعة لوزارة الصناعة والتجارة تعمل بالتعاون مع الشرطة على ضبط ومصادرة هذا النوع من الألعاب الخطيرة.كذلك يشار الى انه من المفارقات التي نشاهدها ، ان الجمهور لا يستخلص العبر من المآسي التي نجمت عن هذه المفرقعات والالعاب ولا حتى الطلقات النارية الحية . كما ان الاجراءات القانونية تكاد لا تردع. فلا يكاد يخلو عرسٌ او مناسبة او احتفال من اي منها كما أنها تكاد لا تغيب عن أي عيد او حفل عام حيث تنطلق عشرات الطلقات والرصاصات الحية في الاعراس والاف المفرقعات في كل دقيقة إلى الهواء، ولا بأس لو ذكرنا أن ليالي الشهر الفضيل – شهر رمضان- الوشيك وبالذات في الكثير من بلداتنا وقرانا العربيه ، باتت تئن وتحن لسماع صوت ذكر اسم الله وهي تقع بالذات تحت وطأة صوت المفرقعات التي تبدأ بالانطلاق مع غروب الشمس، لتتوقف مع بزوغ فجر اليوم الثاني". وفي ما يخص الأطفال قالت السمري :" المأساة الكبرى هي أن الأطفال والشباب وحتى الكبار - ممن تعرضوا لأذى هذه المفرقعات وسببت لهم جروحا وصلت حتى درجة شديدة ومميتة من اطلاق النار والرصاص الحي , فإن المفرقعات تسببت بكثير من الإصابات حرقا أو بترا لأصبع أو يد، أو فقدان العين, وهؤلاء المصابون لا يشكلون عبرة لأحد. وهذا يعود وعلى ما يستشف من خلاصات ابحاث مختلفه الى اعتمادها كوسيله وطريقه للتعبير – لدى بعض الشرائح المجتمعية - تحمل بطياتها مدلولات مختلفة عن المستوى الاجتماعي والحالة التراثية العرفية المألوفة وحتى الاقتصاديه والثقافية ، ومع اننا نشاهد انها ظاهره لا تقتصر على طبقة دون أخرى".
وفي واق المسؤولية قالت السمري:" الحقيقة ان التعبير عن الفرح والبهجة والغبطة والسرور بهذه الطريقة الخطرة والمؤذية والمزعجة، إن دل على شيء، فإنه بادئ ذي بدء يدل على ضآلة وتدني حجم ومستوى المسؤولية تجاه أفراد المجتمع الآخرين، وتجاه الحضور في المناسبات والحفلات والاعراس السعيدة وعلى اختلافها.والى كل ذلك وغيره فان الشرطة ومن جهتها، تواصل بذل كافة الجهود والمساعي والنشاطات المتاحة امامها والرامية اولاً واخيرًا الى الحفاظ على سلامة كافة افراد الجمهور في بشتى انحاء البلاد ، جنبا الى جنب ، نشير الى انه وبطبيعة الحال ، لا يمكن لأي شرطة في العالم وضع شرطي في كل مكان وزمان معطى وكذلك لا يمكنها التنبؤ بما يجول في خاطر شخص ما يقف بزاوية ما ووسط حفل او عرس ما وعليه وباطار مساعينا الرامية لمكافحة استخدام وحيازة السلاح غير القانوني والعنف على شتى اشكاله وصوره ومسمياته نحن نواصل بذل كافة المساعي الجلية العلنية الظاهرة والخفية السرية المختلفة المتاحة امامنا من اجل الحد من معالم هذه الظاهرة ولا يوجد حفل او مناسبة او عرس في البلاد خارج عن هذا الاطار العام".
واضافت السمري مشددة :" اننا ولاجل انفاذ القانون نقوم بالتشديد على اجراءات المرسوم الخاص بالمفرقعات وكل ذلك ضمن اعمال الشرطة وحرصها على احقاق النظام وسلامة الجمهور العام وأملاكه، إلا أن مجمل الحاصل يشير إلى أن العلاج الصحيح والناجع لكافة سياقات هذه الظاهرة هو الدمج بين جهود كافة الجهات، والفئات , ابتداءً من الأسرة في المنزل، مرورا بجهاز التربية المنهجي واللامنهجي، والسلطات المحلية والدوائر الاجتماعية والصحية، وفوقهم جميعا الوجهاء ورجال الدين واصحاب الفكر.ونحن نأمل من قيادة الجمهور عامة، والعربي خاصة، مواصلة إسماع صوتهم بصورة واضحة وحازمة ضد شتى جوانب ومدارج وسياقات هذه الظاهرة، وكذلك غيرها من الظواهر المجتمعية السلبية" .
وختمت السمري تعقيبها بالقول:" أخيرا اشدد ومنعا لاي من الالتباسات وبصورة لا تقبل التأويل ان هذه الظاهرة إن كان اسمها "ألعاب نارية"، فالحقيقة هي أن المفرقعات ليست ألعابا بقدر ما هي "نارية" مثل الرصاص الحي وبالغة الخطورة، وكم من مناسبة سعيدة وحفل وعرس تحول إلى مأتم بسبب خطأ وقلة خبرة باستخدام السلاح والرصاص الحي والذي هو اصلا وبالعادة غير قانوني وكذلك الامر باستخدام المفرقعات، وكم من ضحية بريئة، صغارا وكبارا , دفعت ثمن أخطاء غيرها وقد آن الاوان لكي نستخلص العبر ونتعلم جميعنا من تجارب ونوائب الآخرين وكل من يعتقد أن آتّخاذ الموقف يعني آلجلوس في آلمنزل مستنكفا، مستنكرا , شاجبا , مكيلا الاتهامات , لا يعوّل عليه ..وكفى لنا جميعنا قوله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم : { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون } صدق الله العظيم"
[email protected]