كشفت عبير حامد ربيع، استشارية طب الأطفال ، أن جملة "اللي يضربك اضربه" التي كثيراً ما يقولها الوالدان لأطفالهما لها تأثير سلبي عليهم، لأن رد العنف بالعنف هو خطأ كبير، بل قد يحوِّل الطفل إلى شخص عدواني.
وقالت ربيع: إن التصرف الأفضل هو أن نعلمه كيف يرد العنف عن نفسه، مثلاً بالإمساك بيد المعتدي حتى لا يستطيع التطاول عليه، والخروج فوراً من المكان الذي يجمعه بالمعتدي، والتوجه مباشرة إلى المسؤول في المدرسة، أو إلى أحد والدَي الطفل المعتدي في حال كان موجوداً مع أهله.
وأضافت: "علينا أيضاً أن نحرص على تعليمه كيف يتجنب أصلاً المقدمات التي يمكن أن تنتهي بممارسة العنف، مثل اللعب العنيف، والمزاح بالضرب، كذلك عدم التعامل من قريب مع الأطفال والأشخاص الذين يُعرف عنهم ممارسة العنف والعدوان". وأشارت إلى أنه يجب تعليم الطفل كيف يقطع كل بداية للتعامل العنيف بالدعوة إلى مناقشة الأمر بدلاً من التطاول بالضرب.
أما أم الطفل ودورها في الدفاع عن ابنها، فعليها، كما تقول الاستشارية ربيع، أن تتصرف بحكمة ووعي بعد حدوث الاعتداء على ابنها، وإجراء حوار مع الطفل أو الشخص المعتدي عليه لمعرفة الأسباب والدوافع، ثم التعامل مع الأمر بعد تفهُّم شخصيته، ومسببات العنف لديه إن أمكن، كذلك يجب أن تتحاور مع طفلها المعتدى عليه لدعمه نفسياً، ولتُشعره بأنها تقف معه.
وقالت: على الأم أن تتواصل مباشرة مع أهل الطفل المعتدي، خاصة إذا تكررت حوادث الاعتداء من قِبله على ابنها. أما عن تعامل الوالدين مباشرة مع الطفل المعتدي، فتؤكد أنه يجب أن يكون عبر حوار هادئ، وبأسلوب بسيط يناسب سنه ليفهم المطلوب منه.
وبالنسبة إلى تأهيل أطفالنا لكي يستطيعوا التعامل مع مثل هذه المواقف، ترى الاستشارية ربيع، أنه "لابد بداية أن يتعلموا من خلالنا أن الأسلوب الهادئ هو لغة الحوار، والتعامل الأمثل، وأنه قد يحدث أن نقابل أشخاصاً يتَّسمون بالعنف والعدوانية، لذا يجب أن نتعلم كيفية تجنب المشاحنات معهم، وأن أسلوب المزاح باليد والضرب ليس الأسلوب اللائق ولا المقبول أبداً.
ودعت إلى ضرورة تعليم أطفالنا أساسيات الألعاب التي يستطيعون من خلالها أن يدافعوا عن أنفسهم في حال اعتدى عليهم أحدهم دون إحداث أي أذى كبير بالطرف الآخر، كما يجب تعليمهم أن الغذاء السليم أساس الحصول على الجسم السليم، والعقل السليم، لذا يجب عليهم ترك العادات الغذائية المضرة.
وأنهت الاستشارية ربيع كلامها بالقول: "يجب علينا أن نغرس في أبنائنا أن العقل هو السيد في منظومة حياتنا، ولو اتفقنا أو اختلفنا، علينا الاحتكام إلى العقل والمنطق لا العنف ولو كان لانتزاع حقٍّ".
[email protected]