فى نزهة أرادها سيد من سادة الرومان على شاطئ بحر وقت الغروب , إصطحب معه بعضاً من جنوده وعبداً حكيماًً ,وسيده يعلم حكمته, ولذالك أراد سيده أنْ يسمع منه حكمته ,, ولكنّ العبد المرقوق فاجاءه بعكس ذالك بعد أن أخذ العبد منه الأمان .
وقد كان العبد وقتئذ يعلم أن سيده لا ينقض عهداً , ولولا أقوال أفلاطون وأرسطو اليونانيْن رغم أنّه من الرومان, والعادات والتقاليد الرومانية المستحكمة التى تحولتْ إلى طقوس مقدسة فى معاملة العبيد الوحشية,لكان لسيده شان آخر فى مسألة الرقيق........
أُّيها القرّاء لا تنسوا ان المشهد وقت الغروب عند شاطئ البحر ...
قال السيد ...
ألا ترى يا هذا حمرة الشمس عقيقاً أحمراً او مرجاناً كخاتمى الملكىْ هذا.
أو كلون الدم يسرى ويتدفق فى عروقى وقلبى هذا ( والسيد يومأ نحو اصبعه وعروقه وقلبه وهو يتكلم ) , أو زينة من أزهار المرجان أستنشق عبيرها فتطيب جسدى ؟.
تهبنى كل نعمة يا ( هذا ) ثم تغرب لتتركنى فى ليل انعم فيه بالنساء والسمر والخمر والرقص والغناء.
قال العبد..
أرى فى غروب الشمس أنّها نذير نومى فى زنزانة مصفّد الاغلال بين الفئران والحشرات بعد كدّ يوم طويل فى نقل الحجارة وانا اُضرب بالسياط على ظهرى يا سيدي.
يأتى الليل لأبكى على ضحكاتك أُّيها السيد العزيز, وأرقص رقصة المذبوح على لحن موسيقاك وأنت ترقص ملتذّا يا سيدى ,وتلهو بى كدميتك
فى حمرتها , قطر الدم يسفك من شرايينى وعروقى, فتشقق جلدى, ويزيد تشققا,حال غروبها ,فتاخذ دمى معها ,فأُصبح دميماً قبيحاً لايشمّنى أحدٌ إلا تاذّى وتافّف من نتن الرائحة.
تهبك لون خاتمك ولكنّها تنزع منى انسانيتى .
تتمتع بالنساء مرتعشاً من اللذّة وأنا أتراقص معذباً محرومًا على لحن لذاتك
.....
قال السيد ..
ألا ترى البحر ؟
يتمطّى بصلبه فيقترب منى حبّاً وودّاً , يرمينى بغب مائه وتتطاير دفقات من مائه فتسقط قطراتها على وجهى انساً وطيباً .
المْ ترَ تراقص أمواجه ؟ كم ذكّرنى برقصتى سامرا فى الليل.
الم ترَ تلاطم أمواجه احتضانا وحبا ؟ كم ذكّرنى بامائى يالليل.
الم ترَ يا هذا لونه الازرق ؟
كم ذكّرنى بياقوتتى الزرقاء التى تضئ فى نفسى وروحى .
الم ترَ يا حقير كم فى أعماقه من الكنوز واللألئ .
كم أعطى الخير لى لانى شريف ؟ وكم سرتُ بسفينتى فى بطنه فسيّرنى ودفعنى وأخرجنى على شطآنه عزيزا قديرا .
قال العبد...
يتمطى بصلبه ليدفع منه قروش البحر لتأكلنى يا سيدى, وانت تأكل حتى بعد الشبع يا سيدى.
تتطاير دفقاته شظايا من لهيب تشوه وجهى كتلك اللطمات المتتاليه منك يا سيدى ..
تتطاير شظايا من لهيب كالشعلة التى حمّلْتنى ايّاها يوما لاتقاتل بها مع زميلى المسكين من العبيد مثلى ..
فكنا نحترق وانتم فى رنين متواصل من الضحكات
نحترق وتضحكون سيدى العزيز الاكبر ...
وما فى أعماقه الا ظلام حالك كظلام نفوسكم الذى يجرى فى كل كيانكم ..
طقوس سيدى .. طقوس ...
ظلمات نفوسكم طقوس تادونها تقربا لآلهتكم المزعومة سيدى ..
وما تلاطم أمواجه سيدي ؟
كنا فى يوم أوقفتمونا انتم الأسياد فى صفّين من العبيد ومعنا الحرابى والسيوف ثم اطلقتم صفارتكم العمياء إيذانا بالإلتحام والتقاتل فكنا ندفع بعضنا بعضا أملاً فى الحياة
هذا هو طلاطم الأمواج سيدى ..
ودمائنا كانتْ زبد بحرِك أُّيها السيد الوفى فى كلمتك ..
كنوز ولآلى ... كنوز ولآلى ..
ألم نحضرها لكم بعد معارك شرسة مع القروش والحيتان ..
من وهبك سيدي ؟
كنا نموت غرقى ونطفو حتى نتعفن وانتم تلبسونها وتكنزونها وتتطيبون بالطيب مع الزينة ..
قال السيد ..
كم فى الثرى من حياة ؟
وكم فى الرياح من نسائم .؟
وكم هى الحياة جميلة التذ بانهارها ورياضها ونسائها وما ذالك الا من صنائع يدى وبعلم اوتيته من عندى؟
قال العبد ..كم فى الثرى من قبور.
وكم فى الرياح من عواصف كانت تلفحنى وانا حامل الثلوج التى تبرّد حلوقكم وعروقكم
يا سيدى ..
يا مالكى ..
قال السيد ..
لولا انى امّنتكَ لقتلتُك من اول وهلة فحاذر ..
قال العبد لولا انك امّنتنى لما قلتُ لك هذا يا سيدي
وسوف ياتى يوم نرى فيه نحن العبيد ذاك العقيق الاحمر فى الشمس وننعم بدفقاته التى تروينا وتثلج صدورنا ..
سوف ياتى يا سيدي وننعم بآدميتنا ... سوف ياتى
ابراهيم امين مؤمن
[email protected]