لم ينتهِ التوتر الحاصِل بين رئيس بلديّة شفاعمرو، أمين عنبتاوي، وأعضاء كتلة المعارضة المُشكّلة من 11 عضوًا، فقد نوقشت ميزانيّة العام 2017 لبلدية شفاعمرو، مساء أول من أمس الأربعاء، وامتدت الجلسة لأكثر من خمس ساعات، تمّ خلالها عرض وجهات نظر مختلفة، بالأساس من المعارضة التي قدمت ملاحظاتها وتحفظاتها أمام رئيس البلدية والجمهور الذي تابع الجلسة في بثٍ حيٍ ومباشر.
استمعَ رئيس بلدية شفاعمرو والأعضاء والجمهور للمداخلة التي قدمها محاسب البلدية، نزيه شحادة، الذي أعدّ ما يزيد عن 2200 بند للنقاش.
وعد رئيس البلدية الجمهور بالشفافيّة التامة والعمل لتصحيح أي خلل أو تقصير، خاصةً أنّ هناك ضرورة لتلبية احتياجات المواطنين الشفاعمريين، الذي وصل عددهم اليوم لأكثر من 40 ألف مواطن، بينما يتهم البعض الإدارات السابقة أنها لم تعمل كفاية في مجال البنى التحتية، في المقابل أبدى أعضاء المعارضة (الـ11 عضوًا) عدم رضاهم على ملاحظات محاسب البلدية.
وقال رئيس بلدية شفاعمرو، أمين عنبتاوي، إن الميزانيّة التي اقترحناها شملت 2200 بند، تمّ تفصيلها في الكُتيب الذي أُعد خصيصًا للمناقشة، وكي يسهل على الجميع الاطلاع على التفاصيل، وبعد النقاشات التي دارت في أروقة البلدية، أقرّت المعارضة 15 بندًا من أصل 2200 بند، بما فيها زيادة منح للطلاب الجامعيين، وزيادة الميزانية المخصصة للفرق الرياضيّة، وطلب زيادة وظيفة جزئية لمهندس، وزيادة أربعة موظفين، لكنّ المعارضة لم توضِح مصدر الميزانية التي ستُصرف لصالح هؤلاء الموظفين.
وأضاف رئيس البلدية أنّ الجلسة أديرت بشكلٍ مهني، مع الحفاظ على القواعد والأصول والأنظمة المتبعة في إدارة جلسات رسميّة من هذا النوع، وهي أكثر مرّة يشارك المواطنون فيها، إضافة لأعضاء المجلس البلدي والمهنيين من أقسام البلدية المختلفة، تأتي هذه الخطوة من باب حق الجمهور بالمعرفة بما يتعلّق بالميزانية.
يُشار إلى أنّ توصيات لجنة المالية التي عقدت عدة جلسات، لبحث الميزانيّة وتقديم ملاحظاتها وتوصياتها، قدمَت 15 توصية فقط، منها خمسُ توصيات قدمها رئيس البلدية، بينما قدّم المحاسب الميزانيّة بناءً على توصيات رئيس البلدية، حسب تعليمات وزارة الداخلية والتي تشمل عددا البنود المذكورة سابقًا.
وجاء في رد رئيس البلدية: أؤكد كما قلت في جلسة المجلس وأكررها، أنّ هدف المعارضة عرقلة وإفشال وتعجيز عمل البلدية، وهي ضربة للمصلحة العامة وللبلدة والمواطنين. ولا أعرف على ماذا يدل هذا الأمر. وأتساءل لماذا تقدِّمون توصية، نحنُ سبقناكم في تقديمها، أليس هذا تضليلا؟، والدليل على ذلك مِنح الطلاب الجامعيين، ودعم الفرق الرياضيّة وكرة القدم، بينما تتجاهلون أنّ 15 سنة، قبل تسلُمنا للبلدية، كانت هي مرّة واحدة يتيمة، حصل خلالها طلاب الجامعة على منحة من البنك العربي بمبلغ 600 شيكل. وعندما نقول نريد الحفاظ على نسبة جباية مُرتفعة، يرفضون، وهذا ينطبق أيضًا على الرياضة، فلأول مرّة في تاريخ بلدية شفاعمرو، تضاعفت خلال سنة واحدة ميزانيّة الرياضة، وكنّا شدّدنا أنّه إذا كانت نسبة الجباية مستمرة في الارتفاع، فسنرفع منح الطلاب الجامعيين إلى مليون شيكل، وسنزيدها بنسبة 20%، أي 300 ألف شيكل، لكنّ المعارضة رفضت، إذ ترفض أي شيء يأتي إيجابيًا من البلدية وإدارتها والأعضاء الأربعة، بالرغم من أنهم هم مَن طلبوه، كما تمّ تقديم اقتراحات قدمها بعض المعارضين، من كتلة ما يسمى الـ11، إذ طلبوا أمورا معيّنة، وافقنا عليها رأسًا، لأنّ فيها مصلحة عامة.
واتهم عنبتاوي المعارضة لا هدف من النقاشات التي تطرحها المعارضة سوى التخريب على رئيس البلدية وإدارتها. هذه الأمور ليست مصلحة شخصيّة لرئيس البلدية، وإنما مصلحة للبلدة، إذ لا يهمهم الحُفر التي تشكل خطرًا، أو الأعمدة المتساقطة، أو تصريف المياه، ولا يهمهم أن ينتظر الجمهور شهرًا كاملا، هذا هو الخط الموجه من قبلهم وهذه هي بوصلتهم، أعضاء من هذا النوع لا يهمهم أن يخربوا على رئيس البلدية، حتى لو كان الثمن خراب البلدة بكاملها.
وفي تعقيبه على طريقة إدارة رئيس البلدية، قال ممثل كتلة المعارضة، زهير كركبي، إن إنّ نقاط الضعف التي رأيناها في الميزانيّة أولا في مجال الرياضة، فرئيس البلدية هو الذي يحضِّر الميزانية وليس المحاسِب، بالتنسيق مع المحاسِب، لم يضع مبلغًا كافيًا للرياضة، فقررنا زيادة الميزانية للرياضة مليون ونصف المليون شيكل، وبخصوص المِنح للطلاب الجامعيين لم تكن الميزانية كافية، فرفعناها لمليون شيكل، بالإضافة لقسم الصحة، فالبلدة اليوم تعاني من في مجالات الصحة والنظافة، وطلبنا زيادة أربعة عمال نظافة، رغم أنه غير كافٍ، وسيتم في القريب شراء مكنسة لتنظيف الشوارع، ولاحظنا أنه كان هناك تعيينات للأسف الشديد، ليست في محلها، وهذه التعيينات تؤدي إلى تبذير في خزينة البلدية، لذا أوقفنا التعيينات، لأننا نرى أنه بدل أن نضيف وظائف التي اعتبرها فواتير انتخابية، يجب أن تذهب لأماكن أخرى، هذه إحدى الأمور، وفي أحد البنود بند الحدائق، تمّ تخصيص 50 ألف شيكل للحدائق، وهو مبلغ لا يكفي، لذا طلبنا 100-150 ألف شيكل، مع العلم أنّ هذا الأمر غير كافٍ، فشفاعمرو بحاجة لأكثر من ذلك في هذا المجال.
وأضاف أنه تطرقنا لعدة بنود التي وجدنا بها خللا، نتحدث عن ميزانية المعارف، ونحنُ ننظر إلى نتائج امتحانات البجروت هناك تدني في النتائج، وتوقعت من رئيس البلدية كونه جاء من سلك التربية والتعليم أن يأخذ في أولى اهتمامه قضية التربية والتعليم، ولكن كانت اهتماماته الانتقام الشخصي من موظفي البلدية، فنحنُ نعرف عداوته لرئيسة قسم المعارف، ومحاولة إقصائها وتجاهله لها، وهذا أمر سلبي، وأيضًا توقعت منه أن يستكمل ترميم القلعة، فهي كنز سياحي، لكن أول خطوة له حين قمنا بإضاءة القلعة بمبلغ 60 ألف شيكل، لكنّ الرئيس طلب وقف الإنارة بالقلعة، وقال أنه سيخصص لها مبلغ 350 ألف شيكل، وهو عمليًا أهدر 60 ألف شيكل، من خلال صرفها، ولم يضيء القلعة، ومن الصعب لوجستيًا إضاءتها بالكامل، مع ذلك كان التوقع أن يهتم بموضوع التربية والثقافة، والأهم في الماضي أن د. عزمي بشارة كان يتحدث عن حكم ذاتي ثقافي، ونحنُ في الفترة السابقة أقمنا دار الثقافة والفنون، وكنا مستقلين، لكنّ أمين عنبتاوي يحمل أجندة بناء مركز جماهيري، ويكون تابع للمراكز الجماهيرية للوسط اليهودي، وجاء بشخص قام بتعيينه، ليدير المركز الجماهيري، من خلال جمعية، ونعرف المراكز الجماهيرية، فهناك تراجع كبير حتى في الوسط اليهودي والأجندة تختلف عن أجندتنا. نحنُ نريد استقلالية في قراراتنا الثقافية، وللأسف أمين عنبتاوي ومن يرافقه، أتوا بالمراكز الجماهيرية على شفاعمرو، والتي لا تحمل أجندة وطنية وإنما أجندة إسرائيلية، وصهيونية في كثير من الأحيان، وهذا الأمر قمنا بمعارضته، لكن لا يزال منذ ثلاث سنوات وكأنه المشروع الكبير للرئيس.
وأنهى كركبي أنّ قلقي من تحضير الميزانية التي تعطي رئيس البلدية أن يتعامل بها ويتصرف حسبها خلال السنة، لكنّ التجاوزات التي كانت في 2015 و2016، كبيرة، ما يعكس فوضى وعدم مهنية في التعامل، إذ لا يعقل أن رئيس بلدية في بنود معيّنة لم يكن فيها أي شيكل، يصرف الملايين ويكتب شيكات ويوقع عليها. كأعضاء في المعارضة كنا حريصين على ميزانية البلد، وهي ليست للائتلاف أو المعارضة، والبنود التي رأينا أننا يجب أن نعززها وندعمها وبحاجة لتقوية نحنُ رفعنا ميزانيتها.
زاهي كركبي
أمين عنبتاوي
[email protected]