رغم أن العملية الأخيرة التي "خطف" في سياقها ثلاثة مستوطنين لم تكن الأولى في تاريخ إسرائيل إلا إنها وبكل المقاييس مختلفة حيث اعتاد الإسرائيليون تأجيل نقاشهم وجدلهم وخلافاتهم السياسية إلى ما بعد انتهاء العمليات وظهور نتائجها لكن العملية الأخيرة سجلت ضمن ما سجلته تصدعا في جدار التضامن الإسرائيلية حيث اندلع الجدال السياسي والنقاش العام بعد اقل من أسبوع على عملية "الاختطاف" ولم ينتظر استجلاء مصير المستوطنين الثلاثة وفقا لتعبير التقرير المصور الذي بثته يوم أمس" الجمعة " القناة الإسرائيلية الثانية تحت عنوان " بلاد المستوطنين ودولة تل أبيب .
كتب الصحفي الإسرائيلي "رعنان شكد" على صفحته الخاصة "فيسبوك " قائلا "هؤلاء المجانين الذاهبون للسكن في المناطق" فيما نشر شاب اخر يبدو انه خدم في وحدة الناطق بلسان الجيش "بوست " على صفحته جاء فيه "مجموعة من المجانين توقف سيارة للسفر مجانا منتصف الليل"، وجاء في احد الأعمدة المنشورة على موقع " واللاه" الالكتروني ان مسؤولية الخطف تقع على عاتق من لا يقدر المخاطر ويتجاهلها في إشارة للمستوطنين الثلاثة .
ولم يتأخر رد المستوطنين على هجوم دولة تل أبيب وقال نائب مدير عام مجلس مستوطنات الضفة الغربية "يغال تسيلموني"، واصفا من يهاجم المستوطنين الثلاثة بالخسة التي يفيض بها دالهم ونفسهم "ان دواخل هؤلاء تفيض بالخسة والحقارة ومن يكتب هذه العبارات الصغيرة يقدم لنا عمليا خدمة لأنها تحول أصحابها إلى متطرفين والى "شباب التلال" في دولة تل أبيب "- كتب نائب مدير مجلس المستوطنات .
وحتى "ستاتوس" صغير نشرته عضو الكنيست "ستاف شبير" على صفحتها الخاصة على موقع "فيسبوك"، قالت فيه "سافرت للتضامن مع عائلة نفتالي ابن السادسة عشر فوجدت عائلة قوية وقلت لها بأننا جميعا ومن كافة المعسكرات السياسية نقف معها " ولم يتأخر رد شباب دولة تل أبيب كثيرا حيث نال ما كتبته عضو الكنيست الى الكثير من التعليقات مثل "يكفيك علاقات عامة" و " أنا شخصيا لا شاعر بأي تضامن مع المستوطنين ".
ولم يحدث هذا النقاش في فراغ بل تأسس في كثير من المقالات الصحفية كما كتبت الصحفية "رفيت هكت" في عامودها في صحيفة "هأرتس" وخرجت فيه ضد سعي اليسار الإسرائيلي وشعوره بالحاجة الدائمة لان يجد لنفسه مكان تحت شمس الإجماع الوطني الإسرائيلي، وقال "إن عملية الاختطاف عمل مدان وعمل إرهابي، والإرهاب هو عمل مقيت بغض النظر عن الجهة التي تقوم به وبغض النظر عن الجهة التي يستهدفها لكنني اعتقد بان واجب منتخبي الشعب من أحزاب اليسار بان يتذكروا بان عملية الاختطاف الأخيرة لم تحدث في فراغ ولم تأتي من العدم ".
واظهر الصحفي "ارئيل سيغل" مدى الإحباط الذي يعيشه جمهور المستوطنين هذه الأيام، وقال " إذا اخترت وان تركز اهتمامك على لحظة الاختطاف وظروف الاختطاف وان توبخ المخطوفين فان هذا يعني شيئا واحدا، وهو انك لا تحمل ذرة تعاطف معهم وتنتظر اللحظة لتوجيه الصفعة ".
واختتمت القناة الثانية تقريرها بالقول "حدث صدع أخر او اكتشف صدعا أخر في جدار التضامن الإسرائيلي أو كما قال "عاموس بيدرمان" دولة تل أبيب مقابل بلاد المستوطنين وبالعكس".
[email protected]