بعد مئة ساعة على اختفاء المستوطنين الثلاثة شرعت اسرائيل بتنفيذ خطة للتطهير السياسي في الضفة الغربية ، مطلعها استهداف قادة ونشطاء حركة حماس في الضفة الغربية وتشمل اعضاء البرلمان والوزراء والائمة والنشطاء واساتذة الجامعات .
وقد استغل نتانياهو - الذي كان يخشى سقوط حكومته قبل حادثة الاختفاء - استغل الحادثة في تنفيذ اجندة سياسية عسكرية كانت معدّة سلفا للانتقام من حكومة رامي الحمد الله والرئيس وحماس وباقي الفصائل التي كسرت عصا الطاعة للاحتلال وشقّت طريق التوافق الوطني ضاربة بعرض الحائط كل شروط الاحتلال .
من الناحية العملية فان الاحتلال قام باعادة احتلال الضفة بالكامل ، ودخلت الدبابات الى الخليل ورام الله والبيرة ونابلس وبيت جالا وبيت لحم ودورا ويطا والظاهرية والسموع وغيرها في اكبر عملية اجتياح منذ نيسان 2002 . ما يعني ان اسرائيل لا تنفذ عملية " اعادة الاخوة " وانما تنفذ السور الواقي رقم اثنان .
من جهة اخرى فان تهديدات اسرائيل بابعاد قيادات ونشطاء حماس الى قطاع غزة تعد امرا خطيرا لم يحدث منذ ايام انتفاضة الحجارة حين قام اسحق رابين بابعاد نشطاء الحركة الاسلامية الى مرج الزهور في لبنان . وفي حال نفذت حكومة نتانياهو هذا التهديد فانها تكون شرعت في هدم النظام السياسي الفلسطيني القائم في رام الله ، وتحويل الضفة الى منطقة حرام سياسي الى حين اجبار الاردن على ابتلاعها . فيما ستصبح غزة هي الكيان السياسي الفلسطيني الوحيد بعد ان استفردت اسرائيل بالقدس وشرعت بتهويدها وعزلت الضفة ونزعت امنها واستقرارها .. وحاصرت غزة لتبقى فقيرة معوزة ومحتاجة .
ان ردود الفعل الفلسطينية والعربية حتى الان تكتفي بالمراقبة . ولكن الخطورة السياسية لما تفعله وتصرّح به حكومة نتانياهو اكبر واخطر بكثير من ضياع ثلاثة مستوطنين في قصة غير مفهومة وغامضة
نقلا عن وكاله معا
//www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=705114
[email protected]