لم تمرّ زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى العاصمة اللبنانية بيروت على خير في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هناك، بل إنها زادت من حدّة حالة الغليان والتوتّر التي تعيشها المخيمات. حيث أشار ناشطون فلسطينيون إلى أنّ زيارة عباس تركت شبهات حول صفقة أمنية مع الجيش اللبناني للتعامل مع مخيمات اللاجئين.
يذكر أنّ أبو مازن تواجد في لبنان لمدة 3 أيام، التقى خلالها بمسؤولين بحث معهم ملفّات سياسية وأمنيّة هامة، وقد أكّدت الأنباء أنّ عباس لم يلتق بأي مسؤول في مخيمات اللجوء. حيث طالته إنتقادات كثيرة بسبب عدم زيارته ولو واحدًا من مخيمات اللجوء الـ12 الموجود في لبنان، ولم يتطلع على معاناة شعبه، مفضلًا مقابلة نجوم برنامج أراب آيدل، بحسب ما أكّده ناشطون ومحللون.
يشار إلى أنّ الأوضاع داخل المخيمات الفلسطينية تفاقمت وازدادت سوءًا خلال زيارة عباس، خاصة في مخيم عين الحلوة، الذي شهد اشتباكات عنيفة ومسلّحة بين فصائل فلسطينية وأسفرت عن مقتل شاب وإصابة أربعة أشخاص بينهم طفل.
وفي العودة إلى زيارة عباس إلى لبنان، والتي تعتبر الزيارة الأولى لرئيس عربي بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للبنان، في أواخر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي. فقد رافق الرئيس الفلسطيني وفد رفيع المستوى، ضم كلاً من عضو اللجنة المركزية، عزام الأحمد، ورئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء ماجد فرج؛ ما طرح علامات استفهام كبيرة حول وجود هذا الأخير ضمن أعضاء الوفد.
ورغم الغموض الكبير الذي شاب الزيارة، إلا أنّ وسائل إعلام لبنانية كشفت أن الرئيس الفلسطيني عرض على نظيره اللبناني صفقة تقضي بدخول الجيش اللبناني إلى المخيمات الفلسطينية والسيطرة عليها بشكل كامل. حيث أكّدت صحيفة الجمهورية الصادرة في بيروت، في وقت سابق، أنّ عباس عرض على الحكومة اللبنانية صفقة يقوم الجيش اللبناني بموجبها بدخول المخيمات الفلسطينية وسحب سلاحها، مقابل وقف عزل مخيم عين الحلوة.
وكان عباس قد أكّد خلال زيارته لبيروت رفضه وجود السلاح بيد الفلسطينيين في المخيمات وخارجها، نافياً مسؤولية الحكومة الفلسطينية عن السلاح الموجود في تلك المخيمات، معتبراً أنّ من حق الحكومة اللبنانية أن تسحب كل السلاح الموجود داخل وخارج المخيمات، وبرّر ذلك بأن الفلسطينيين في لبنان في حماية الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية، لذلك لسنا بحاجة إلى سلاح، على حدذ تعبيره.
صور من احداث مخيم عين الحلوة
[email protected]