تولـّى الصحافي رجا زعاترة، عضو قيادة الحزب الشيوعي والجبهة، مؤخرًا، رئاسة "لجنة الإعلام والعلاقات العامّة" في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل.
وبحسب تعريفها الرسمي، فإنّ هذه اللجنة "تركّز نشاطها في التوجه الى الرأي العربي المحلي والإسرائيلي والدولي، بما يشمل التواصل ومخاطبة المحافل الدولية، الإقليمية، المحلية، الإسرائيلية والعربية، الرسمية وغير الرسمية، إضافة إلى الأجسام الشعبية، لنقل واقع الجماهير العربية في ظل القهر والتمييز، وممارسة الضغط على حكومة إسرائيل لتغيير سياساتها والاستجابة للمطالب المشروعة الجماهير العربية". كما "تعمل اللجنة على مخاطبة المجتمع اليهودي الإسرائيلي، لتبيان مواقف المواطنين العرب وصدّ سياسة التحريض ضدهم". وهي واحدة من اللجان التسع المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، والتي تتناوب على رئاستها مركّبات لجنة المتابعة.
يُذكر أنّ زعاترة (مواليد حيفا 1978) هو سكرتير منطقة حيفا للحزب الشيوعي الإسرائيلي وعضو اللجنة المركزية للحزب، وعضو مكتب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. درس في كلية الحقوق بجامعة حيفا وانخرط في الحركة الطلابية وانتُخب رئيسًا للاتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب الفلسطينيين في إسرائيل (2000-2001). عمل محررًا في صحيفة "الاتحاد" (2004-2011) ناطقًا بلسان لجنة متابعة قضايا التعليم العربي (2002-2015) ومديرًا للحملة الإعلامية للقائمة المشتركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. كان من قادة الاحتجاج الاجتماعي عام 2011 وأحد مؤسّسي لجنةBDS 48" " (مقاطعة من الداخل) عام 2012، إضافة إلى نشاطه في العديد من الأطر والهيئات الوطنية والديمقراطية، كاللجنة الشعبية للدفاع عن المقدّسات الإسلامية في حيفا، واللجنة اليهودية-العربية "حيفا ضد العنصرية"، وفي التصدّي لمخططات الخدمة المدنية واستدراج الشباب العرب من أبناء الطوائف المسيحية للخدمة العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
التدويل في مواجهة الأبارتهايد
وباشر زعاترة مهامه في الأسابيع الأخيرة، في ظلّ موجة هدم البيوت العربية في الجليل والمثلث والنقب، ونشاطات لجنة المتابعة العليا والفعاليات الكفاحية والاحتجاجية التي تنظمها. وقال زعاترة إنّ تدويل قضية الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل، والتي تشكّل أقلية وطن أصلانية حسب التعريفات الدولية، قد بات حاجةً موضوعيةً مُلحّة، في ظل توجّه المؤسسة الحاكمة في إسرائيل إلى تبنّي سياسات أبارتهايد صريحة دون أية مساحيق "ديمقراطية". وهناك قفزة نوعية في هذا الجانب على مستوى نشاط لجنة المتابعة العليا وكذلك القائمة المشتركة، وهذا جهد هام ما زال في طور البلورة ويمكن إغناؤه باجتهادات عديدة، دون أن ننسى الأساس وهو النضال الشعبي على أرض الوطن، كما في المظاهرات الضخمة الأخيرة في عرعرة وقلنسوة والنقب وفي تل أبيب أيضًا، وفي مسيرة السيارات التي أغلقت شارع عابر إسرائيل (شارع 6) قبل أسبوعين.
وعن مخاطبة المجتمع اليهودي، قال زعاترة: تفيد تجربة حرمات التحرّر الوطني للشعوب والأقليات المستعمَرة والمضطهَدة أنّ عليها، إلى جانب تمتين وحدتها الوطنية الداخلية، أن تسعى لبناء تحالفات مع القوى التقدّمية بين شعوب الدولة والأنظمة المستعمِرة والمضطهِدة. وهذا ما حدث في الجزائر وفييتنام ضد الاستعمار الفرنسي والغزو الأمريكي، وكذلك في جنوب أفريقيا حيث تحالف الشعب الأسود مع القوى التقدمية من البيض ضد نظام الفصل العنصري. ولقد راكمت جماهيرنا العربية تجارب هامّة في النضال المشترك منذ أيام الحكم العسكري مرورًا بمرحلة يوم الأرض وحتى أكتوبر 2000 مع القوى التقدّمية اليهودية المعادية للصهيونية والمناضلة ضدها وضد ممارستها العنصرية ضد الشعب الفلسطيني وضد الجماهير العربية. ويتأسّس هذا الحوار على الندية والاحترام المتبادل والجنوح من واقع الاحتلال والعنصرية والتمييز إلى مستقبل السلام العادل والمساواة التامّة والعيش المشترك.
وأشار إلى أنّ لجنة المتابعة العليا تعتزم تنظيم مظاهرة كبيرة في تل أبيب أو القدس الغربية، في الأسابيع القريبة، ضد الهجمة الحكومة الشاملة على الجماهير العربية، وضد سياسة هدم البيوت تحديدًا.
[email protected]