قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، في خطابه في مهرجان قلنسوة، في اليوم العالمي لدعم حقوق جماهيرنا، إن ظهرنا بات الى الحائط، ولم يعد مكان نتراجع اليه، وليس أمامنا سوى التقدم في المعركة، مشددا على أن هذه السياسات العنصرية الاقتلاعية. ليست خللا في الصهيونية بل هي جوهر الصهيونية.وقال بركة، إننا لم ننعم يوما في وضع مريح في الحياة أمام هذه الدولة، التي بدأت الحياة معها بنكبة شعبنا، ونحن في هذه المرحلة لا نشهد أي جديد، بل هو تصعيد لكل ما نواجهه على مر عشرات السنين، وهذا يصب في جوهر العقلية الصهيونية، التي تريد اقتلاع شعبنا، وفق مقولة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وبعد ذلك، هم يريدون تجميع أكثر ما يمكن من العرب على اقل ما يمكن من أرض. وقال، إن إسرائيل معادية لوجودنا طيلة الوقت، بمعنى أن ما يجري ليس خللا في الفكر الصهيوني بل هذا جوهره.
واستعرض بركة سلسلة من القوانين الأخيرة التي تسعى الحكومة الإسرائيلية لإقرارها، مثل قانون نهب الأراضي الفلسطينية في الضفة، المسمى قانون "التسويات". وقانون التنظيم والبناء الجديد، المسمى قانون كامينيتس، الذي يريدون منه تقليص صلاحيات المحاكم، ووضع الصلاحيات بأيدي موظفي وزارة الداخلية بهدف تسريع جرائم التدمير، بمعنى أنهم يريدون مصادرة حتى حق الصرخة، الموجود في القانون المشوّه أصلا. كما أن الحكومة ستبحث قانون رفع الأذان، وهو قانون نرفضه وسنواجهه، بأي صيغة كانت، ونرفض مجرد طرحه على الحكومة، سواء تم تشريعه أم لا.
وقال بركة، إن هذا يتم بموازاة التحريض المتواصل من شخص بنيامين نتنياهو وحكومته، حتى بلغت به الوقاحة أن يتهمنا بحرق وطننا والكرمل، فالكرمل هو لنا والشجر فيه لنا، ومن يحرق الأخضر واليابس هو هذه الحكومة.
وقال بركة، إن العنصرية تستشري في الشارع الإسرائيلي، وتصل الى حد الوقاحة، كما رأينا هذا في شبكة متاجر "رامي ليفي"، الذي يوزع أكياس نايلون مجانا، فيها تمجيد للجندي المدعو أليئور أزاريا، قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف في الخليل، رغم أن المحكمة العسكرية الإسرائيلية ادانته بالقتل. ودعا بركة الى موقف وطني موحد، وهو أن من يشتري من شبكة المتاجر هذه يساهم في دعم هذا الجندي. ونحن باسم لجنة المتابعة نقول بشكل واضح، إن هذه الشبكة يجب ان تكون مُقاطعة، لأنه لا يمكن أن نسمح بالتعامل مع من يبيح دمنا. وأن على جماهيرنا أن لا تبحث عن الأرخص، مقابل ترخيص كرامتها.
ارتباط اليمين الاسرائيلي بالفاشية
وقال بركة، إن العديد من حركات النازية والفاشية الجديدة تسعى للاستيلاء على السلطة في عدد من الدول الأوروبية، وتسجل انجازات في كل انتخابات تجري هناك. كذلك فإن دونالد ترامب وصل الى الرئاسة بدعم مباشر من هذه الحركات المنتشرة في الولايات المتحدة، وهي ليس راضية كفاية، بكل الاجراءات التي يتخذها ضد العرب والمسلمين والعمال والفقراء، وتطالب بالمزيد.
وتابع بركة، ولكن لننتبه الى أن اليمين الإسرائيلي على علاقات وثيقة مع هذه الحركات الفاشية في أوروبا، وقبل أيام استقبل حزب الليكود أحد مسؤولي الحزب العنصري في فرنسا. ونحن لسنا بحاجة الى قرائن كي نثبت أن إسرائيل تتقدم بخطى ثابتة نحو النظام الفاشي. ونحن لا نريد دب الرعب بين جماهيرنا، ولكن علينا أن نؤكد أن ظهرنا الى الحائط، ولم يعد مكان نتراجع اليه، وليس أمامنا سوى أن نتقدم. ونحن ليس لدينا دبابات ولا راجمات، ولكننا لسنا عُزّل، فنحن أصحاب الحق والوطن والضمير، نحن نريد أن نعيش مكرّمين معززين شامخين، وفي هذه المعركة ليس أمامنا أي امكانية للتراجع. وحيا الوقفة الجماهيرية الواسعة بعد جرائم التدمير في قلنسوة وأم الحيران.
[email protected]