يوصي الأطباءُ بأخذ التطعيم ضد مرض الأنفلونزا لكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في الرئة والقلب والسكري والكبد وفقر الدم، ومن يعانون من ضعف المناعة مثل من هم تحت تأثير علاجات كيماوية كعلاج لمرض السرطان أو الذين يتناولون أدوية تحد من نجاعة جهاز المناعة.
ويتطلب مرض الأنفلونزا من الجسد مواجهة جدية، غير أن المصابين بأمراض مزمنة وضعيفي المناعة يعانون من مخزون وظيفي للأعضاء والأجهزة غير كاف لمواجهة الأنفلونزا، ومن الممكن أن تسبب العدوى إخفاقا في عمل الأجهزة الرئيسية في الجسد ما قد يؤدي إلى مضاعفات سلبية للمريض.
وأظهرت معطيات نُشرت يوم الثلاثاء الماضي، أن التطعيمات ضد الأنفلونزا التي أعطيت للمراجعين في العيادات الطبية هذا العام، لم تكن ناجعة ومجدية بالقدر الكافي، فرغم التطعيم ضد الأنفلونزا أصيب عدد من الناس بالمرض.
وتبين أن التطعيمات التي قُدمت في صناديق المرضى المختلفة، لم تحتو على جميع المركبات المحصنة للجسد ضد الأنفلونزا، الأمر الذي زاد في نسبة المصابين بهذا المرض، وتسبب بأزمة كبيرة داخل أروقة المستشفيات.
في كل عامٍ ترسل منظمة الصحة العالمية لوزارة الصحة الإسرائيلية تحديثا بشأن أنواع الأنفلونزا المتوقعة في المنطقة في فصل الشتاء، من أجل إتاحة الوقت لوزارة الصحة أن تمنح التطعيم اللازم مع مركباته الصحيحة، في شهر كانون الأول/ ديسمبر.
وعن الأسباب التي أدت إلى فشل التطعيم هذا العام، قال د. درويش عبد القادر من الطيبة، إن التطعيم ضد الأنفلونزا في كل عام يفشل بنسب معينة، لكن بنسبة أقل مما فشل به هذا العام.
كيف يجري اختيار التطعيمات؟
يجري اختيار التطعيمات عادة، حسب معطيات وإحصائيات طبية وعلمية، حيث يتم تجهيز وتحضير التطعيمات المناسبة للفيروسات التي كانت دارجة في العام السابق. الإشكالية التي حصلت هذا العام في التطعيم ضد الأنفلونزا، والتي تخضع الآن للبحوث العلمية، حصلت بسبب فيروسات جديدة غير معروفة في هذه البلاد ولم تكن معرّفة في العام الماضي، وللمعلومية فإن الفيروسات ذكية جدا إذ تقوم كل فترة بتغيير صفاتها الوراثية كي تقاوم المضادات الكيميائية والتطعيمات.
كيف تقرأ أن نسبة المُحصنين من الأنفلونزا هذا العام كانت عالية نسبيا، ولم تمنع انتشار المرض؟
نسبة المحصنين من الأنفلونزا كانت هذا العام أعلى ونسبة المصابين في الأنفلونزا كانت عالية مقارنة مع العام الماضي، لكن إذا سألنا أنفسنا هل هذا فشل وإهمال؟ أقول يمكن تفسيره بأنه فشل، لكنه غير مقصود، ولا يمكن اعتباره بأنه إهمال، لأن ما حصل قد تأثر بالفيروسات الجديدة وتغيير صفاتها الوراثية.
هل من أسباب أخرى لفشل التطعيم؟
نعم، هناك سبب مهم جدا لفشل التطعيم وزيادة نسبة المصابين بالأنفلونزا، إذ يجب علينا أن نلتفت له جيدا، وهو عامل تقارب المسافات وما يسمى بالعولمة وعصر السرعة، واحتمالات نقل العدوى في هذا الصدد من بلدٍ إلى آخر أصبحت سهلة جدا وبنسب عالية، لذلك بتنا نتفاجأ بالكثير من الفيروسات غير المتعارف عليها هنا، والتي هي بالغالب أصلها من أماكن بعيدة جدا عنا، ما يصعّب على جهاز الصحة والأطباء التعامل معها بشكل فوري، وأتوقع أن هذا السبب، والأسباب التي ذكرت أعلاه، هي الرئيسية لما حصل من إشكالية بازدياد نسبة المصابين بالأنفلونزا وما يسمى بفشل التطعيمات.
أخيرا، هل من نصيحة تود توجيهها للناس؟
مرض الأنفلونزا قد يكون خطيرا لثلاثة أنواع من الناس، الأطفال والأشخاص الذين لديهم مشاكل في جهاز المناعة وكبار السن، أما الشرائح الأخرى من المجتمع فإن الأنفلونزا ليست خطيرة عليهم. الجسد العادي يقاوم الفيروس خلال 7 أيام دون أن يشكل أي خطر على صحته، وأفضل طريقة لعلاج الأنفلونزا هي الوقاية، والتي تتمثل ببقاء المريض في البيت في حال أصيب بالأنفلونزا، وأن لا تُستعمل أدوات وأغراض لمسها مصاب بالأنفلونزا، والحفاظ على تغذية سليمة غنية بفيتامين سي.
[email protected]