يستهل المنتخب الفرنسي مشواره لمحو خيبة مدينة نايسنا 2010 بمواجهة هندوراس اليوم الأحد (22 بتوقيت مكّة) في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة ضمن النسخة العشرين من نهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل.
يبدو لاعبو المنتخب الأزرق مصممين على تلميع الصورة بعد المشوار الكارثي في مونديال جنوب أفريقيا عندما فشلت في تحقيق ولو فوز واحد ودخل لاعبوها في إضراب عن التدريبات بسبب مشاكل بين اللاعبين والمدرب ريمون دومينيك ووسائل الإعلام.
تعاقد الاتحاد الفرنسي مع نجميه السابقين المتوجين باللقب العالمي عام 1998 لوران بلان بعد المونديال وديدييه ديشان بعد كأس أوروبا 2012 ونجح الأخير إلى حد كبير في إعادة اللحمة والانسجام والقتالية والروح الوطنية، وظهر ذلك جليا في مباريات التصفيات وتحديدا خلال موقعة إياب الدور الفاصل أمام أوكرانيا.
كما ظهر ذلك في المباريات الإعدادية للمونديال وآخرها أمام جامايكا الأحد الماضي عندما حققت فرنسا فوزا كاسحا 8-صفر، وأظهر اللاعبون انسجاما كبيرا من خلال الاحتفال بالأهداف مع لاعبي دكة البدلاء والجهازين الفني والطبي موجهين رسائل إلى الجماهير على أنهم أكثر تصميما للظهور بوجه مشرف خاصة أولئك الذين كانوا سببا في الخيبة قبل 4 أعوام في مقدمتهم باتريس إيفرا.
لكن فرنسا ستخوض العرس العالمي في غياب نجمها مهاجم بايرن ميونيخ الألماني فرانك ريبيري حيث تلقت ضربة موجعة قبل أيام قليلة من المونديال بانسحابه لعدم تعافيه من إصابة في أسفل الظهر، ما اعتبر خسارة كبيرة بالتأكيد بالنظر إلى القيمة الفنية والدور الكبير الذي لعبه في التصفيات.
لكن ديشان يملك تشكيلة متوازنة بقيادة مهاجم ريال مدريد الإسباني كريم بنزيمة وإيفرا، وأغلب عناصرها من الشباب الذين يملكون فرصة التألق ولعب دور طلائعي في المونديال خاصة النجم الصاعد والواعد ليوفنتوس الإيطالي بول بوغبا ولاعب وسط باريس سان جيرمان بليز ماتويدي وزميله في نادي العاصمة يوهان كاباي ومهاجم آرسنال الإنكليزي أوليفييه جيرو ومدافع النادي الملكي رافائيل فاران.
وقال ديشان: "خسرنا لاعبا من الطراز العالمي وسبق له خوض نهائيات كأس العالم، إنه لاعب حاسم ولكن لدينا لاعبون آخرون أيضا ولدي ثقة كبيرة في مؤهلاتهم".
وأضاف: "علينا أن نثبت للجميع أن لدينا القدرة على تحقيق النتائج الجيدة حتى في ظل غياب النجوم. مصيرنا هو خوض المونديال في غياب ريبيري، ولذلك علينا التعامل مع هذا الوضع وأن نبني منتخبا قويا قادرا على المنافسة للذهاب بعيدا في المونديال أقله تخطي الدور الأول".
وشدّد ديشان على أهمية مواجهة هندوراس بقوله: "إنها المباراة المفتاح ويجب التعامل معها بجدية وحذر وتركيز كبير. إنه منتخب يلعب بقتالية كبيرة وباندفاع قوي ولكن سيكون هناك حكم في المباراة وسيتخذ القرارات اللازمة في حال التجاوزات. شاهدت مباراتهم الأخيرة أمام إنكلترا، لديهم قوة بدنية هائلة ونحن نتوقع أن يكون الأمر كذلك خلال مواجهتنا الأحد. إنها أحد نقاط القوة لدى هذا المنتخب ولكن ليست الوحيدة، فلديهم لاعبون رائعون بإمكانهم قلب نتيجة المباراة في أي وقت".
وانتزعت هندوراس تعادلا ثمينا من إنكلترا (صفر-صفر) في مباراة تلقى خلالها لاعبو ممثل الكونكاكاف 5 بطاقات بينها واحدة حمراء.
وردّ لاعب وسط هندوراس وفريق ويغان الإنكليزي روجيه إسبينوزا على ديشان مؤكدا أن منتخب بلده لا يلعب بـ"اندفاع بدني وقتالية"، وقال: "أعتقد أننا نلعب مثل جميع المنتخبات الأخرى، لسنا جلادين"، مضيفا "المنتخبات الأخرى تحاول التأثير على الحكام. بما أن هندوراس منتخب صغير، يقولون إننا نلعب باندفاع كبير. وهكذا؟ فهم يحثون الحكام على التركيز حول هندوراس وإشهار بطاقات إلى لاعبينا".
وأبلت هندوراس البلاء الحسن في التصفيات وحجزت بطاقتها المباشرة خلف الولايات المتحدة وكوستاريكا وأمام المكسيك علما بأنها تغلبت على الأخيرة على ملعب الأزتيكا وباتت أول منتخب زائر يفوز على المكسيك في عقر دارها منذ عام 2001.
لم يأتِ تألق هندوراس من فراغ فهي تملك منتخبا شابا قويا وجه إنذارا شديد اللهجة إلى المنافسين قبل عامين في دورة الألعاب الأولمبية عندما بلغ الدور ربع النهائي.
وتمني هندوراس النفس بنقل تألقها في الأولمبياد والتصفيات إلى النهائيات التي تخوضها للمرة الثالثة بعد عامي 1982 و2010 وترصد فوزها الأول في تاريخ العرس الكروي العالمي بتشكيلة تعتمد على مجموعة من المواهب الشابة.
[email protected]