يواجه سكان ثماني قرى فلسطينية في جنوب جبال الخليل، خطر التشريد والهدم لمصادرة أراضيهم بزعم أن أراضي القرى حيوية لتدريبات الجيش الذي أعلن منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي عن هذه الأراضي مناطق عسكرية.
وأصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا يجيز لما يسمى الإدارة المدنية السماح بهدم المنازل والمنشآت الفلسطينية القائمة دون تراخيص وتقع في نفوذ خط النار والمناطق العسكرية رقم 918 في منطقة جنوب الخليل.
والتمس السكن للمحكمة العليا وطالبوها باستصدار أمر احترازي يمنع سلطات الجيش من ملاحقة السكان وتشريدهم من خلال التدريبات العسكرية.
العليا بدورها منحت لمراقبي الإدارة المدنية وهم في غالبيتهم من المستوطنين، الصلاحيات لتحديد ما هي المباني والمنشآت التي تعتبرها بتخوم وبنفوذ خط النار، وبالتالي تخويلهم بإصدار القرارات بهدمها.
وطلبت العليا من سلطات الجيش الإسرائيلي مطلع العام الجاري تحضير خطة لتدريبات الجيش في منطقة جنوب جبل الخليل، بما يتضمن أقل ضرر ومضايقات للسكان الفلسطينيين بالمنطقة.
ويبدي السكان مخاوفهم من إقدام الإدارة المدنية وتحديد المراقبين من المستوطنين على تنفيذ عشرات أوامر الهدم والإخلاء لمنازل ومنشآت السكان وإجبارهم على الرحيل عن الأراضي ودفهم للسكن في يطا مثلما تقترح سلطات الجيش.
وأشارت صحيفة هآرتس إلى أنه من المفترض أن يتم نقل سكان القرى المهددة بالهدم إلى يطا والبلدات المحيطة، حيث تزعم الدولة أنه يوجد لغالبية سكان القرى مساكن دائمة في هذه البلدات.
وأضافت الصحيفة أن الاحتلال سوف يسمح لسكان القرى الفلسطينيين بفلاحة أراضيهم ورعاية مواشيهم في الفترات التي لا يجري فيها الجيش أية تدريبات في المنطقة.
وبينما أشارت الصحيفة إلى أن 4 قرى يسكنها نحو 300 نسمة تقع في شمال منطقة التدريبات سوف تظل قائمة بالرغم من أنها تسبب تقليص مساحة التدريبات وتمنع استخدام الذخيرة الحية، أشارت أيضا إلى أنه سيتم تهجير نحو 1500 آخرين من ثماني قرى.
ورغم أن هذه القرى قائمة قبل الاحتلال عام 1967، وقبل قيام إسرائيل عام النكبة، وهي قائمة منذ سنوات الثلاثينات من القرن التاسع عشر، على الأقل، إلا أن جيش الاحتلال وما يسمى بالإدارة المدنية يعتبران سكان هذه القرى كغزاة لمنطقة إطلاق النار 918.
ويؤكد سكان القرى أن 12 قرية تطورت بشكل طبيعي من سكان المغر في جنوب جبال الخليل، وبعضها أقيم قبل العام 1967، وأن العلاقة مع يطا هي علاقة طبيعية تطورت خلال السنوات في فلسطين التاريخية.
واعتاشت أجيال من سكان المغر على الزراعة والرعاية، وحافظ السكان على هذا النمط من المعيشة مع دمجه بالاحتياجات العصرية مثل إرسال أبنائهم للدراسة في مدارس يطا.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن في نهاية السبعينيات من القرن الماضي عن نحو 30 ألف دونم كمنطقة عسكرية مغلقة، يسمح فقط لسكانها الدائمين بالبقاء فيها.
وفي آب/ أغسطس من العام 1999 تلقى غالبية سكان القرى أوامر بإخلاء منازلهم بزعم أنها منازل غير قانونية في مناطق إطلاق النار. وقامت قوات الاحتلال بإخلاء أكثر من 700 بالقوة وبهدم منازل وآبار مياه وصادر ممتلكات، وأبقى الكثير من السكان بدون مأوى وبدون مصدر رزق.
وفي حينه أصدرت المحكمة العليا أمرا احترازيا يسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم بشكل مؤقت، ولكن الهدم منع عودة الكثيرين.
[email protected]