وحمل المشيعون جثمان الشهيد، بعد أداء الصلاة عليه، على الأكتاف ورفعوا العلم الفلسطيني، ورددوا هتافات تندد بجريمة إعدامه.
وكانت عائلة أبو القيعان في أم الحيران بالنقب، تسلمت صباح اليوم، جثمان الشهيد يعقوب أبو القيعان من معهد الطب الشرعي في أبو كبير، والذي قتل برصاص الشرطة خلال هدم المنازل في قرية أم الحيران يوم الأربعاء الماضي.
والى ذلك فقد حولت الشرطة بعناصرها ووحداتها الخاصة , مفرق السقاطي قرب ام الحيران , صباح اليوم الثلاثاء الى ثكنة عسكرية , حيث تواجد على المفرق عشرات سيارات الشرطة وعناصر الوحدات الخاصة .
وعبر اهالي ام الحيران والمنطقة عن غضبهم الشديد ازاء التواجد المكثف للشرطة والوحدات الخاصة على مفرق السقاطي (شوكت) معتبرين هذه الخطوة استفزازية .
وقال الشيخ رائد صلاح "الشهيد يعقوب أبو القيعان مدرسة وكلنا تلاميذه في زرع الأمل والتفاؤل والصمود".
وأضاف: "نؤكد بالقرب من قبر شهيدنا، على دلالات الآية الكريمة وقوله عز وجل" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون.."، ونقول إن الشهيد يعقوب رحمة الله عليه، قتل مظلوما واتهم بعد قتله مظلوما، وخطف بعد قتله مظلوما، الا لعنة الله على الظالمين الذين قتلوه والذين اتهموه والذين خطفوه مع حفظ اسمائهم ومناصبهم في الدنيا والاخرة".
وتابع الشيخ رائد: "أرادوا له ان يقتل وحيدا ويدفن وحيدا، فجاء أهلنا من كل الداخل الفلسطيني ليؤكدوا انهم يحفظون كرامة الشهيد، ويرددون بألسنتهم وقلوبهم يا ايها الشهيد ارتاح ارتاح نحن سنواصل الكفاح، من اجل ان نحفظ ارض أم الحيران وبيوتها ومسجدها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها، نؤكد لشهيدنا ان اللواء الذي حمله لن يسقط على الارض، وان الامانة التي حملها لن تضيع وسنواصل أمانة بناء ام الحيران للجيل الحاضر والقادم حتى يأذن الله ان نبقى في ارضنا ويزل الظلم الاسرائيلي إلى الابد غير مأسوف عليه".
وأردف الشيخ رائد: "جاءت هذه الجماهير لتقول لن نترك ام الحيران وحيدة ولن نترك آلامها وحيدة، جاءت لتؤكد انها لن تترك معاناتها وحيدة، نحن مع تضحيات الشهيد للدفاع عن جذور ام الحيران، زرع الشهيد فينا الأمل والصمود والثبات والتفاؤل وتحدي الظالم والصمود بوجه جرافات الظالمين، هذه هي مدرسة الشهيد وكلنا تلاميذه".
ودعا الاستاذ أحمد موسى أبو القيعان " المجتمع الدولي للضغط على الحكومة الإسرائيلية لتغيير سياساتها العنصرية تجاه الداخل الفلسطيني، والتوقف عن هدم المنازل العربية مضيفا: "لا يعقل أن تهدم دولة بيوت مواطنيها!!، ولا يوجد دولة في العالم تهدم بيوت "مواطنيها" لأهداف واهية كما تفعل هذه الدولة، تأتي إلى الأيتام وتهدم بيوتهم وتتركهم مشردين في العراء، وهذه جريمة بشعة في حق الإنسانية، لقد قتل يعقوب لأنه ولد بهذه المنطقة المهددة من قبل المؤسسة الإسرائيلية، قتل حيث ولدته أمه في المكان الذي تربى وترعرع فيه".
وتابع أبو القيعان: "آمل من كل من له صلة بهذه الحكومة أن يضغط عليها، فهؤلاء يتهمون الضحية بأنها هي الجلاد، فلا يعقل أن تطلق النار على شخص وتتهمه بتهم باطلة وواهية، وهذا أمر لا يقره ولا يقبه العقل السليم".
واعتبر النائب مسعود غنايم " مشاركة عشرات الآلاف في جنازة الشهيد يعقوب أبو القيعان، بمثابة صفعة وجهت اليوم إلى المؤسسة الإسرائيلية، التي عملت على حصر المشاركة بالعشرات فجاء عشرات الآلاف.
وأضاف: "جاءت جماهير شعبنا لتقول لنتنياهو أن كذبه وروايته والاتهامات التي وجهت للشهيد، لن تنطلي عليها، كما جاؤوا ليؤكدوا أنهم سيكونون صفا واحدا، ضد السياسات العنصرية الاسرائيلية".
وأشار غنايم إلى أن لجنة المتابعة تدير المعركة الحالية باقتدار وبشكل وحودي فعّال ومؤثر، وانها نجحت خلال هذه المواجهة مع المؤسسة الإسرائيلية، بإيصال الرسالة إلى المجتمع الاسرائيلي، ومفادها أن أبناء الداخل الفلسطيني هم الضحية، وان المجرم والجاني هو حكومتهم ومؤسستهم الحاكمة، التي تضيق على الشعب الفلسطيني بالداخل في أرضه ومسكنه وكافة شؤون حياته.
في حين، ثمّن النائب يوسف جبارين الالتفاف الجماهيري حول قضية أم الحيران وشهيدها، وقال : "نحن لا نملك جيشا ولا شرطة ولا سلاحا، لا نملك الا قدرتنا على الوحدة الوطنية وان تخرج الناس بجماهيرها الواسعة بعشرات آلافها لتعبر عن اصرارها في التحدي والتشبث بالأرض والمسكن، من أجل حماية أجيالنا القادمة، نحن بحاجة للحفاظ على الوحدة الوطنية والحفاظ على تحشيد الجماهير، كنا سوية في قلنسوة وعرعرة والمسيرة في القدس وتظاهرة المحامين، وهذا الالتحام بين القيادة والجماهير الواسعة يمكن الاعتماد عليه من اجل مواجهة سياسات حكومية قادمة ضد شعبنا وارضنا".
[email protected]