جاء في بيان صادر عن بلدية الناصرة مساء اليوم الاربعاء :" رئيس بلدية الناصرة علي سلام، نوابه وأعضاء المجلس البلدي يستنكرون الهجوم الشرس والاعتداء الغاشم على أهلنا في ام الحيران. كما يستنكرون ويشجبون التعرض والاعتداء على ممثلي الجمهور في القائمة المشتركة النائبين أيمن عودة وأسامة السعدي الشرفاء.
أهلنا في ام الحيران لم يغتصبوا حقًا ولم يعتدوا على ارض ولم يحتلوا مكانًا، لقد كان ومازال تواجدهم اثر قرار الحاكم العسكري في سنوات الخمسينات من القرن الماضي وقد اثبتت هذه الإدعاءات في القضاء الإسرائيلي، وخاصةً في محكمة العدل العليا. ولكن القرارات أتت توافقًا مع قرارات الحكومة، وما زاد الطين بلّة، ان قرار اقتلاع ام الحيران جاء لبناء مستوطنة "حيران" على نفس الأرض والمكان، الأمر الذي سيدعم البون ويزرع الضغينة والحقد بين شعبين يريدان العيش جنبًا الى جنب ومعًا بأمنٍ وسلام.
يجب على القيادة الحاكمة في البلاد ان تنظر الى الأمور من خلال المصلحة العامة، والحفاظ على الإنسان والأرض والانتماء والعمل من اجل العيش المشترك، وزرع المحبة والإنسانية بين الأجيال الصاعدة.
ان التسرع المدعوم بالهمجية والتعبئة السيئة ضد الجماهير العربية في البلاد ستأتي بعواقب وخيمة على أبناء الشعبين في هذه الأرض، يجب ان نروي الأرض بالتعايش السلمي وليس بالدماء الزكية.
إننا نحذر من الإنزلاق الذي يؤدي الى الهاوية، يجب ان توضع الأمور في نصابها كيف لا يحدث ما لا يحمد عقباه. في هذه المرحلة الحرجة وهذه المواقف الصعبة، يجب على العقل ان يكون سيّد الموقف، وعليه فإنني ادعو كل الأطراف في ظل هذه الظروف التي تحجب عنّا الرؤية الصحيحة ان تجلس سويةً رغم الأسى والحزن والمصيبة، رغم الخسارة التي لا تعوّض كيف تضيء ولو شمعةً صغيرة، شمعة أملٍ بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
يجب الترفع على كل الغطرسة والرؤية القصيرة والجلوس معًا من اجل إعطاء الحلول التي تزرع الأمل، وعليه فإنني ادعو حكومة إسرائيل بأن تجلس مع القيادة العربية لإيجاد خطوات عمل إيجابية مستقبلية تضمن العيش الآمن والكرامة للجمهور العربي في البلاد.
كذلك يجب علينا كقيادة عربية ان نكظم الغيظ ونأخذ المسؤولية بأيدينا وان نهدئ النفوس رغم الألم وكبر المصاب ورغم الاحتلال البشري ضدنا، من اجل أولادنا، ومستقبلهم ومن اجل عيش آمن.
العيش بكرامة هو مطلبنا، الحفاظ على أبنائنا هو همنا، يجب على الجميع ان يعي ان الحل الوحيد هو العيش بسلام واحترام للآخر ، لأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
من جهة أخرى، فإن رئيس بلدية الناصرة علي سلام يحيي الوقوف الصامد والشجاع للنائب ايمن عودة والنائب أسامة السعدي في تصديهما لإقتلاع أهلنا في ام الحيران والتصدي بجسدهم من اجل المحافظة على الأرض والإنسان.
هذا التصرف المسؤول والجهود التي يبذلها نواب الكنيست من القائمة المشتركة يدل على حرصهم وتمسكهم ودعمهم لأهلنا في كل مكان، هذه هي المواقف التي اردناها ويريدها شعبنا من ممثليهم في الكنيست. التواجد في المكان والزمان المناسبين بدعمهم وحرصهم على الحفاظ على المثل الإنسانية. إن التعرض لممثلينا جسديًا واهانتهم تؤدي الى مكان لا يريده احد، يجب احترام هذه القيادة المنتخبة، واعطائها الدور الأساسي من أجل رأب الصدع وجعلهم القناة التي نستطيع من خلالها حل الأمور بشكل عقلاني وانساني يخدم المصلحة الإنسانية ويدعم التعايش السلمي الذي نصبو اليه ونعمل من اجله ليلًا نهارًا.
ويتمنى علي سلام رئيس البلدية للنائبين ايمن عودة واسامة السعدي الشفاء العاجل والاستمرار في عملهما من اجل خدمة أبناء شعبنا ويحييهما ويشد على اياديهما ويؤكد اننا في خندق واحد.
لطالما دعت بلدية الناصرة ورئيسها علي سلام دومًا من اجل الوحدة، لأن الوحدة قوة، وأتمنى ان تكون وحدة عقلانية تدعم إيجاد الحلول التي تضمن العيش بأمن وكرامة وسلام للشعبين.
[email protected]