تشير معطيات تم استعراضها أمام هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي قبل سنة، لكن لم يتم نشرها إلا أمس، الجمعة، إلى أن الجيش يقف أمام أزمة حول نوعية وحداته الميدانية، وخاصة في مستوى الضباط ذوي الرتب المتدنية.
وأفادت صحيفة "هآرتس" بأنه تقلصت قدرة الجيش على تجنيد جنود من كافة شرائح المجتمع، الأمر الذي من شأنه المس تدريجيا بنوعية الضباط بالمستقبل.
ووفقا للتقرير، فقد شخّصت "دائرة علوم السلوكيات" في الجيش الإسرائيلي حدوث تراجع متواصل، في السنوات الأخيرة، في استعداد المجندين من "مجموعات نوعية" للانخراط في الوحدات الميدانية.
وتبين أن الكثيرين من المجندين ذوي المعطيات الأعلى، وخاصة أولئك الذين يسكنون في بلدات غنية، يفضلون الوحدات التكنولوجية، التي باتت تعتبر أنها مرموقة أكثر، على الوحدات القتالية. وكتب المحلل العسكري في الصحيفة، عاموس هرئيل، أن "روح المقاتل، التي قدسها الجيش الإسرائيلي منذ تأسيسه ويواصل بتفخيمه في كل مناسبة، في خطر".
وأشار التقرير إلى أن الوضع أصعب في الوحدات الميدانية، مثل المدرعات والهندسة والمدفعية، وهي مودودة ولكن بشكل أقل في وحدات المشاة، وليست قائمة في وحدات النخبة.
رغم ذلك، فإن المجندين الشبان، حتى لو كانت لديهم مؤهلات صحية ملائمة للخدمة القتالية، يفضلون في معظم الأحوال وحدات "سايبر" وتسيير الطائرات من دون طيار ومنظومة الدفاع الجوي وغيرها من الوحدات التكنولوجية، على الخدمة في الوحدات الميدانية. وتراجع استعداد الشبان المجندين للخدمة في وحدات قتالية مركزية بنسبة 20%.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه في السنوات الأخيرة تراجعا في تجند الشبان والشابات للجيش، لعدة أسباب أبرزها الجانب الديني. إذ أن أكثر من نصف الشابات اللواتي يمتنعن عن التجند يتذرعون بأسباب دينية. وأدى هذا التهرب من الجندية إلى حدوث نقص حاد في عدة وحدات. أما بالنسبة للشبان، فإن النقص ناجم عن تزايد عدد الشبان الذين يتجهون للدراسة في "ييشيفوت" أي معاهد دينية يهودية.
وانخفضت نسبة المحفز لدى المجندين للوحدات القتالية إلى 69.8% في العام 2016 الفائت، بينما كانت هذه النسبة في العام الذي سبقه 71.9%.
[email protected]