في عصرنا أصبح تحقيق الأهداف مرتبطًا بالمدخول الماديّ للإنسان، سواء كان ذلك على المستوى المهنيّ، التعليميّ أو العائليّ، ولم يعد باستطاعة الشبان تحقيق أحلامهم إلا بمدخراتٍ ماليّة متوفرة لهم لتلبية احتياجاتهم الأساسيّة.
وبهذا وجدوا في البنوك والمؤسسات المالية ملاذًا لهم في التمويل للتعليم أو للسكن والزواج أو إقامة مصلحة أو شراء سيارة، في حين ضيّقت الأوضاع الاقتصادية خناقها عليهم.
الشبان العرب
قال الشاب حبيب ظاهر إن الوضع الاقتصاديّ صعب بشكل عام، مستطردًا أنّ الطالب الجامعيّ لا يستطيع تدبر أموره بدون أن يعمل عدد ساعات لا تقلّ عن ساعات تعليمه أو العمل سنتين قبل بدء التعليم الجامعي، فحين ينتهي من التعليم يجد نفسه قد عاد إلى نقطة الصفر.. الإفلاس.
وعن العمل والتعليم، أجاب ظاهر أنّه عمل لمدة 3 سنوات كي يستطيع الدخول إلى الجامعة، وبالرغم من هذا فهو يعمل أثناء تعليمه ليوم واحد في الأسبوع إضافةً للعطل وحاصة عطلة الصيف.
يعيشُ 53.3% من المجتمع العربيّ تحت خط الفقر لأسبابٍ عدّة، عزاها الشاب الشاب أحمد عودة إلى أنّ الوضع الاقتصاديّ صعب جدًا لدى الشباب العرب والسبب في ذلك يعود لعدم توفر فرص عمل بسبب التمييز العنصريّ لدى بعض الشركات والمؤسسات الحكوميّة والخصوصيّة التي تقصي العرب عن العمل ولا تسمح لهم، بينما توفر للشاب اليهودي كل ما يريد.
أما السبب الآخر، فأفاد به عودة أن غلاء المعيشة أحد أسباب الوضع الاقتصاديّ المتدهور، والمعاش لا يكفي العائلة حتى إن عمل الزوج والزوجة، خاصةً في ظل وجود أطفال، فالشاب العامل لا يكتفي بمعاشه لأنّ متطلبات الحياة كثيرة، فالسيارة اليوم باتت أمرا أساسيّا لكل شاب، عدا عن المناسبات الاجتماعيّة.
المظاهر الاجتماعيّة... استنزاف آخر
أوضح الشاب أمين محمد هادية أنّ الوضع الاقتصاديّ صعب جدًا وهذا صحيح، لكن بإمكان الشاب تحقيق أهدافه في حال المثابرة والسعي نحو العلم والعمل، والعمل باعتقاده موجود، غير أن بعض الشبان في مجتمعنا لا يريدون العمل. موصيًا بأن كفّ المجتمع العربيّ عن صرف نقوده للتباهي بالمظاهر الخارجيّة ستحسن وضع المجتمع بالتأكيد، فاليوم الشبان يعيشون بشكل مختلف تمامًا عن الجيل السابق، يقودون سيارات باهظة الثمن رغم أنّ السيارة المتواضعة أيضا ستوصله إلى ذات المكان .
وضرب هادية مثالًا عن نفسه قائلاً: مررت بظروف ماديّة قاسية جدًا حين كنت أدرس بالجامعة فالتجأتُ إلى كافة الأعمال الشاقة كأعمال البناء، واستطعت تخطي كافة الظروف بسبب الهدف الذي كنت أصبو إليه ألّا وهو الوصول إلى درجة رفيعة من العلم، بينما الشبان الذين وجدوا الراحة والرفاهية الاقتصاديّة من قِبل أهلهم تكاسلوا عن العمل بسبب عدم حاجتهم له، وهذا أمر خاطئ.
وعبّر عن استيائه، بعض الشبان بعمر 18 عامًا يشترون سيارات باهظة الثمن فقط من أجل التفاخر الاجتماعيّ والفشخرة ويكون الشاب عاطلاً عن العمل، لكنّه يعيش في كنف أبيه مدللاً دون عمل وبعد سنوات سيجد نفسه بدون مال.
القروض
ورأى عودة أنّ القروض الماليّة البنكيّة ممكن أن تكون مساعدة في حال كان الشاب إداريًا في مصروفاته، فالإدارة المالية السليمة ستساعده حتمًا بدل أن يتورط، وغالبًا ما يتم اقتراض أموال من أجل شراء السيارات، الزواج، بناء منزل، شراء شقّة أو التعليم والسفر.
وفي المقابل، أعرب هادية عن معارضته لأخذ القروض من البنوك بشكلٍ قاطع، وذلك لأنّ البنك يجني الفوائد من خلال القروض ويطمعون الزبائن بالفوائد القليلة.
وأضاف أن بعض العاملين في البنوك يدّعون أنّ نسبة معينة من الفائدة بينما على الورق الذي يوقّع عليه الزبون دون انتباه أكثر بكثير مما قالوا، وإن توانى المُقترض عن دفع شهرٍ ما جرى الحجز على ممتلكاته.
وفي المقابل، رحّب الشاب عيد عدوي بالحصول على القروض البنكيّة ذات الفوائد المنخفضة التي تساهم بإعطاء الأزواج الشابة فرصة لتحقيق أحلامهم بامتلاك شقة عن طريق إعادة المال عبر دفعات شهرية ثابتة دون فوائد ولا عيب في الأمر بل على العكس فهو مرحب به طالما كان مردوده إيجابيًا.
وأنهى بأنه على الشباب أن ينفتحوا على المواضيع ذات الأهميّة العليا في سوق العمل كعلم الحاسوب (الهايتك)، هندسة التطبيقات، والتخزين لرفع الوضع الاقتصادي لمجتمعنا، إضافةً لوجود عدد من الجمعيات التي تعمل على نشر الوعي الكافي لدى الجيل الشاب للاستفادة من صناديق التوفير وبالتالي المساهمة في كسب وضع اقتصادي أفضل للجيل الشاب.
[email protected]