يضطلع الصديق المقرّب بدور محوري في حياة المراهق. ويكاد يكون العنصر الأهم في يومياته الى جانب الأهل. انه أكثر شخص يفهم مشكلاته، ويشاركه تفاصيل حياته الشخصية في المدرسة والحي وعلى الهاتف. ولا نبالغ في القول أن الوحدة هي العنصر الأكثر ضرراً للمراهقين في حال خسروا أصدقاءهم المقربين الذين اختاروهم بأنفسهم. واذا كان تغيير مكان السكن او تبديل المدرسة او الهجرة من المشكلات التي يمكن حلّها من خلال التواصل الافتراضي عبر تطبيقات الهواتف الذكية أو مواقع التواصل الاجتماعي، فإن اي حادث يؤدي الى موت الصديق من شأنه أن يقلب حياة المراهقين رأساً على عقب.
لماذا لا يتقبّل المراهق حادث موت صديقه المقرّب؟ تقول الاختصاصية في علم النفس والمعالجة النفسية كارلا سركيس إن "مرحلة المراهقة تتميّز بقلب المقاييس والمعايير الموضوعة من الأهل والبالغين في محيط المراهق. ويسعى المراهق حينها لتطبيق تصوراته الشخصية او التي يتشارك بها مع أصدقائه، والتي غالباً ما تكون ثورية، تندرج في إطار نزعته للحياة. ويأتي الموت فجأةً ليحوّل ما كان مستبعداً الى واقع غير متلائم مع مسيرة الحياة الدافقة في جسم المراهق، كما وفي تصرفاته، في رؤيته لنفسه، للمحيط وللمستقبل".
لكن، كيف نساعده على تخطي هذه الواقعة الصادمة؟ سؤال تجيب عنه سركيس قريباً ...
[email protected]