مبادرة عربية جديدة من القدس، شركةNIMD (www.nimd-ltd.com) تبتكرُ جهازاً طبّياً لعلاج السرطان. يرتكزُ هذا الابتكارعلى أشعة الميكروويف وتكنولوجية النانو. حيث يتمُّ حقن الجزيئات النانونيه (nanoparticles) في جسد المريض إمّا عن طريق الحقن الموضعي المباشر أو عن طريق الوريد. الجزيئات النانوية قادرة على إيجاد طريقها إلى الأورام من خلال عملية بيولوجية متخصصة وهي تلتصق بالخلايا السرطانية وحدها. ويتمّ وضع نظام الميكروويف مع هوائي خاص فوق جسم المريض. حيث يركز الإشعاع المنطلق من الهوائي على الورم، في حين تقوم الجزيئات النانوية بامتصاص هذا الإشعاع على نحو أكثر فعالية من الأنسجة المحيطة. وبهذه الطريقة، فإن الأنسجة المسرطنه وحدها هي ما تتعرض إلى تسخين يفوق درجة 50 مئوية، بحيث تقتل الخلايا السرطانية في الوقت الذي تبقى فيه الخلايا السليمة من دون أن تتضرّر لأن درجة حرارتها تبقى قريبة من درجة حرارة الجسم الطبيعية.
لقد تمّ اختبار هذه التقنية على نماذج حيوية شبيهة بأجساد البشر وعلى فئران تم حقنها بخلايا سرطان الثدي، وقد كانت النتائج استثنائية بشكل ملحوظ. تُجري شركه NIMD حاليا دراسات مختبريه متقدّمه على الحيوانات تحضيراً لتجارب طبيه على البشر. بهذه التقنية، تؤمن NIMD بأنها قادرة على توفير بديل للتدخل الجراحي، والحفاظ على شكل الثدي وتحسين جودة حياة المرضى. علاوة على ذلك، فإن الجهاز في الوقت الذي يستخدم فيه أشعة المايكروويف غير المؤينه يوفّر بديلاً للعلاجات التقليدية المكلفة والتي لها آثار جانبية سلبيه.
تأسست هذه الشركة على يد اثنين من العلماء الفلسطينيين المقدسيين: الدكتور عنان قبطي، حاصل على اللقب الثالث في علم الفيزياء، والدكتور بطرس حلاق، حاصل على اللقب الثالث في الكيمياء الفيزيائية. وقد التقى الإثنان أثناء عملهما في شركة Intel. وبعد معاينتهما للتكنلوجيا ولاحتياجات السوق، استقالا من وظيفتهما الآمنتين وكرسا وقتهما لتأسيس الشركهNIMD (وهي اختصار لتسمية Non-Invasive Medical Devices ). لقد انطلقت الشركه وبدأت مشوارها في كانون الثاني من العام 2015. لقد كان الحافز الأساسي للبدء في هذا المشروع الاعداد الآخذه في الارتفاع للمصابين بهذا المرض الخبيث ولا سيما الاصدقاء القربين، معاناتهم التي فاقت كل الحدود، علاجه المُعقّد ذا الآثار السلبيه والموت أحياناً كثيرة. وقد قامَ صاحب الفكرة, مخترع الجهاز, الدكتور عنان قبطي بالاستناد إلى خلفيته البحثية في موضوع تفاعل الميكرويف موضعيا مع الأنسجة البيولوجية البشرية خلال تحضيره لرسالة الدكتوراه، وتجاربه العلميه في كلية الطب في جامعة هارفارد وفي شركة أبحاث تدعى Inc RMD في مدينة بوسطن الأمريكية. وقد قام بابحاث موسّعه حول موضوع علاج السّرطان, ممّا قاده في نهاية المطاف إلى تطوير هذه التقنية.
مبادرة NIMD لاقت ترحيباً ودعماً من قبل أخصائيين في مجال السرطان من فلسطين وإسرائيل، إلى جانب مختصين اميركيين واوروبيين. تعملُ هذ المبادرة حاليا على توسيع مجلسها الاستشاري ومجلسها الإداري ليشمل أطباء من أعلى المستويات، والاستراتيجيين وخبراء الأعمال التجارية. كما وتعمل NIMD حاليا على زيادة رأس مالها وتبحث عن شركاء استراتيجيين وممّولين لمواصلة عملها في الوطن والخارج.
تؤمن NIMD بأن جهازها سيعودُ بفائدة كبيره على المجتمع الطبي في جميع أنحاء العالم، كما وأنه قادر في العديد من الحالات على توفير بديل للعلاجالإشعاعي وللتدخل الجراحي لدى مرضى سرطان الثدي في مراحل الإصابة المبكرة. ويمكن أيضا أن تطبق هذه التكنولوجيا لأنواع أخرى من السرطان بما في ذلك الإصابة بالورم الأرومي الدبقي (Glioblastoma) ، سرطان الجلد (Melanoma) والرأس والرقبة والإبطين.وبالتالي فإن بامكان هذا الجهاز المُبتكر انقاذ حياة المرضى والمساهمه في تحسين جودة حياتهم.
[email protected]