عززت تقارير جديدة بشأن اغتيال مهندس الطيران التونسي، محمد الزواري، الشبهات حول ضلوع الموساد الإسرائيلي في جريمة الاغتيال، وذلك استنادا إلى اهتماماته بتطوير طائرات بدون طيار في إطار علاقاته مع حركة حماس، ودخوله إلى قطاع غزة 3 مرات عن طريق الأنفاق.
منذ أن تم العثور على جثة المهندس التونسي في مركبته في جنوب تونس، قبل يومين، يتكشف المزيد من التفاصيل الجديدة حول الزواري الذي وجهت تقارير محلية تونسية إصبع الاتهام للموساد في اغتياله بسبب تعاونه مع حركة حماس.
يشار إلى أن الزواري (49 عاما)، الذي اغتيل بإطلاق نحو 20 رصاصة عليه بينما كان بجوار منزله في مدينة صفاقس، كان قد غادر تونس في العام 1991، واستقر في سورية، بعد أن مكث لفترات قصيرة في ليبيا والسودان.
وبحسب التقارير الإعلامية، فإن الزواري، الذي كان من معارضي نظام زين العابدين بن علي، مكث نحو 20 عاما في سورية، وتزوج من فتاة سورية.
ونقلت القناة التونسية التاسعة عن مقرب من الزواري، يدعى كريم عبد السلام، يوم أمس الجمعة، قوله إن صديقه كان رجل الاتصال بين حركة حماس وبين النظام السوري في دمشق وإيران، إلا أنه قرر مغادرة سورية في العام 2011 مع اندلاع الثورة السورية.
ويضيف عبد السلام، أن مهندس الطائرات اختار أن يبقى على الحياد بعد الشرخ الذي حصل بين النظام السوري وبين حركة حماس التي قررت نقل مقراتها القيادة إلى قطر وتركيا.
وبعد الثورة التونسية، وسقوط نظام زين العابدين بن علي، حصل الزواري على عفو من السلطات التونسية الجديدة، الأمر الذي لم يمنع أن يدعي البعض أن الزواري قد اغتيل برصاص أنصار زين العابدين بن علي.
بيد أن أقوال عبد السلام تعزز التقارير التي وجهت إصبع الاتهام إلى الموساد، حيث أنه صرح أن الزواري زار قطاع غزة 3 مرات عن طريق الأنفاق، الأمر الذي يعزز أيضا التقارير بشأن علاقاته الوثيقة مع حركة حماس التي تسعى إلى توسيع قدراتها في مجال الطائرات بدون طيار.
إلى ذلك، أكدّ مصدر في كتائب الشهيد القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، لـ"الجزيرة" أن مهندس الطيران التونسي الشهيد محمد الزواري، كان عضوا في الكتائب. وذكر المصدر، السبت، أن الزواري أحد رواد مشروع الطائرات بدون طيار.
وكان الصحافي التونسي برهان بسيس أول من اتهم الموساد بالاغتيال، بسبب عمل الزواري على برنامج لتطوير طائرات بدون طيار وتصينعها، وبسبب علاقاته المتشعبة مع حماس.
يشار إلى أن حركة حماس سارعت إلى إدانة الاغتيال، وقالت إن إسرائيل هي المستفيد الوحيد من عملية الاغتيال. وقال القيادي مشير المصري في حديث مع إذاعة محلية تونسية إنه إذا كان هناك علاقة بين الاغتيال وبين النشاط العسكري، فإن الذراع العسكري لحماس هو المسؤول عن الرد.
إضافة إلى ذلك، فإن السلطات التونسية لم تدل بأية تفاصيل بشأن الجهة المسؤولة عن الاغتيال. كما أن مدير عام الأمن الوطني التونسي عبد الرحمن بلحاج علي استقال بعد ساعات من عملية الاغتيال، وذلك بذريعة أسباب شخصية.
وتبين من التحقيقات التي أجرت في تونس، بحسب وسائل الإعلام، أنه تم اعتقال عدة أشخاص، بينهم مواطنون روس، إلا أنه أطلق سراحهم. كما أن هناك لغزا آخر مرتبط بامرأة وصلت من هنغاريا، والتقت مع الزواري تحت غطاء صحفي، وكانت بصحبة شخصين آخرين. وقد أجريت هذه المقابلة الغامضة قبل الاغتيال بيوم واحد، وتمكنت من مغادرة تونس.
[email protected]