كان المسيحيون الاقباط في منتصف القداس الاحد عندما دوى انفجار كبير داخل كنيستهم الملاصقة لمقر الكاتدرائية القبطية في العاصمة المصرية فرشقت شظاياه في صور القديسين المرسومة على الجدران وانهار جزئيا سقفه الخشبي.
وقال الشهود انهم اكتشفوا بعد انقشاع الدخان الناتج عن التفجير اشلاء الجثث المخصبة بالدماء والارائك الخشبية التي يجلس عليها المصلون وقد تفككت.
وقال تادروس زكي وهو خادم (متطوع للخدمة) في الكنيسة في الثالث والستين من عمره "لقد كان مشهدا مرعبا وكانت الاشياء تقع فوقنا ولم اتمكن من الخروج من خلف الهيكل بسبب كثافة" الحضور.
واكد روماني الذي سارع الى الكنيسة للمساعدة بعد التفجير "كانت هناك اشلاء لناس كثيرين وكان هناك ناس فوق ناس".
وقالت وزارة الصحة ان 25 شخصا على الاقل قتلوا في الاعتداء بينما اكدت رئاسة الوزراء المصرية ان معظم الضحايا من السيدات.
وبدا ان مركز التفجير داخل الكنيسة البطرسية، التي شيدتها اسرة بطرس غالى باشا (عائلة قبطية شهيرة في التاريخ السياسي الحديث لمصر) عام 1911 فوق ضريحه والتي قام بتزيين جدرانها فنانون اوروبيون، كان الى جوار المدخل في الناحية التي تجلس فيها السيدات.
وتناثرت الشظايا على الحجر الذي يحيط بمدخل الكنيسة كما تسببت في حفر في الرخام الذي يغطي ارضيتها بينما غطت الدماء اريكة خشبية بقيت على حالها.
وبالقرب من المدخل دمر صندوقان احدهما كان يحوي صلوات مكتوبة على اوراق صغيرة بخط يد المصلين والاخر يضم ذخائر مقدسة.
وكان القساوسة المصدومين يتحركون داخل الكنيسة فوق اجزاء الزجاج المهشم فيما كان حراس يحاولون ابعاد الصحافيين او الناس من الدخول.
وقالت راهبة ترتدي ثوبا طويلا وغطاء راس رمادي اللون وقد بدا عليها الوجوم "سيكون لله كلمته في ما حدث".
وتعرض الاقياط لعدة اعتداءات في السنوات الاخيرة في مصر. وكان اكثر الهجمات دموية قبل اليوم هو التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية عام 2011 واسفر عن مقتل 21 شخصا.
ولكن تفجير الاحد استهدف رمز الطائفة المسيحية القبطية في مصر اذ وقع في كنيسة ملاصقة للكاتدرائية، مقر البابا تواضروس الثاني، في حي العباسية بقلب القاهرة.
وقال مجدي احد الموظفين الاداريين في الكنيسة الذي يقع مكتبه قرب مكان الانفجار الى حد ان نوافذه تهشمت: "ماذا يمكننا ان نفعل؟ ان الله يوجه عملنا".
في الخارج كانت مجموعة من عشرات الاقباط قد تجمعت وبدأوا في ترديد هتافات ضد الحكومة واحتكوا لدقائق مع شرطة مكافحة الشغب التي اقامت طوقا امنيا حول الكنيسة.
وردد الشباب الغاضبون "الشعب يريد اسقاط النظام" و "كنت فينك يا داخلية (وزارة الداخلية) لما ضربوا الكاتدرائية".
ويواجه الاقباط الذين يشكلون 10% من عدد سكان مصر البالغ 90 مليون نسمة، تمييزا تزايدت وتيرته اثناء السنوات الثلاثين لحكم الرئيس الاسبق حسني مبارك الذي اطاحته ثورة كانون الثاني/يناير 2011.
وقتل عشرات خلال السنوات الاخيرة في مواجهات طائفية في مناطق مختلفة في البلاد.
كما قام انصار الرئيس الاسلامي الاسبق محمد مرسي بمهاجمة واحراق عشرات الكنائس والممتلكات القبطية في اب 2013 عقب قتل الشرطة مئات من المتظاهرين الاسلاميين خلال اشتباكات في القاهرة.
واتهم انصار مرسي الاقلية القبطية بتأييد اطاحته من قبل الجيش بعد نزول ملايين المتظاهرين الى الشوارع للمطالبة برحيله.
[email protected]