خلقنا الله سبحانه وتعالى مختلفين في أشياء كثيرة، منها الشكل والطباع واللغة والاهتمامات والديانات وغيرها الكثير، لا لشيء سوى أن نتعارف ونتشارك فيما بيننا ويعوّض كل منا الآخر ما ينقصه وذلك في قوله تعالى: «يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير». وعلى الرغم من كل هذه الفروق والاختلافات بين البشر أخبرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن الله لا يفرق بين عباده، إلا على أساس التقوى فقط، وذلك في قول الرسول: «لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى».
من هذا المنطلق كان علينا ترسـيخ فـكرة الاخـتلاف، بداية من الـخلق وصولاً إلى أقـوالنا وأفـعـالنا.
وهذا ما فعله ضيوفنا الأكارم من رجال دين من مختلف الأديان وبيّنوه لطلابنا يوم الخميس الماضي وذلك ضمن فعاليات أسبوع التسامح. حيث شرحوا للطلاب عن الاختلاف فيما بيننا وعن أهمية التسامح بين الأديان وبين الناس جميعًا داعمين أقوالهم بآياتٍ قرآنية وأحاديث نبوية وأقوالٍ من الإنجيل ليبيّنوا بها ضرورة وأهمية التسامح الذي يعتبر من أسمى الصفات التي أمرنا بها الله عزّ وجلّ، فالتسامح هو العفو عند المقدرة والتجاوز عن أخطاء الآخرين ووضع الأعذار لهم، والنظر إلى مزاياهم وحسناتهم بدلاً من التركيز على عيوبهم وأخطائهم، فالحياة قصيرة تمضي دون توقف فلا داعٍ لحمل الكُره والحقد بداخلنا بل علينا أن نملأ قلوبنا حبًّا، تسامحًا وأملًا حتى نكون مطمئنين مرتاحي البال.
المدرسة بدورها تشكر مركزي التربية الاجتماعية والأستاذ رائد رباح على تنظيمه لمثل هذا اليوم الرائع وتشكر أيضًا طاقم المعلمين والعاملين في المدرسة ولجنة أولياء أمور الطلاب الذين وقفوا ودعموا وعملوا جاهدين لإنجاح مثل هذا اليوم. وبذلوا من أنفسهم وأموالهم وبارك الله بعملهم.
[email protected]