قلل المرشح الجمهوري إلى الرئاسة الأميركية دونالد ترامب خلال المناظرة الرئاسية النارية الثانية أمس من تصريحاته المسيئة للنساء معتبرا أنه حديث "غرفة ملابس"، وشن هجوما على الرئيس الأسبق بيل كلينتون معتبرا أنه "اعتدى على نساء".
من جهتها، ردت الديموقراطية هيلاري كلينتون التي تواجه مرشحا في وضع حرج قبل شهر من موعد الانتخابات، على ترامب معتبرة أن تصريحاته تظهر حقيقة ما هو عليه.
وبدأت المناظرة بين المرشحين من دون المصافحة الافتتاحية المعتادة بينهما.
وانتظر عشرات الملايين من الأميركيين الذين يشاهدون المناظرة أن يظهر ترامب بعض الندم لتجاوز الأزمة الناجمة عن نشر شريط الفيديو الفضائحي.
ولكن بدلا من ذلك، شن ترامب هجوما قاسيا على الرئيس الأسبق بيل كلينتون، الذي كان متواجدا في قاعة المناظرة، مؤكدا أن لديه تاريخ من الاعتداء على النساء، ودعا عددا من النساء اللواتي يتهمونه بذلك إلى حضور المناظرة.
وقال ترامب "إذا نظرتم إلى بيل كلينتون، فهو أسوأ بكثير"، مضيفا "أنا كانت أقوالا، هو قام بالأفعال".
وتابع أنه "لم يكن هناك أي شخص في تاريخ السياسة في هذه الأمة معتديا على النساء إلى هذا الحد".
رفضت كلينتون تلك التصريحات، قائلة إنها تعمل بنصيحة "عندما يسقطون، نحلق عاليا".
وخلال الدقائق الأولى من المواجهة المتوترة، حمل ترامب على كلينتون على خلفية استخدامها بريدا إلكترونيا خاصا حين كانت وزيرة للخارجية، مهددا إياها بأنه سيقاضيها حيال هذه المسألة في حال أصبح رئيسا.
وردت كلينتون على منافسها بالقول "من الجيد أن شخصا بطباع ترامب ليس مسؤولا عن القانون في بلادنا"، ليجيبها المرشح الجمهوري "لأنك ستكونين في السجن".
من جهة أخرى، قال ترامب لدى مواجهته من قبل مدير المناظرة الرئاسية حيال تصريحاته المسيئة للنساء "بالتأكيد لست فخورا بذلك. لكنه حديث غرفة ملابس".
وردت منافسته الديموقراطية بالقول إن "هذا ما هو عليه دونالد ترامب، والسؤال بالنسبة إلينا، السؤال الذي على البلاد أن تجيب عليه هو أن ليس هذا ما نحن عليه".
وقبيل المناظرة، عقد المرشح الجمهوري مؤتمرا صحافيا مع نساء يتهمن بيل كلينتون بالاعتداء عليهن جنسيا.
وإلى جانب ترامب، طهرت خوانيتا برودريك وكاثلين ويلي وبولا جونز وكاثي شيلتون اللواتي يتهمن بيل كلينتون بالاعتداء عليهن جنسيا في السبعينات والتسعينات، وأنهن تعرضن لهجوم من هيلاري كلينتون في معرض دفاعها عن زوجها.
وخوانيتا برودريك، التي ادعت في العام 1999 أنها تعرضت للاغتصاب على يد بيل كلينتون قبل 21 عاما، أنكرت شهادة خطية وقعتها العام الماضي تقول تنفي فيها وقوع الحادثة.
وقالت برودريك إن "السيد ترامب قد يكون قال بعض الكلمات السيئة، ولكن بيل كلينتون اغتصبني، وهيلاري كلينتون هددتني".
وردا على تلك الاتهامات، قالت حملة كلينتون إن مناورة ترامب ليست إلا "عملا يائسا".
والمتحدثة باسم حملة كلينتون جينيفر بالميري في بيان "لسنا متفاجئين برؤية دونالد ترامب يواصل مسيرته المدمرة للوصول بهذه الحملة إلى الحضيض".
وعلى صعيد السياسة الدولية، أبدت المرشحة الديموقراطية تأييدها لإنشاء مناطق آمنة في سوريا، متعهدة بالتحقيق في ارتكاب روسيا جرائم حرب في سوريا دعما للرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت كلينتون في المناظرة الرئاسية الثانية مع منافسها الجمهوري دونالد ترامب إنها تؤيد الجهود الرامية للتحقيق "في جرائم الحرب التي ارتكبها السوريون والروس وتحميلهم المسؤولية".
واتهمت روسيا بالسعي إلى التأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية لصالح ترامب من خلال سلسلة عمليات قرصنة إلكترونية.
وقالت كلينتون "إنهم (الروس) يفعلون ذلك للتأثير على الانتخابات لصالح ترامب".
وفي معرض رده، بدا ترامب رافضا لنتائج أجهزة الاستخبارات بأن روسيا تقف وراء الهجمات، قائلا "ربما لا يوجد قرصنة".
[email protected]