من الفعاليّات الأدبيّة التي يقيمها مجمع اللّغة العربيّة- الناصرة، في المدارس والمراكز الثقافيّة، بهدف تعزيز مكانة اللّغة العربيّة وإعلاء شأن آدابها، التقى الشاعر مفلح طبعوني مؤخّرًا مع طلّاب صفوف السّوابع في المدرسة الحديثة- حي عين عافية في شفاعمرو، مقدّما لهم محاضرة تمحورت حول تجربته الإبداعيّة وأهميّة المثابرة على المطالعة، وقد جرى ذلك من خلال حوار أجرته معه المربيّة نسرين فرج بركة، استهلّته بتعريف الطّلاب على تجربة الشاعر الضّيف الإبداعيّة ومسالكها وكان أوّل أسئلتها متى بدأت الكتابة؟
- الطّبعوني: كان ذلك في المرحلة الثانويّة، كان لقصيدتنا حضورها المميّز وتلاحمها العفويّ مع الأرض والتّراب والوطن، وقامت بتثبيت لغتنا العربيّة مع باقي الإبداعات رغم محاولات الآخر عرقلة تصاعدها. وتمكن المبدعون خصوصًا الشعراء، من نشر شعرنا وترويض أزمته الدّامية التي كادت أن تغيّبه عن واقعه وإغراقه بالهزائم في مرحلة تعد من أصعب مراحله منذ مئات السنين ...!
- ثم طلبت المحاورة من شاعرنا أن يقرأ من قصائده:
فالقى:
"بلادنا، ظليلة كأغنية
أمطارها، جديلة وأمنية
تغازل الجنان، تعشق الطّرب
رموشها دفء الحبق
تبرج النجوم، تسحر السحر
رحيقها،
بيارق الغلات، ألفة الألق"
بعد ذلك سألته المحاورة:
- هل للمطالعة دور أساسي في الخلق والإبداع؟!
- المطالعة هي غذاء الإبداع والتتابع معها وفيها من أهمّ مقومات الإبداع، وبدونها لا يمكن الولوج الى خلاياه ومن يريد الغوص في بحر الإبداع عليه والتمرّس والممارسة اليومية لإتقانها. بمعنى أخر بدون المطالعة لا يمكن تطوير موهبة الإبداع والكتابة وأكثر من ذلك من الصعب تهذيب النفس البشرية وصقلها لتكثيف المطالعة ومن يريد أن يستفيد ويفيد عليه بالمطالعة والمطالعة، عليه بدراسة التراث القديم والحديث والتنقّل بين الإبداعات العالمية بمختلف لغاتها لتوسيع الأفاق بكل صورها.
ثمّ أدارت المحاورة نقاشًا تابعت من خلاله أسئلة الطّلاب وردّ الشّاعر الضّيف عليها.
من جانبه، فقد تحدث مدير المدرسة وليد خطيب مؤكّدًا على أهميّة هذه اللقاءات وفوائدها لمجتمعنا وطلّابنا، وضرورة المثابرة عليها، وأنّها واحدة من أهداف إدارة المدرسة.
أما المربي إيهاب حسين، مركّز ومنسّق اللقاءات الذي مثل مجمع اللّغة العربيّة، فقد شرح عن أهمية هذه الفعاليّات الميدانيّة ودور مجمع اللّغة في التأكيد عليها ودعمها وتخصيص الميزانيّات المطلوبة لتحقيقها.
في نهاية اللقاء، قام مدير المدرسة وبحضور المربيّة المحاورة، بتقديم هديّة رمزيّة للشّاعر الضّيف الذي تمنى للمجمع والمدرسة دوام النّجاح.
[email protected]