التزم بعض الفتحاويون الصمت وفضلوا عدم التعليق على مشاركة الرئيس محمود عباس لجنازة الرئيس الاسرائيلي السابق شمعون بيريس، الا ان الغالبية الفتحاوية خرجت عن صمتها وعبرت عن رفضها مشاركة الرئيس في الجنازة بسبب التاريخ الدموي لبيرس، وفي هذا التقرير ترصد دنيا الوطن ردود الفعل الفتحاوية على مشاركة الرئيس برفقة وفد رفيع يوم الجمعة للجنازة.
مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بالتعليقات الرافضة للمشاركة
امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف المنشورات الرافضة لمشاركة الرئيس كان ابرزها ما نشره المقدم في جهاز الارتباط العسكري الفلسطيني ومدير العلاقات العامة والاعلام في الجهاز اسامة منصور " ابو عرب" الذي نشر رسالة للسيد الرئيس طالبه فيها بإعادة النظر في مشاركته بالجنازة قال فيها:" لا علاقة شخصية ولا علاقة ودية مع المحتل ما دام يستمر بسياسته العنجهية ضد ابناء شعبنا".
وعلى اثر هذا الموقف من المقدم منصور اعتقل الامن الفلسطيني ابو عرب بعد ان اوقف عن العمل، ما اثار ردت فعل تجاه الاجراء الذي اعتبره قانونيون قرارا ً تعسفيا ً.
الشبيبة الفتحاوية تطالب بتنحي الرئيس
واصدرت حركة الشبيبة الطلابية في جامعة بير زيت بياناً طالبت فيه الرئيس بالتنحي عن منصبه والاعتذار للشعب الفلسطيني لمشاركته في جنازة بيريس، وادانت الشبيبة الفتحاوية قرار المشاركة قائلة:" لقد تناسوا دماء الشهداء والجرحى وعذابات الاسرى، فلم نراهم في مواكب الشهداء لا مشاركين ولا معزيين".
واكد مصدر مطلع في قيادة حركة الشبيبة الطلابية لدنيا الوطن، انه تقررتشكيل لجنة تحقيق في بيان شبيبة بيرزيت وتم ابلاغ الهيئة الادارية بتجميد عملهم التنظيمي، وذلك كإجراء تنظيمي داخلي لتخوفات لدى قيادة الحركة بوجود جهات اقليمية تقف خلف البيان.
كتائب شهداء الاقصى – لواء العامودي تدين المشاركة
رفضت كتائب شهداء الاقصى – لواء الشهيد نضال العامودي مشاركة الرئيس في الجنازة، كما ادانت بأشد العبارات مشاركة الرئيس في جنازة المجرم شمعون بيريس كما قالت في مؤتمر صحفي واعتبرته سلوكا ً لا وطنياً وطعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني.
وطالبت الكتائب الرئيس بتقديم الاعتذار للشعب الفلسطيني وأبناء حركة فتح، مناشدة ابناء الحركة وقياداتها بأن يكون لهم موقفا ً صريحاً يعبر عن رفضهم لهذا السلوك "المهين".
وأكدت الكتائب في بيانها الصحفي على ان الكفاح المسلح هو الخيار الوحيد لتحرير فلسطين وأن النصر لن يكون الا عبر فوهة البنادق، وانها ماضية في عهد القادة العظام رافضة كافة اشكال التطبيع مع الاحتلال.
الطيراوي: الرئيس شارك بصفته رئيس السلطة الوطنية
ولم يخفي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي رفضه للمشاركة، مبيناً انه يجب التفريق بين حركة فتح و السلطة الفلسطينية، و الرئيس شارك في الجنازة بصفته رئيسا ً للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وقال الطيراوي في حديث صحفي:" لو استشرت انا شخصيا حول ذلك لقلت بأنني ضد هذه المشاركة بشكل مبدئي، لأنها جنازة بيريز الذي تمرغ من رأسه الى قدميه بدماء أبناء شعبنا الفلسطيني وأبناء الشعوب العربية الشقيقة في مجازر عديد منها مجزة قانا، كما انه مهندس المشروع النووي الاسرائيلي الذي هدف الى ردع كل مشروع لاستعادة بلادنا وتحريرها من الاحتلال، بالاضافة الى انه من المؤسسين الاوائل الذين أتوا من الكيبوتسات الإسرائيلية بهدف تأسيس وتمكين الحركة الاستيطانية منذ بدايتها، والتي هدفت إلى محو وإلغاء الوجود الفلسطيني على أرضه، وعمل لنفسه سيرة سلام انطلت على الكثيري".
ومقابل ذلك كله، غرد مجموعة من الفتحاويون عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بان كوادر حركة فتح ينتقدون قيادتهم بكل جرأة وشجاعة معبرين بكل ديمقراطية عما يجول في خواطرهم سواء بالموافقة او المعارضة على أي موضوع وذلك من باب الحرص على تصويب البوصلة لتبقى متجهه نحو القدس عاصة الدولة الفلسطينية متسائلين هل يجرؤ اعضاء التنظيمات الاخرى انتقاد قادتهم كما يفعل الفتحاويين ؟
بين مؤيد ومعارض يقف الرئيس محمود عباس صاحب المقولة المشهورة " خطاب غير شعبي يحمي شعبي خير من خطاب شعبي يدمر شعبي"، امام سيل جارف من الانتقادات الحادة التي وصلت حد مطالبته بالرحيل لمشاركته السياسية في جنازة بيريس التي ازعجت الاسرائيليين وتابعها الاعلام العبري بدقة.
مشاركة الرئيس التي لم تعجب الكثيرين التقفها المعارضون السياسيون على طبق من ذهب لاستغلالها والبدء بحالة تعبئة ضد الرجل الملقب بـ ثعلب السياسة، وما يهم المعارضة هو الاساءة لشخص الرئيس بشماعة اخطاء سياسية يعلمون جيداً انها تصرفات تعبر عن حنكة وذكاء سياسي للرئيس تضع اسرائيل في الزاوية، وفقا ً لآراء المؤيدين.
[email protected]