شدّوا عزيمتكم واستنهضوا الهمما وامضوا لأهدافها يا أخوتي قدما
هيّا نذود الأذى عنها ونحرسها كيما تظلَّ لنا خفّاقةً علما
عاهدنا أنفسنا على مدى الأعوام التي مضت أن نصون لغتنا ونرفع لواءها في كلّ منتدى ومناسبة.
وها نحن اليوم نجدّد العهدَ، ونقف إجلالا للغة مجّدها الله، وألهمنا أن نحبّها ونتغنّى بها في زحمة ما تواجه من تحدّيات، ونرجوه جلَ وعلا أن يمنحنا القوّة في متابعة المسيرة وبث محبّة اللغة والإيمان بها في قلوب النّاشئة، لتكون هدفًا لهم للدّفاع عنها واحترامها.
اللغة تواصل وتفاهم، انسجام وتآلف ، فكر وإحساس، ترانيم علويّة لمن يعشقها ويغوص لكشف لآلئها والبحث عن مكنوناتها.
عشقناها في هذا الصرح الجليل، تواصلنا معها من خلال فعالياتنا على مدار العام بل الأعوام، فكانت معزوفة الفخار ، وتهاليل الليالي الطويلة التي نترنّم لسماعها.
كم كانت سعادتنا غامرة حينما كانت تتجاوب أصداء الأشعار في جنبات المكان، وكم سعدت أرواح الشّعراء والأدباء ونحن نتغنّى بأدبهم ونردّد أشعارهم نزهو بما قدّموا، وكأنني كنت أستشعر أرواحهم ترفرف بيننا وتقول شكرًا شكرًا...
واليوم نشهد معًا نهاية أسبوع اللغة العربيّة بفعالياته المتنوّعة ، برفع الشعارات التي تتغنّى باللغة العربية، ليشهد المكان على انتمائنا الصّادق للغة الأجداد، الوعاء الّذي حفظ لنا التراث والحضارة والعقيدة.
وسننشد الأشعار ونردّد الأقوال التي تلامس مشاعرنا وتوقظ فينا حسّ العروبة النابض بعشق الحرف والكلمة وبقدسيّة ما خطّ بها من حروف، لنبث في طلابنا حبّ المطالعة والإقبال على قراءة المتنوّع من الكتب ليكتسبوا اللغة بتلقائيّة وبشغف الباحث الذي يريد التزوّد بالمعلومات وحفظها ونشرها.
نرجو أن نكون قد وفّقنا في التواصل مع اللغة من خلالكم أعزائي الطلاب، وأن نكون قد ساهمنا في إنبات بذرة حبّ اللغة وعشق جمالياتها.
كانت هذه كلمة مركّزة اللغة العربية في المدرسة المربيّة عفاف نصّار، التي أشرفت على الفعاليات وخطّطت لها سويةً مع طاقم اللغة العربية.
وقد أشاد مدير المدرسة الأستاذ سعيد نصّار من خلال كلمته في المناسبة، بجهود المربين في المدرسة، وبعملهم الدّؤوب ، وخصّ بالذّكر طاقم اللغة العربيّة، وأثنى على جهودهم وعملهم المتواصل على مدى العام.
كما أشار إلى أهميّة اللغة العربيّة ، ودعا إلى الاعتزاز بها، والاستزادة من كنوزها ومكنوناتها، لتبقى عبقًا يفوح في المدرسة، فيعطر الأجواء بالشعر والنثر، ولتبق المدرسة الرّائدة في مجال اللغة العربيّة.
وقد كان البرنامج حافلا بالشعر والموسيقا، بالمسرحيات التي عكست القصص التي طالعها الطلاب، كما جرت مسابقات في اللغة والأدب، مما جعل الغلة وافرة والبيدر يعمّ بالخير والجنى.
[email protected]