في دوامة الحقد والكراهية والحسد، ننسى أحيانًا أنفسنا، ربّما لا نعرف أو لا نريد أن نعرف أين نجد آثار النعمة التي منحنا إياها واختصنا بها الباري عزّ وجل.
تمضي الأيام وتنطوي السنين بسرعة البرق وتضيع حياتنا دون أن نكشف كنوزها رغم أنها موجودة، ولا نشعر بها كأنها نعمة منتظرة نرجوها.
تغير كل شيء، وتغيّرت تصرفاتنا، عاداتنا، حتى قلوبنا غدت صلبة لا تعرف الرحمة! أعيننا لا ترى، آذاننا صماء، مشاعرنا لم تعد ترغب أن تذكر وتتذكر ... الراحلين والغائبين. لا نعرف ماذا نريد وعمّا نبحث، نصوّب السهم بصوره عشوائية ولا نفكر في سبب الخطأ، نصوّبه مرة تلو الأخرى، دون تركيز أو تفكير.
قال مصطفى السباعي: " من انتسب إلى الكريم لم يخشَ الفاقة، ومن انتمى إلى العزيز لم يرضَ الذلة، ومن وثق بالحكيم لم يبدله اعتراض، ومن آمن بالعادل لم يخف من الظالمين، ومن لجأ إلى القوي القهار لم يخشَ صولة الطاغية الجبار" .
فلا تغضب! ولا تحزن؛ لأن الحزن يغيظ الصديق ويسُر ويشمت بك العدو الحسود، وخاصةً إذا كثر أعداؤك، لكن إن كانت عداوتهم في الحق فيكون بمثابة شهادة لك أمام الله أولًا والمجتمع ثانيًا. وإن كان الأصدقاء يمدوننا بالدعم الوجداني فإن الأعداء يوقظون لدينا الحافز لتكون في المقدمة والأفضل، فيجعلونك أكثر انتباها ويقظة لما يجري ويدور على مسرح وسيناريو هذه الحياة الشائكة ومعادلاتها المركبة .
فلا تنزعج وتنفعل مهما زاد أعدادهم، أو عظمت قوتهم ومصدر دعمهم؛ لأن هذا دليل واضح وأكيد على شهامتك، عظمتك، وكبريائك.
فيا رب العباد، ألقِ على العيون الساهرة الحائرة نعاسًا أمنة منك، وعلى النفوس المضطربة سكينة، واجعل مكان اللوعة سلوة، وجزاء الحزن مرحًا وسرورًا.
[email protected]