توافد عصر يوم امس الجمعة الآلاف من اهالي عرابه البطوف وسخنين والبلدات المجاورة لسهل البطوف والمجتمع العربي للمشاركة في فعاليات اليوم الثاني من مهرجان "بطوفنا" الثاني المقام على موارس سهل البطوف وذلك بالتعاون ما بين بلدية عرابه برئاسة المربي علي عاصلة وبلدية سخنين برئاسة مازن غنايم واتحاد مدن جودة البيئة لحوض البطوف في سخنين بإدارة الدكتور حسين طربيه، وبالتعاون مع مركز محمود درويش في عرابة بإدارة محمود ابو جازي والمركز الثقافي في سخنين بإدارة موفق خلايلة والعديد من الجمعيات التعاونية والمراكز النسائية الفاعلة على الساحة ، فيما تقوم تتولى هنادي هجرس الاشراف العام على المهرجان .
هذا وسيكون اليوم السبت هو اليوم الختامي للمهرجان إذ بدأ فعالياته منذ يوم اول امس الخميس ، وستفتتح فعالياته اليوم عند الرابعة بفقرات فنية وكلمات وعروض ثقافية وفنية وبسطات للمزارعين، ومراقبة القمر عبر اكبر تلسكوب في البلاد والعديد من النشاطات الفنية والثقافية وبحضور الالاف وسيستمر حتى العاشرة ليلاً.
اما مهرجان البطوف في يومه الثاني فقد انطلق بالخامسة مساءً بعرافة راوية عاصلة ، وكانت الافتتاحية مع الحاج احمد جربوني "ابو صالح" رئيس جمعية البطوف حاليا ورئيس مجلس عرابة سابقا فقد القى كلمة قال فيها:" اهلا بكم في سهل البطوف السهل الخصب والعطاء سهل التاريخ والانتماء، وهناك نسبة من شبابنا من يجهل تاريخ سهل البطوف الذي يشكل جذورنا وتاريخنا وجذور آباءنا واجدادنا، فسهل البطوف طوله 18 كم وعرضه 3 كم ومساحته 51 كم والارض الزراعية فيه 48 كم والعصر الذهبي للفلاحين كان على مدار عقدين من الزمن 1960- 1980 حيث تمت زراعة شمندر السكر والبندورة والبصل وكانت الزراعة مريحة وارتفع فيها دخل الفلاحين وتحسنت اوضاعهم اما في هذه الايام فقد اخذت اوضاع الفلاحين بالتراجع وهي اسوأ فترة تمر فيها على الفلاحين فقد كان سعر الطن قمح في العام 1960 مائتي دولار واليوم سعره نفس الامر 200 دولار واليوم خسائر الفلاحين بتزايد ولا يجدون من يقف الى جانبهم ويستمع لمشاكلهم واليوم اليمين المتطرف في البلاد يريد لنا ان نترك ارضنا ليستولوا هم عليها وهذا زعمهم المتطرف الا اننا لهم بالمرصاد ، وان من شأن هذه الدعوات ان تزيدنا قوة وصلابة امام هذه الفاشية التي تنادي بترحيلنا عن ارضنا ومن وطننا، ، فنحن أصحاب الأرض الشرعيين، وليس امام فلاحينا الا الصمود وعلينا ان نتكاتف لدعمهم والوقوف الى جانبهم ، وعلينا أن نطرق جميع ابواب الوزارات والمؤسسات الحكومية المختصة من أجل تجفيف الغرق وري البطوف بأكمله بكمية 3 – 4 مليون كوب، وفرد الشوارع الداخلية بسهل البطوف بالكركار وتحويل الزراعة الى زراعة سياحية عبر اقامة مصالح سياحية في اطراف البطوف ولا تراجع عن هذا المطلب".
أما مازن غنايم رئيس بلدية سخنين حل الليلة الماضية على المهرجان وكانت له كلمة وجهها لجمهور المشاركين في اليوم الثاني للمهرجان فقال: من المهم ان نشجع الفلاحين واصحاب الاراضي ونعزز تواجدهم على ارضنا ارض البطوف، لنحافظ على ارض الآباء والأجداد، لأن الطامعين في وجونا على ارضنا كثر، ومن خلال تواجدكم هنا ترسلون برسالة شديدة اللهجة باننا باقون على ارضنا ، مهما كلف الأمر، ورسالة شكر وعرفان لكل من تمسك بارضه وقام بفلاحتها وزراعتها ونقل الرسالة الى الابناء والاحفاد، والشكر لكل من زار هذا المهرجان والشكر لكل المنظمين والجمعيات الفاعلة ولكل من عمل على انجاح المهرجان".
واكد غنايم :" البطوف من حقنا ولنا، وأن من حق صاحب الحق أن يأخذ حقه كاملاً، سخنين وعرابة هما صاحبتا أرض البطوف كباقي قرى البطوف، والمهرجان تحت عنوان " بطوفنا الثاني " وذلك للتشبث فيه ولعدم التنازل عن حقنا فيه، وأن لا تنازل عن تجفيف المستنقع، ولا تنازل عن ري البطوف، وارضنا لنا ووجودنا هنا عليها مهم وتعزيزنا للفلاحين مهم وكل سنة سنكون هنا على ارضنا ، وكل عام وانتم بخير بمناسبة شهر رمضان الفضيل ، ونريد لمجتمعنا ان يكون أكثر محبا ومتسامحاً".
هذا وتخلل المهرجان فقرة الحكواتي عبد الحكيم سمارة من جت بحيث استضافته فعاليات الخيمة في المهرجان مع شكرية نعامنة وطاقم الخيمة كما وتضمن فقرات زجلية مع نجوان نعيم وصابر داوود ، وقصائد شعرية مع الشاعر الصغير احمد زياد ياسين من اشعار تميم ، ومع الشاعرة الموهوبة قطر الندى خطيب، والطفلة الرائعة ليان وهبة نصار ، وعرض لفرقة الدبكة التابعة لبيت الشبيبة افضل معا وبيت المبدعين باشراف جورجينا عاصلة وهوازن موسى وتدريب يسرى عاصلة، وفقرة غنائية وطنية مع الفنانة ايمان دراوشة ، وفقرة حدادي وزمار مع الزجالين طارق قادرية، وابراهيم الحريفا ، ليختتم بصف حدادي حواليم ودبكة شعبية.
وفي حديث مع مركزة المهرجان من اتحاد جودة البيئة هنادي هجرس وجهت كلمة شكر لكل من ساهم بدعم المهرجان ووقف الى جانب المنظمين وكانت له مساعي حميدة من اجل انجاحه ، وان هذا المهرجان يعيد الحياة لسهل البطوف، ويذوت لدى الكبار والصغار حب الانتماء لهذه البقعة الغالية والعزيزة على قلوب الجميع، واكدت هناك تجارب بوجود مناسبة مثل هذا النوع، والتجارب العديدة تتحسن دائماً حتى وصلنا في نهاية الأمر الى نتائج طيبة في عمل مشترك ما بيننا كاتحاد مدن جودة البيئة في حوض البطوف في سخنين بالشراكة مع بلدية عرابة وبلدية سخنين، وآمل أن تكون هذه التجربة ناجحة لتستمر أيضا في سنوات مقبلة مع اجراء تحديثات وتجديدات دائما الذي يعود بالمنفعة على الأهل في المنطقة وخاصة المزارعين الكادحين والفلاحات ممن يعملن في ارض البطوف للوقوف الى جانب العائلة ، ومجرد وجود الناس وزيارتهم للبطوف، وجميع البسطات الموجودة من منتوجات سهل البطوف من الخضار هي دلالة واضحة لثباتنا وصمودنا في هذه الأرض، فنحن أصحاب الأرض ومتشبثون فيها ولا ننساها، ولا يمكن ن نفرط بأرضنا".
[email protected]