أفاد مصدر دبلوماسي في جنيف بأن العسكريين الروس والأمريكيين توصلوا إلى اتفاق في إطار "اللجنة الخاصة بوقف القتال" حول "تهدئة" في بعض المناطق الساخنة في سوريا اعتبارا من السبت.
وأوضح المصدر الدبلوماسي في اللجنة المذكورة التابعة لمجموعة دعم سوريا في حديث لوكالة "تاس" الجمعة 29 أبريل/نيسان، أن الاتفاق سيشمل مناطق اللاذقية وضواحي دمشق التي تشهد أعنف الأعمال القتالية.
من جهتها نقلت وكالة "نوفوستي" عن مصدر دبلوماسي أن الاتفاق الروسي الأمريكي هو إجراء إضافي للتسوية في سوريا، مؤكدا أنه لا يشمل حلب.
وقال المصدر إن روسيا والولايات المتحدة باعتبارهما دولتين ترأسان بالتناوب الجنة الخاصة بوقف القتال في سوريا ستكونان ضامنتين لهذا الاتفاق وتأملان أن تلتزم جميع الأطراف المعنية بالتهدئة.
وتضاربت التقارير الأولية حول فترة سريان اتفاق التهدئة، ففي الوقت الذي أكد فيه مصدر لوكالة "تاس" أن نظام التهدئة سيكون مفتوحا دون تحديد فترة زمنية له، نقلت وكالة "نوفوستي" للأنباء عن مصدر آخر أن نظام التهدئة سيستمر 24 ساعة في ضواحي دمشق و72 ساعة في محيط اللاذقية.
وأكدت القيادة العامة للجيش السوري تطبيق "نظام تهدئة" بدءا من الساعة الواحدة صباح يوم 30 أبريل/نيسان 2016 يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة، وذلك "حفاظا على تثبيت نظام وقف الأعمال القتالية المتفق عليه".
ودعت الأمم المتحدة روسيا والولايات المتحدة إلى ضرورة جمع القوى الدولية وإرسال إشارة واضحة مشتركة إلى الجماعات المسلحة في سوريا بشأن ضرورة الالتزام بنظام الهدنة.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلان إن الاتفاق الروسي الأمريكي يدل على فعالية عملهما المشترك حول التسوية في سوريا، مؤكدا أن التهدئة ضرورية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في سوريا.
من جهته أشار أحد قادة جبهة التغيير والتحرير السورية قدري جميل، وهو ممثل مجموعة "موسكو – القاهرة" للمعارضة السورية إلى أن اتفاق التهدئة يشمل كذلك حلب.
وأكد جميل أنه يعتبر انسحاب وفد الرياض من المفاوضات في جنيف يمثل إحدى مراحل "مؤامرة" ضد الهدنة في سوريا. وأضاف أن وفد الرياض يطالب برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه يرى أن مصير الأسد يجب تقريره في انتخابات ديمقراطية.
وقال المعارض السوري إنه يقيم عاليا دور روسيا في المفاوضات السورية، مشيرا إلى أن مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين طرح اقتراحات محددة خاصة بإيجاد نقاط تماس من أجل تقريب مواقف المعارضة والحكومة السورية.
وأدلى جميل بهذه التصريحات بعد لقائه صباح الجمعة مع ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط وإفريقيا والذي تناول نتائج الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف وغيرها من مسائل التسوية السورية.
من جهة أخرى دعت الهيئة العليا للمفاوضات للمعارضة السورية مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات ضد الأطراف التي تنتهك نظام الهدنة في سوريا وترتكب جرائم حرب وإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية.
هذا، ويسري نظام الهدنة في سوريا منذ 27 فبراير/شباط الماضي، ولا يشمل هذا النظام تنظيمي "داعش" و"الجبهة النصرة" اللذين يعتبرهما مجلس الأمن إرهابيين.
مركز حميميم يدعو الأطراف المتنازعة للالتزام بالتهدئة
دعا المركز الروسي للمصالحة في حميميم جميع الأطراف إلى الالتزام بالتهدئة في ريف اللاذقية الشمالي، مشيرا إلى أن نظام التهدئة هناك سيستمر خلال 72 ساعة.
وقال الجنرال سيرغي كورالينكو رئيس مركز المصالحة الجمعة 29 أبريل/نيسان، إن نظام التهدئة سيحظر استخدام كل أنواع الأسلحة والقيام بأعمال قتالية.
وأكد كورالينكو أن تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي وقوى مشرفة عليه تحاول تقويض عملية التسوية السلمية في سوريا، مشيرا إلى أن "جبهة النصرة" تقوم بأعمال استفزازية في ريف اللاذقية الشمالي وحلب من أجل تصعيد التوتر.
وأضاف الجنرال الروسي أن استمرار انتهاكات وتراشقات مرتبط بعدم وجود ثقة الأطراف ببعضها البعض، مشيرا إلى أن روسيا والولايات المتحدة تقومان بتحليل الانتهاكات وتعملان مع أطراف النزاع من أجل الحيلولة دون حدوثها وتخفيف المواجهة بين الأطراف المتنازعة.
وأشار كورالينكو إلى أن 6,5 آلآف شخص من 52 جماعة مسلحة من محافظات حماة وحمص ودمشق ودرعا وحلب والسويداء والقنيطرة انضموا إلى نظام وقف القتال في سوريا أثناء عمل المركز الروسي للمصالحة.
وأضاف أن سكان 74 بلدة منها 43 في محافظة حماة و16 في محافظة حمص و5 بلدات في كل من محافظات درعا ودمشق وحلب طلبوا من المركز الروسي الانضمام إلى عملية الهدنة.
وقال الجنرال الروسي إن المساعدات الإنسانية الروسية وزعت بين سكان 74 بلدة في محافظات دمشق وحماة وحلب واللاذقية ودرعا وحمص، مضيفا أن السوريين حصلوا على أكثر من 700 طن من الأغذية والأدوية والمستلزمات الأولية.
الكرملين: تحريك مفاوضات جنيف يتطلب بذل جهود نشطة من قبل كافة الأطراف
من جانبه أعلن الكرملين الجمعة أن الوضع في عملية المفاوضات السورية معقد للغاية ويتطلب بذل جهود نشطة من قبل كافة الأطراف.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن روسيا تتمسك بسياستها الرامية إلى مواصلة عملية المفاوضات في جنيف، مؤكدا أنه لا يوجد بديل للمفاوضات بالنسبة لتسوية الأزمة السورية.
وأكد أن روسيا منفتحة تماما للتعاون مع غيرها من الدول المعنية، وخاصة الولايات المتحدة، مضيفا أن كافة الاتصالات المطلوبة بهذا الشأن لا تزال مستمرة.
كما أشار بيسكوف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يخطط لعقد لقاء مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي سيزور موسكو الأسبوع المقبل لبحث نتائج وآفاق المفاوضات السورية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
[email protected]